[ad_1]
نترك هذه المساحة للسيد عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا في غزة، ليتحدث فيها عن الوضع الحالي غير المسبوق بالنسبة له.
“شهدتُ حروبا كثير قبل ذلك في غزة، لكنني لم أرَ حجم هذه المأساة. إنها نكبة جديدة للفلسطينيين. لم أكن أتوقع أن أرى مئات الآلاف من النازحين الذين تركوا كل شيء.
لم أرَ في حياتي، إزالة أحياء كاملة عن الوجود في مدينة غزة. رأيت أناسا، هم سكان مدينة غزة الأصليون، الذين لم يغادروا غزة منذ آلاف السنوات، ولكن اليوم أصبحوا لاجئين ونازحين في مدينة جديدة.
الكل مصاب بصدمة شديدة. تشعرين بأنه كابوس. البعض لا يصدق بأن ما حدث قد حدث بالفعل. اليوم قابلتُ شخصا أتى إلى مقرنا ليطلب تسجيله في إحدى المدارس (مركز إيواء).
بدأ يتحدث ويقول إنه فقد 5 من أبنائه وزوجته وأخته. كان يتكلم بطريقة عادية، هو غير مدرك حتى الآن، ما زال في مرحلة الصدمة. قال إنه يريد أن يبحث عن مكان ليلجأ إليه لأنه لا يملك مالا ولا أي شيء. قال لي إنه أتى بملابسه فقط.
وعندما عرّفني باسمه، عرفت أنه من إحدى العائلات ذات الوضع الجيد في غزة التي تمتلك أعمالا، والآن أصبح لا يملك أي شيء فجأة. وهكذا، يفقد الأسرة، يفقد العمل، يفقد كل شيء، ليبحث الآن عن مكان يلجأ إليه يشعر فيه بالأمان لنوفر له بعض الماء والمواد الغذائية التي لا يتسلمها كل يوم.
هذه المعضلة الكبرى التي يعيشها مئات الآلاف من الفلسطينيين، بجانب عدم الإحساس بالأمان. يعني إذا كنت في مدارس الأونروا، وترفع العلم الأزرق لا تشعر بالأمان، في الشارع لا تشعر بالأمان، في العربات لا تشعر بالأمان. هذا إحساس لم أشعر به قبل ذلك في غزة، لم أعشه لا أنا أو غيري من الموظفين.
وأحيانا أنا نفسي أقف وأفكر، عن ماذا أتحدث؟ هل أتحدث عن المعاناة الجمعية؟ أم معاناة الأفراد والحكايات والروايات؟ كل إنسان لديه قصة، قصة فقدان الأهل والمال والعقار والأرض، وكل شيء.
مرة أخرى يعود الفلسطينيون إلى الصفر. ولا أحد يصدق حتى الآن كيف يمكن أن تتزن الأمور. لا أحد يعرف. والسؤال المركزي الذي يطرحونه دائما هو: كيف ترون الأمور، ما الذي يمكن أن يحدث؟ فلا أحد يستطيع أن يجيب بصراحة”.
[ad_2]
Source link