[ad_1]
النجم الأرجنتيني زار البلاد أكثر من مرة قبل أن يصبح سفيرها السياحي
اكتسبت الزيارة الثانية لنجم كرة القدم، الأرجنتيني ليونيل ميسي، بوصفه سفيراً للسياحة في السعودية، بُعداً مختلفاً جرى إضفاؤه على الطبيعة الخضراء في البلاد، فضلاً عن باقي الجوانب التي قام ميسي بتغطيتها وزيارتها خلال وجوده، الأسبوع الحالي، في السعودية.
بيئة السعودية الخضراء تجذب الانتباه
وفي الوقت الذي تقود فيه السعودية خطط التنمية البيئية في المنطقة عبر مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»، التي تستهدف زراعة 50 مليار شجرة في أنحاء الشرق الأوسط جميعها، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وتنتهج مشروعات داخلية عملاقة لتنمية البيئة الخضراء في مناطق البلاد، ورفع مستوى التشجير عبر مبادرة «السعودية الخضراء» بهدف إزالة الانبعاثات الكربونية في السعودية، والوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060، جاءت إشادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عبر حسابه الشخصي في منصة «إنستغرام» من خلال نشره صوراً من الطبيعة الخضراء في السعودية، حيث يرتفع النخيل السعودي التقليدي محفوفاً بالعشب الأخضر، مُعبّراً عن إعجابه بالمَشاهد التي يراها، باللغتين الإنجليزية واللاتينيّة، قائلاً: «مَن كان يعتقد بأن السعودية لديها كثير من البيئة الخضراء؟ أحب استكشاف عجائبها غير المتوقعة كلما تمكنت»، داعياً في نهاية المنشور إلى زيارة السعودية.
وفي إشارة إلى حجم الانتشار الذي حقّقه ترويج النجم الأرجنتيني للبيئة الخضراء في السعودية، اجتذبت الصورة قرابة 6 ملايين إعجاب، في حساب ميسي على منصة «إنستغرام» الذي يحظى بمتابعة 458 مليون متابع.
تطوّر قطاع السياحة الواعد
من جهة أخرى، وعلى الرغم من أن السعودية لم تشرع أبوابها للسياحة بشكل فعلي إلا منذ 3 أعوام فقط، فإنها تبوأت مراكز متقدمة في القطاع السياحي وفق مؤشرات عدة، تجسدت في افتتاح منظمة السياحة العالمية مقرها بمنطقة الشرق الأوسط بالعاصمة السعودية (الرياض) في مايو (أيار) 2021، كما بيّنت نشرة لوزارة الاستثمار أن إنفاق السياح الدوليين في السعودية قفز إلى 27 مليار ريال في النصف الأول من عام 2022، بعد زيادة في عدد السياح بإجمالي 46 مليون سائح أجنبي ومحلي، لتتقدم السعودية إلى المرتبة الـ33 في مؤشر تنمية السياحة والسفر، كما أحرزت المركز الأول ضمن دول مجموعة العشرين بالنسبة لتعافي قطاع السياحة بعد جائحة «كوفيد – 19».
الطريق إلى 100 مليون زائر
ووضعت السعودية نصب عينيها تنويع اقتصادها الذي كان يعتمد في الماضي بشكل شبه كلي على النفط، غير أنه خلال السنوات القليلة الماضية شملت جهود التنمية قطاعات عدة، مما رفع مستوى الإيرادات المالية العامة، وأسهم في تنويع الصادرات جميعها، ودفع للتركيز على مناشط جديدة، من أبرزها السياحة التي تعد ركيزة أساسية في رؤية البلاد الرامية لرفع مساهمة القطاع إلى 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، التي تستهدف أن تكون وجهة سياحية عالمية بارزة تستقبل 100 مليون زائر سنوياً بحلول 2030.
ومن شأن اجتذاب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، عبر إعجابه بالإمكانيات السياحيّة التي تمتلكها السعودية، من جوانب ثقافية وتراثية وتاريخية وطبيعية، وصناعة سياحة المستقبل في المدن الذكية على غرار «نيوم»، أن يسهم في دفع مستهدفات «رؤية 2030» في قطاع السياحة، بالنظر لحجم الجماهيرية والمتابعة التي يحظى بها ابن الـ35 عاماً حول العالم.
رفع الوعي بإمكانيات السعودية السياحية
وفي مقالة رأي، اعتبر المستشار السياحي كريغ كلاسن، أن السياحة في السعودية سوف تستفيد من وجود شخصية على غرار النجم الأرجنتيني ميسي لصالح رفع الوعي حول العالم بإمكانيات السياحة في السعودية، لأن الحكومة «تضخ المليارات لصالح تطوير عدد من المناطق السياحية المختلفة، ولكن لم يتبلور حتى اللحظة وعي دولي بالإمكانيات الحقيقية للبلاد في قطاع السياحة إلا ما يتعلّق بالسياحة الدينية، وهي الحج والعمرة إلى مكة المكرمة في السعودية بشكل سنوي بالنسبة للمسلمين، وسيكون وجود ميسي من أهم الوسائل التي سوف تسهم في ذلك».
وأضاف كلاسن أن مجرد الكشف عن تعيين ميسي سفيراً للسياحة في السعودية في مايو 2022، هو بمثابة «لفت الانتباه» إلى ما تقوم به البلاد في هذا الإطار، وكأنها تقول للعالم «انتبهوا إلينا ونحن نطوّر صناعة السياحة لدينا من أجل المستقبل»، متوقّعاً في الوقت ذاته أن السعودية لن تحتاج في الأيام المقبلة إلى استقطاب شخصيات من اهتمامات مختلفة لصالح تسليط الضوء على السياحة فيها، وإنما ستكون لديها الإمكانيّة لاجتذاب صنّاع السياحة والمهتمين بها بشكل مباشر.
إعجاب مبكّر أنتج زيارات عديدة
وزار النجم الأرجنتيني السعودية مرات عدة قبل زيارته التي يقوم بها حاليّاً، حيث أصبح سفيراً للسياحة لأكبر بلدان الشرق الأوسط مساحةً منذ مايو 2022، كما حضر إلى الرياض في 2011 حين أجرى المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم مباراة ودية مع نظيره السعودي آنذاك، ليعود ميسي مرة ثانية إلى الرياض عام 2019 عندما لعب منتخب بلاده بطولة «سوبر كلاسيكو» التي نظمتها الهيئة العامة للترفيه في السعودية، وفاز بها ميسي ورفاقه آنذاك أمام المنتخب البرازيلي، وزار محافظة جدة غرب البلاد في مايو 2022، قبل أن يعود لخوض مباراة ودية جمعت بين باريس سان جيرمان وتشكيلة من نجوم فريقي النصر والهلال السعوديّين، حيث واجه نظيره كريستيانو رونالدو، في يناير (كانون الثاني) الماضي.
أكثر من مجرد لاعب كرة قدم
ويرى متابعون أنه يمكن النظر إلى سفير السياحة في السعودية ليونيل ميسي، بكونه نجماً عالمياً وليس لاعب كرة قدم حصراً، حيث اتّسمت مسيرته على مدى عقدين بكثير من الإشارات إلى التأثير الذي يصنعه «البرغوث» كما يصفه محبّوه.
وكشفت دراسة أعدتها شركة «برايس ووتر كوبرس» العريقة في لندن، أن نادي برشلونة الذي لعب له ميسي سنوات عدة، بات أحد أكثر الكيانات ديناميكية في إسبانيا، وأحدث تأثيراً واضحاً في مجالات السياحة والفندقة ووسائل النقل والإعلام، إذ كشفت أن ما بات يدفعه النادي للضرائب منذ سطوع نجم ميسي أصبح يمثّل قرابة ربع ميزانية مجلس مدينة برشلونة، فضلاً عن أن المدينة التي تقع في مقاطعة كاتالونيا أصبحت قبلة رئيسيّة للسياح، بعد أن تحول النادي الإسباني إلى قوة مالية ضخمة. وبيَّنت الدراسة أن النادي دعم الاقتصاد الإسباني بأكثر من 3 مليارات يورو، من إجمالي الناتج المحلي، منها 1.191 مليار في الموسم الرياضي 2018 – 2019، كما وفر 31 ألف فرصة عمل.
وذكرت الدراسة أن تأثير النادي في المدينة في تصاعد مقارنة بالأعوام الماضية، لافتةً إلى أن غالبية تلك العائدات كانت نتيجة حركة السياح النشطة الذين يجذبهم النادي إلى المدينة، والتي تدر على خزينة المدينة 1.43 مليار يورو.
[ad_2]
Source link