رمــز العـدالـة..!!

رمــز العـدالـة..!!

[ad_1]

حين تقرأ هذه الصفة الجميلة بمواقع التواصل فإن أول ما يتبادر لذهنك هيئة مَن أُطلقت عليه، فتظن للوهلة الأولى أنه رجلٌ عابد، لا يفارق محرابه تقـربًا لله سبحانه، أو ربُّ أسـرة، صان أولاده وشريكة حياته، أو ضابط شجاع، أسهم بالقبض على أعتى المجرمين، أو قاضٍ فاضل، أجمع شهود الله في أرضه على عدالته وزهده، أو وزيـر يقظ، سخّـر وقته وجهده للارتقاء بوزارته.. لكنك سرعان ما تُفاجأ أن المعنيّ بهذه الصفة السامية (حكم مباراة)، أجمع خبراء التحكيم كافة على إخفاقه بإدارة مباراة الديربي بسبب أخطائه الغريبة التي “جيرت” النتيجة للفريق الأضعف فنيًّا!

وفي السيناريو نفسه، والمَشاهد نفسها، وربما (أبطال الحملة) أنفسهم، قد تقرأ عبارة (سيد الأخلاق)؛ لتتوهم للوهلة الأولى أنها موجهة لصفوة المجتمع، قبل أن تُفاجَأ بأن المعني بها (لاعب مشكلجي)، لـم يترك حماقـة، أو لفـظًا نابيًّا، أو حركـة مسيئـة، إلا وارتكبها، ليس فقط ضد لاعبي الخصم، بل حتى ضد الجهاز الفني والإداري ورئيس النادي!!

إن عبارة (رمز العدالة) أو (سيد الأخلاق) التي يتعمد المتعصبون إطلاقها عبر تغريداتهم نكاية بجمهور الفريق الآخر لتلميع صورة بعض الحكام أو اللاعبين، أو من شابههم، وهم أبعد ما يكونون عنها، تمثِّل جريمة معلوماتية، تتمثل بإنتاج ما من شأنه المساس بالقيم الدينية أو الآداب العامة.. ولا يسلم من التجريم كلُّ مَن شارك بإعدادها أو إرسالها، وقد تصل عقوبة كل منهم بالحق العام: السجن مدة خمس سنوات، أو غرامة ثلاثة ملايين، أو بالعقوبتَيْن معًا.

الأدهى والأمرّ مِن نسب هذه الأوصاف الحميدة لغير مستحقيها هو استقطاب النماذج السيئة التي شوّهت جمال الرياضة، وحادت بعدالة المنافسة، بعد اعتزالها التحكيم أو اللعب، وتعيينها بمناصب قيادية واستشارية! كيف بالله عليكم تريدون لحكم لطّخ مسيرته بأخطائه التي لا يقع فيها حكم مبتدئ أن يقنعنا بآرائه بعد تنصيبه (خبيرًا تحكيميًّا)؟!

إن القيم الدينية والآداب العامة تحتم التصدي لهم، وإلا ما فائدة أن نرسل أبناءنا للمدارس من أجل تنمية السلوك والمواظبة، ثم سرعان ما تتبدل القيم والمبادئ التي تعلَّموها بما يناقضها بمجرد جلوسهم أمام شاشة التلفزيون أو الجوال لمتابعة برنامج رياضي أو هاشتاق (ترند)؛ فيغسل مخه وأفكاره ذلك (المحلل الرياضي الجاهل) الذي يتابعه ويؤيده الملايين، غير أنه لا يهتم بالحقيقة بقدر اهتمامه بالإثارة والتشفي والتنكيل بمن ألحقوا بفريقه الخسارة الساحقة!

ويظل من واجبنا جميعًا حماية معاني لغتنا العربية الأصيلة قبل أن تكتسب مع الوقت معاني مضادة؛ فنقع في حرج كبير حينما نطري مَن صان الأمانة والأخلاق الحميدة بوصفَيْ (رمز العدالة) أو (سيد الأخلاق)؛ فيُفهَما على أنهما إساءة!!

