جدل «النهاية»… مكانك سِرْ !

جدل «النهاية»… مكانك سِرْ !

[ad_1]

ليقل السياسيون ما يقولونه: إن فايروس كورونا الجديد لم يعد يمثل خطراً صحياً، ولا مبرر لاستمرار حال الطوارئ الصحية. وليستعينوا بما شاءوا من الإحصاءات، التي تؤكد انخفاض عدد الإصابات، وعدد الوفيات. بيد أن الحقيقة المُرّة على أرض الواقع تقول عكس ذلك تماماً. إذ ليست ثمة دولة تضررت بشدة من نازلة كوفيد-19 إلا وهي تشهد زيادة مطّردة في عدد إصاباتها الجديدة، ما يزيد بالتالي العدد التراكمي للإصابات منذ اندلاع النازلة في أواخر سنة 2019، أو مستهل سنة 2020. فقد ارتفع أمس العدد التراكمي لإصابات الولايات المتحدة إلى 107 ملايين إصابة. وسيرتفع عدد إصابات الهند اليوم، أو غداً، إلى 45 مليون إصابة منذ بدء النازلة. وتزحف اليابان، وإيطاليا، وبريطانيا، وإسبانيا، وروسيا، والسويد بشكل منتظم صوب عدد أكبر من الإصابات. وهو أمر يثير تساؤلاً مثيراً للارتباك: ما هي المعايير العلمية التي يمكن استخدامها لإعلان انتهاء الوباء العالمي المسمى كوفيد-19؟ لقد كانت منظمة الصحة العالمية أول هيئة صحية أممية أعلنت اندلاع الوباء العالمي في 11 مارس 2020. وهو ما اعتبره مديرها العام الدكتور تادروس غبريسيوس، وهو وزير سابق للصحة في إثيوبيا، «قرعاً لجرس الإنذار بوضوح وبالضربات العالية». والواقع المرير أنه لا منظمة الصحة العالمية ولا أية هيئة صحية وطنية تستطيع أن تقرر متى يبدأ الوباء، ومتى ينتهي. وفي ظل هذه الصورة الملتبسة قد لا يكون هناك يوم مطلقاً لإعلان نهاية وباء كوفيد-19. ومما يجدر ذكره أن منظمة الصحة العالمية، التي تتخذ جنيف مقراً، لا تزال تعتبر كوفيد-19 وباء عالمياً؛ وإن كانت قررت الأسبوع الماضي أنه لم تعد هناك حالة طوارئ صحية عالمية تثير القلق. وشددت المنظمة على أن كوفيد-19 لا يزال يمثل تهديداً للعالم كله. وقال غبريسيوس إن كوفيد-19 لا يزال يقتل شخصاً كل ثلاث دقائق في أرجاء العالم حتى الأسبوع الماضي. وأضاف أنه لا يزال آلاف الأشخاص منومين في أسرّة العناية المكثفة، كما أن ملايين الأشخاص لا يزالون يعانون تبعات إصابتهم بكوفيد-19، على رغم تعافيهم منه.

