[ad_1]
•• في سهرة عائلية سألني ابنٌ: كم من الوقت لتكتب مقالتك؟.. أجبت بعد استماعي لبعض الآراء في تلك (الدردشة) الحميمية: «خمسة وعشرون عاماً».. بادرني آخر بسؤاله التعجبي: وكيف؟!.. قلت: إن المتذوق لتخصصه ينهي عمله بخبرة سنوات جهده الطويلة.. فالساعة التي ينجز فيها عملاً إنما هي حصيلة مواقف وأفكار ومشاعر.. والذين يمتلكون محصلة من الخبرات مثل عمود نور لمجتمعهم عند انكسار الضوء.
•• المقدمة السابقة تمهيداً للحديث عن المرحلة الرطبة (منتصف العمر) من رحلة الحياة.. فهناك من عرف كيف يتعامل معها سعياً وراء رصيد من المعرفة والخبرة والتجربة.. وهناك من خطط لحياته بتلك المرحلة فعاش نصفه الثاني منتصراً على مستقبله.. أما الذين فقدوا السيطرة عليها وانهزموا فيها؛ فحكايتهم انتهت حين أغلقوا أجفانهم كلما زارتهم المعرفة.. وأولئك؛ اختاروا لأنفسهم حياة بمنهج الجُبُن والاستسلام والإحباط.
•• بين علمٍ نتعلمه نحرث من أجله يومنا، ونظارة معرفة تبقينا مستمتعين بنور الحياة؛ عجين من ورود وأزهار متفتحة تعيِّشَنا انشراحاً وبهجة تساوي عُمُراً، وكأنها أعياد يومية نقطف ثمارها لحظة بلحظة.. ومن يحسن الانحناء في طلب العِلم والفكر والمعرفة؛ سوف تعتاد حواسه على اكتشاف روحه، فيرسم لوحة إدراك بديعة الألوان.. أولئك العارفون بفقه تخصصاتهم لن يشتكوا يوماً عطش تربة سقوها بالمعرفة.
•• خلاصة الكلام؛ من يتذوّق المطالعة ويستطيبها ستخرج معارفه من عمق روحه وكيانه بقيمة ومذاق.. ومن يتقدَّم خطوة فوق رمال العِلم سوف ينام في حضن المعرفة ولن تُكسره برودة الوَهَن.. أما من يعتاد النوم على فراش التثاقل والتبلُّد فسيتحول تقاعسه مع الأيام إلى ضعف.. وأولئك الضعفاء الذين لم يمتلكوا أي مخزون معرفي؛ فشلوا في الاستحواذ على المستقبل، حتى أحاسيسهم الإنسانية فقدوها.
[ad_2]
Source link