رمــز العـدالـة..!!


سبق

حين تقرأ هذه الصفة الجميلة بمواقع التواصل فإن أول ما يتبادر لذهنك هيئة مَن أُطلقت عليه، فتظن للوهلة الأولى أنه رجلٌ عابد، لا يفارق محرابه تقـربًا لله سبحانه، أو ربُّ أسـرة، صان أولاده وشريكة حياته، أو ضابط شجاع، أسهم بالقبض على أعتى المجرمين، أو قاضٍ فاضل، أجمع شهود الله في أرضه على عدالته وزهده، أو وزيـر يقظ، سخّـر وقته وجهده للارتقاء بوزارته.. لكنك سرعان ما تُفاجأ أن المعنيّ بهذه الصفة السامية (حكم مباراة)، أجمع خبراء التحكيم كافة على إخفاقه بإدارة مباراة الديربي بسبب أخطائه الغريبة التي “جيرت” النتيجة للفريق الأضعف فنيًّا!

وفي السيناريو نفسه، والمَشاهد نفسها، وربما (أبطال الحملة) أنفسهم، قد تقرأ عبارة (سيد الأخلاق)؛ لتتوهم للوهلة الأولى أنها موجهة لصفوة المجتمع، قبل أن تُفاجَأ بأن المعني بها (لاعب مشكلجي)، لـم يترك حماقـة، أو لفـظًا نابيًّا، أو حركـة مسيئـة، إلا وارتكبها، ليس فقط ضد لاعبي الخصم، بل حتى ضد الجهاز الفني والإداري ورئيس النادي!!

إن عبارة (رمز العدالة) أو (سيد الأخلاق) التي يتعمد المتعصبون إطلاقها عبر تغريداتهم نكاية بجمهور الفريق الآخر لتلميع صورة بعض الحكام أو اللاعبين، أو من شابههم، وهم أبعد ما يكونون عنها، تمثِّل جريمة معلوماتية، تتمثل بإنتاج ما من شأنه المساس بالقيم الدينية أو الآداب العامة.. ولا يسلم من التجريم كلُّ مَن شارك بإعدادها أو إرسالها، وقد تصل عقوبة كل منهم بالحق العام: السجن مدة خمس سنوات، أو غرامة ثلاثة ملايين، أو بالعقوبتَيْن معًا.

الأدهى والأمرّ مِن نسب هذه الأوصاف الحميدة لغير مستحقيها هو استقطاب النماذج السيئة التي شوّهت جمال الرياضة، وحادت بعدالة المنافسة، بعد اعتزالها التحكيم أو اللعب، وتعيينها بمناصب قيادية واستشارية! كيف بالله عليكم تريدون لحكم لطّخ مسيرته بأخطائه التي لا يقع فيها حكم مبتدئ أن يقنعنا بآرائه بعد تنصيبه (خبيرًا تحكيميًّا)؟!

إن القيم الدينية والآداب العامة تحتم التصدي لهم، وإلا ما فائدة أن نرسل أبناءنا للمدارس من أجل تنمية السلوك والمواظبة، ثم سرعان ما تتبدل القيم والمبادئ التي تعلَّموها بما يناقضها بمجرد جلوسهم أمام شاشة التلفزيون أو الجوال لمتابعة برنامج رياضي أو هاشتاق (ترند)؛ فيغسل مخه وأفكاره ذلك (المحلل الرياضي الجاهل) الذي يتابعه ويؤيده الملايين، غير أنه لا يهتم بالحقيقة بقدر اهتمامه بالإثارة والتشفي والتنكيل بمن ألحقوا بفريقه الخسارة الساحقة!

ويظل من واجبنا جميعًا حماية معاني لغتنا العربية الأصيلة قبل أن تكتسب مع الوقت معاني مضادة؛ فنقع في حرج كبير حينما نطري مَن صان الأمانة والأخلاق الحميدة بوصفَيْ (رمز العدالة) أو (سيد الأخلاق)؛ فيُفهَما على أنهما إساءة!!

22 فبراير 2021 – 10 رجب 1442

01:03 AM


رمــز العـدالـة..!!

