[ad_1]
في واقع الأمر أن أمريكا تقدم الآن هدايا مجانية للمليشيا الحوثية بمواقفها المشجعة على استمرارها في العبث، وكأنها بطريقة غير مباشرة تستعديها على المملكة من خلال شرعنتها كنظام الأمر الواقع في اليمن بعدما كانت تحت طائلة قرارات مجلس الأمن، وتحديداً القرار 2216 تحت الفصل السابع الذي يقتضي ردعها باستخدام القوة. وفي جانب آخر فإن الاتهامات الكاذبة التي بدأت تتبناها إدارة بايدن ضد المملكة ومحاولات تدخلها في قراراتها السيادية تزيد الوضع تعقيداً وتجعل التعاون مع المملكة الذي تزعمه باتجاه الحلول السياسية لأزمة اليمن وبقية الملفات الأمنية في المنطقة، تجعله مكتنفاً بصعوبة كبيرة بسبب ازدواجية المعايير والتناقض بين الأقوال والأفعال.
أمريكا تعرف جيداً أن المملكة تمثل دوراً محورياً مهماً في كل قضايا المنطقة، إضافة إلى ثقلها السياسي والاقتصادي وعمقها في العالم الإسلامي ومكانتها في العالم العربي، وكذلك شراكتها الإستراتيجية كحليف موثوق وقوي لأمريكا منذ ثمانية عقود، وبالتالي تكون حماقة كبيرة لإدارة بايدن إن هي استمرأت استفزاز المملكة بإثارة ملفات لا تمثل أهمية أو تندرج ضمن الشأن الداخلي السيادي للمملكة، أو إن استمرت تسند الحوثيين وتقف متفرجة على اعتداءاتهم المستمرة وتلهج بضرورة الحل السياسي وتعزف على وتر الكارثة الإنسانية في اليمن والعالم يعرف أن العبث الحوثي هو السبب الأساسي في حدوثها.
هذه البداية لإدارة بايدن توحي بأنها ستجعل مشاكل منطقتنا أكثر تعقيداً، بل ربما تخلق مشاكل جديدة أسوأ مما قبلها، ولكن في كل الأحوال عليها أن تدرك أن المملكة أصبحت أقوى مما تتصور، وأن القاعدة الشعبية الراسخة التي تتمتع بها قيادتها تجعل اختراق هذا التلاحم مستحيلاً، وبالتالي فليس أمامها سوى الكف عن استفزاز الحليف القوي واكتساب مصداقية تشجع على استمرار الشراكة معها، وكذلك التوقف عن دعم ميليشيات إرهابية تهدد أمن المنطقة مثل المليشيا الحوثية المدعومة من النظام الإيراني الذي يمثل أسوأ نظام إرهابي في العالم.
habutalib@hotmail.com
[ad_2]
Source link