لمدير الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل ريان رأي مرعب في شأن الإجابة على السؤال عن متى ينتهي الوباء العالمي؛ إذ قال أخيراً: في الغالب الأعم ينتهي الوباء العالمي حين يندلع وباء عالمي جديد! وزاد: أدرك أنها فكرة مرعبة. لكن ذلك هو تاريخ الأوبئة العالمية. ونصح ريان بعدم توقع يوم تعلن فيه منظمة الصحة العالمية أن الوباء انتهى. وقال منسق البيت الأبيض للرد على وباء كوفيد-19 الدكتور أشيش جوها: قد تبدأ الأوبئة العالمية بـ «جلَبة مدوّية». لكنها عادة تتلاشى بصورة عادية، مصحوبة بالتذمر، والشكوى! واعتبر أن إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيراً رفع الطوارئ الصحية المتعلقة بكوفيد-19 «لحظة مهمة»، قد يشعر كثيرون بأنها بداية الانتقال صوب تلاشي الوباء العالمي. وأوضح جوها أنه بالنسبة إلى كثير من الأمريكيين أن قرار الإدارة الأمريكية يعني نهاية الوباء العالمي. لكن بالنسبة للمصابين بضعف المناعة، والأمراض المزمنة الأخرى ليس هناك أي قرار أو إعلان يمكن أن يقلل مخاوفهم على سلامتهم وحياتهم. وعلى النقيض من ذلك؛ يرى المدير التنفيذي لمعهد هافي للصحة العالمية، التابع لكلية الطب بجامعة نورث ويسترن الأمريكية، روبرت ميرفي إن قراري منظمة الصحة العالمية والإدارة الأمريكية لا يحتمل غير تأويل واحد: أن الوباء العالمي انتهى. وتساءل: هل يمكنه أن يعود؟ وأجاب: نعم. لأننا لا نعرف حقاً. بيد أن ما حدث هو أن كل فرد في العالم أصيب، أو حصل على اللقاحات، وتكونت مناعة مجتمعية كافية وصلت بالعالم إلى المرحلة التي هو فيها الآن. ويرى خبراء آخرون أن تحديد انتهاء الوباء العالمي يتوقف على الكيفية التي يُعرّف بها الشخص الوباء العالمي. وقال المحاضر بمعهد الإحصاءات الصحية التابع لجامعة واشنطن كريستوفر موراى إن الوباء العالمي هو أصلاً مرض متوطن أضحى متفشياً في أنحاء العالم، وبهذا المعنى فإن كوفيد-19 لا يزال وباء عالمياً. وزاد: لكنه تحول من تهديد داهم الى مرض بدأنا نتعلم التعايش معه. وأشار إلى أنه شخصياً يعتقد بأنه إذا كان تعريف الوباء العالمي أنه مرض يتطلب جهوداً تنسقها الحكومات والأفراد والمنظمات، فهو يعتبره انتهى منذ ظهور متحورة أوميكرون، التي ترافق ظهورها مع إلغاء إلزامية ارتداء الكمامة، وإلغاء قاعدة التباعد الجسدي. ومع ذلك فهناك من يرى من الخبراء أنه ينبغي عدم خلط مفهوم انتهاء الوباء العالمي مع مفهوم إلغاء حال الطوارئ الصحية المتعلقة به. ومن هؤلاء خبير مكافحة الأمراض المُعدية الأمريكي الدكتور أنتوني فوتشي أن ما انتهى هو طبيعة الطوارئ الخاصة بكوفيد-19. لكن ذلك لا يعني أن نكف عن الخضوع للقاحات كوفيد-19، ولا الكف في بعض الحالات عن ارتداء قناع الوجه. وأشارت نتائج استطلاع أجرته مؤسسة غالوب لقياس الرأي العام، نشرت في مارس الماضي، إلى أن نحو نصف عدد الأمريكيين يعتقدون أن حياتهم لن تعود مطلقاً إلى ما كانت عليه قبل اندلاع نازلة كورونا. وهو ما يطابق رأي عدد كبير من خبراء الصحة العمومية الذين يتمسكون بأن كوفيد-19 وجد ليبقى، وسيبقى مع الإنسانية وقتاً أطول مما يعتقد كثيرون.

أوصت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بأن يتم تحديث جرعات لقاحات كوفيد-19 خلال السنة الحالية، بحيث تستهدف متحورات XBB التي تهيمن على المشهد الوبائي حالياً. وذكرت اللجنة أن التحديث ينبغي أن يستهدف متحورتي XBB.1.5 وXBB.1.16. وأشارت إلى أن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 القائمة على استهداف السلالة الأصلية من فايروس كورونا الجديد، التي تلاشت تماماً من على ظهر البسيطة، لم تعد قادرة على إنتاج أجسام مضادة قادرة على تدمير المتحورات الفاشية حالياً. وكانت شركات فايزر/بيونتك، وموديرنا، ونوفافاكس قامت بتحديث جرعات لقاحاتها لتستهدف متحورة XBB.1.5. ومن المقرر أن تجمع هيئة الغذاء والدواء الأمريكية مستشاريها الخارجيين خلال يونيو القادم لمناقشة التحديث الذي ينبغي أن تكون عليه لقاحات كوفيد-19 في ما بقي من سنة 2023. ويتوقع أن تعمد شركات اللقاحات إلى تحديث لقاحاتها فور اتفاق المستشارين الخارجية للهيئة على المتحورات التي يتعين استهدافها. وتستهدف اللقاحات التي تم تحديثها خلال سنة 2022 متحورة أوميكرون والسلالة الأصلية للفايروس.

