أول فحص يتم إجراؤه على المواليد الجدد هو فحص «الغدة الدرقية»؛ فنقص هرموناتها يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الطفل، إذ إنها تتحكم في معظم أنشطة الجسم المختلفة، ومن هنا تأتي تلك الأهمية.

«الغدة الدرقية» تتميز بشكل يشبه الفراشة، وتتكون من فصين تربط بينهما منطقة مشتركة، وتقع أمام الرقبة والقصبة الهوائية، تحت غضروف الغدة الدرقية، وهي واحدة من أكبر الغدد الصم، وتزن 2 – 3 جرامات لدى حديثي الولادة، و20 – 60 جراماً لدى البالغين.

ويبدأ إفراز كل من الهرمون المحرر للهرمون المحفّز للغدة الدرقية من منطقة ما تحت المهاد لدى الجنين، والهرمون المحفّز للغدة الدرقية من الغدة النخامية، ويصل إنتاج الجنين من هرمون «الثيروكسين» من الغدة الدرقية إلى المستوى المطلوب في الأسبوع الثامن عشر إلى العشرين من الحمل، كما أن إفراز هرمونات الغدة الدرقية بالكمية المطلوبة يحمي الجنين من تشوهات تكوّن الدماغ.

وهرمونات «الغدة الدرقية» لها أدوار عديدة وحيوية في سائر خلايا وأنسجة الجسم لكافة الأعمار، ويجب التأكد دوماً من اعتدال تحليلها، إذ لها أهمية قصوى للنمو العقلي والتطور الحركي والذهني خلال فترة الحمل، وبعد الولادة إلى عمر خمس سنوات، ولها دور في النمو الجسدي للأطفال وموعد البلوغ الطبيعيين، كما لها دور في التمثيل الغذائي (عمليّات الأيض)، التي تمد الجسم بالطاقة والحيوية، فقصورها يؤدي إلى كثرة ساعات النوم، وعدم الرغبة في الحركة، وتحافظ على درجة حرارة الجسم في المستويات الطبيعية.

وبفضل من الله ثم بالفحص المبدئي المتوفر في المملكة لجميع المواليد للكشف عن قصور الغدة الدرقيّة الخَلقي وبدء العلاج مبكراً؛ انخفضت نسبة الإصابة بالتأخر العقلي المرتبط بهذا القصور.

أخيراً..

من الضروري البدء بعلاج هرمون «الثيروكسين» دون تأخير عند تشخيص قصور الغدة الدرقية الخَلقي، لإعادة الهرمون للمستوى الطبيعي في أقرب وقت ممكن، لتجنب فرصة حدوث التأخر العقلي، أو ضعف الإدراك الذهني، فكلما كان التشخيص مبكراً وبدأ العلاج في الأسبوعين الأولين من الولادة، كان له أثر كبير في تحسن الذكاء لدى المواليد.