أحمد عجبالرياض

حين تقرأ هذه الصفة الجميلة بمواقع التواصل فإن أول ما يتبادر لذهنك هيئة مَن أُطلقت عليه، فتظن للوهلة الأولى أنه رجلٌ عابد، لا يفارق محرابه تقـربًا لله سبحانه، أو ربُّ أسـرة، صان أولاده وشريكة حياته، أو ضابط شجاع، أسهم بالقبض على أعتى المجرمين، أو قاضٍ فاضل، أجمع شهود الله في أرضه على عدالته وزهده، أو وزيـر يقظ، سخّـر وقته وجهده للارتقاء بوزارته.. لكنك سرعان ما تُفاجأ أن المعنيّ بهذه الصفة السامية (حكم مباراة)، أجمع خبراء التحكيم كافة على إخفاقه بإدارة مباراة الديربي بسبب أخطائه الغريبة التي “جيرت” النتيجة للفريق الأضعف فنيًّا!

وفي السيناريو نفسه، والمَشاهد نفسها، وربما (أبطال الحملة) أنفسهم، قد تقرأ عبارة (سيد الأخلاق)؛ لتتوهم للوهلة الأولى أنها موجهة لصفوة المجتمع، قبل أن تُفاجَأ بأن المعني بها (لاعب مشكلجي)، لـم يترك حماقـة، أو لفـظًا نابيًّا، أو حركـة مسيئـة، إلا وارتكبها، ليس فقط ضد لاعبي الخصم، بل حتى ضد الجهاز الفني والإداري ورئيس النادي!!

إن عبارة (رمز العدالة) أو (سيد الأخلاق) التي يتعمد المتعصبون إطلاقها عبر تغريداتهم نكاية بجمهور الفريق الآخر لتلميع صورة بعض الحكام أو اللاعبين، أو من شابههم، وهم أبعد ما يكونون عنها، تمثِّل جريمة معلوماتية، تتمثل بإنتاج ما من شأنه المساس بالقيم الدينية أو الآداب العامة.. ولا يسلم من التجريم كلُّ مَن شارك بإعدادها أو إرسالها، وقد تصل عقوبة كل منهم بالحق العام: السجن مدة خمس سنوات، أو غرامة ثلاثة ملايين، أو بالعقوبتَيْن معًا.

الأدهى والأمرّ مِن نسب هذه الأوصاف الحميدة لغير مستحقيها هو استقطاب النماذج السيئة التي شوّهت جمال الرياضة، وحادت بعدالة المنافسة، بعد اعتزالها التحكيم أو اللعب، وتعيينها بمناصب قيادية واستشارية! كيف بالله عليكم تريدون لحكم لطّخ مسيرته بأخطائه التي لا يقع فيها حكم مبتدئ أن يقنعنا بآرائه بعد تنصيبه (خبيرًا تحكيميًّا)؟!

إن القيم الدينية والآداب العامة تحتم التصدي لهم، وإلا ما فائدة أن نرسل أبناءنا للمدارس من أجل تنمية السلوك والمواظبة، ثم سرعان ما تتبدل القيم والمبادئ التي تعلَّموها بما يناقضها بمجرد جلوسهم أمام شاشة التلفزيون أو الجوال لمتابعة برنامج رياضي أو هاشتاق (ترند)؛ فيغسل مخه وأفكاره ذلك (المحلل الرياضي الجاهل) الذي يتابعه ويؤيده الملايين، غير أنه لا يهتم بالحقيقة بقدر اهتمامه بالإثارة والتشفي والتنكيل بمن ألحقوا بفريقه الخسارة الساحقة!

ويظل من واجبنا جميعًا حماية معاني لغتنا العربية الأصيلة قبل أن تكتسب مع الوقت معاني مضادة؛ فنقع في حرج كبير حينما نطري مَن صان الأمانة والأخلاق الحميدة بوصفَيْ (رمز العدالة) أو (سيد الأخلاق)؛ فيُفهَما على أنهما إساءة!!



[ad_2]

Source link

Leave a Reply