جولة «عكاظ» في جديد الأدوية والأبحاث

• لا تزال تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA، التي استخدمت بنجاح فائق في لقاحات كوفيد-19، مصدراً للتخاصم بين كبريات شركات الأدوية. وأعلنت شركة كيوفاك الدوائية أخيراً أنها عمدت إلى توسيع نطاق دعواها ضد شركتي فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية، ليشمل ادعاء بأنهما انتهكتا 6 من حقوق ملكيتها الفكرية لهذه التكنولوجيا. ورجح خبراء قانونيون أن تبدأ المحاكمات في هذه القضية خلال سنة 2024. وتتحجج الشركتان الأمريكية والألمانية بأن التكنولوجيا التي تستخدمانها في لقاح كوفيد-19 لا تعمل بالطريقة التي تستخدم بها شركة كيورفاك هذه التكنولوجيا.

• توقع باحثون في جامعة كاليفورنيا أن تصل تكلفة عقار ليكيمبي، لمعالجة مرض ألزهايمر في مراحله الأولية، على شركات التأمين الطبي ما يراوح بين مليارين و5 مليارات دولار. وتقوم شركتا إيساي الدوائية اليابانية وبيوجن الأمريكية، اللتان ابتكرتا عقار ليكيمبي، ببيعه في مقابل 26500 دولار للمريض الواحد. وكانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أقرت هذا الدواء خلال السنة الحالية، بعدما أظهرت نتائج تجربته السريرية قدرته على إبطاء هذا المرض، المبدد للعقول، بنسبة تصل إلى 27%. وتقوم شركات التأمين الطبي الأمريكية حالياً بتغطية هذا العقار حصرياً لمن كانوا جزءاً من التجارب السريرية. وتتمسك بأنها لن تغطيه إلا حين تصدر هيئة الغذاء والدواء موافقتها النهائية عليه بحسب الإجراءات المتبعة. ويعتقد أن نحو 6 ملايين أمريكي يواجهون خطر الإصابة بألزهايمر. وقال باحثو جامعة كاليفورنيا إن تغطية ليكيمبي لنحو 86 آلاف مريض أمريكي ستكلف ملياري دولار سنوياً، وسترتفع التكلفة إلى 5.1 مليار دولار إذا ارتفع عدد من يتعالجون به إلى 216 آلاف شخص. وتقول شركتا إيساي وبيوجن إنهما تهدفان لمعالجة نحو 100 ألف مريض بهذا العقار خلال السنوات الثلاث القادمة.

• حظيت تحذيرات منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي من ضرورة التزام الحذر من استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية العمومية باهتمام واسع في عدد من أرجاء العالم. وكانت المنظمة شددت على أن البيانات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قراراته قد تكون متحاملة أو تمت إساءة استخدامها. وقالت المنظمة إنها متحمسة لإمكانات الذكاء الاصطناعي، لكنها تشعر بالقلق حيال كيفية استخدامه لتحسين الوصول إلى المعلومات الصحية، باعتباره أداة للمساعدة في اتخاذ القرار، وفي تحسين الرعاية التشخيصية. وذكرت أن البيانات التي تستخدم في تدريب الذكاء الاصطناعي قد تكون متحاملة، وقد تؤدي إلى معلومات مضللة، أو غير دقيقة، بالتالي فإن النماذج التي يقدمها الذكاء الاصطناعي قد يساء استخدامها للوصول إلى معلومات مضللة.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply