حدد علماء في المملكة المتحدة مصدر أحد أكثر النيازك ندرة على وجه الأرض.
تم العثور على نيزك «إيفونا» Ivuna في تنزانيا في ديسمبر (كانون الأول) عام 1938، وتم تقسيمه لاحقاً إلى عدد من العينات الموجودة الآن في متحف التاريخ الطبيعي (NHM) في لندن، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».
بعد مقارنتها بعينات من كويكب يعرف باسم «ريوغو»، يعتقد الخبراء أن صخرة «إيفونا» ربما نشأت من حافة النظام الشمسي.
وقال متحف التاريخ الطبيعي إن الاكتشاف العلمي، الذي نُشر في مجلة Science Advances، يمكن أن يكشف ألغازاً حول التاريخ المبكر للنظام الشمسي وكيف بدأت الحياة على الأرض.
قالت البروفيسورة سارة راسل، كبثيرة باحثي المتحف والمؤلفة المشاركة في الدراسة: «إنه اكتشاف مثير حقاً بالنسبة إليّ لأنه يُظهر أن النيازك في متحفنا، وفي المجموعات حول العالم، هي في الواقع عينات من النظام الشمسي الصلب، من الجزء الصخري الأعمق إلى أبعد النطاقات الخارجية». وتابعت: «يمكننا استخدامها لمعرفة المزيد عن أصولنا وعن جميع الكواكب المصاحبة لنا».
يعد «إيفونا» أحد النيازك النادرة للغاية المعروفة باسم «سي آي كوندرايتس» CI chondrites. وهي تحتوي على عناصر كانت موجودة عند تكوّن النظام الشمسي قبل أكثر من أربعة مليارات سنة، مثل الحديد والكربون.
بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أيضاً أن هذا النوع من النيازك يحتوي على الماء، العنصر الأكثر أهمية للحياة.
وقد فحص العلماء عينات من «ريوغو»، تم إحضارها إلى الأرض عام 2020 بواسطة مركبة فضاء يابانية.
و«ريوغو» هو كويكب له مدار حول الشمس ليس بعيداً عن الأرض. يُعتقد أنه وُلِد في النظام الشمسي الخارجي قبل أكثر من أربعة مليارات سنة، لكنه انفصل عن جسم أكبر قبل أن «يهاجر» نحو الأرض.
وقال الباحثون إن النتائج تشير إلى أن كلاً من «ريوغو» و«سي آي كوندرايتس» ولدا في المنطقة نفسها من الفضاء -« ضواحي» النظام الشمسي – وربما يشتركان في الجسم الأم نفسه.
وقالت راسل في هذا الصدد: «من خلال مقارنة أشكال الحديد، علمنا أن (ريوغو) قريب بشكل ملحوظ من (سي آي كوندرايتس)».
ويُعتقد أن الماء والمواد العضوية وصلت إلى الأرض عن طريق النيازك من هذه المنطقة.