[ad_1]
الكتل العراقية تبدأ «شهر عسل» بانتظار «شيطان التفاصيل»
بعد انتخاب رشيد رئيساً للجمهورية والسوداني للحكومة
السبت – 20 شهر ربيع الأول 1444 هـ – 15 أكتوبر 2022 مـ رقم العدد [
16027]
بغداد: «الشرق الأوسط»
بعد سنة وأربعة أيام، نجحت الكتل السياسية العراقية في إنهاء الجمود السياسي في البلاد، وهو الجمود الذي نحتوا له مصطلحاً جديداً هو «الانسداد السياسي» بديلاً عن المصطلح القديم «عنق الزجاجة». ورغم أن شارات النصر والانفراجة باتت تلوح في الأفق، فإن الجميع يضعون أيديهم على قلوبهم، في انتظار انتهاء شهر العسل بين الكتل السياسية، لتبدأ مرحلة الاختلافات المعتادة.
إنهاء هذا الجمود تمثل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، هو الدكتور عبد اللطيف رشيد، خلفاً للدكتور برهم صالح وتكليف محمد شياع السوداني، الوزير الأسبق وعضو البرلمان، رئيساً للوزراء.
ولم يتسلم رشيد بعد مفاتيح قصر السلام، الواقع خارج المنطقة الخضراء في مجمع رئاسي خاص بمنطقة الجادرية في جانب الرصافة من بغداد. لكن رشيد، المتخصص بشؤون المياه، لم يكن بعيداً عن هذا القصر، حيث عمل مستشاراً للرئيس العراقي الأسبق فؤاد معصوم.
أما رئيس الوزراء المكلف، محمد شياع السوداني، فقد تسلم كتاب التكليف من رشيد بعد إعلان فوزه مباشرة بالمنصب في الجولة الثانية ضد خصمه برهم صالح، مع أن لديه مهلة 15 يوماً للتكليف، فيما بدا أنها محاولة لاختزال الزمن الطويل الذي أنفقته الطبقة السياسية في الخلافات، الشخصية منها والعامة.
وبينما بدا فوز رشيد بمنصب رئيس الجمهورية تسوية، لكنها ليست كردية – كردية بقدر ما هي موقف شخصي مشترك بين مسعود بارزاني، زعيم الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، ونوري المالكي، زعيم «ائتلاف دولة القانون» من جهة، والرئيس السابق برهم صالح من جهة ثانية، فإن هذه التسوية تحتاج إلى فترة اختبار نظراً لتاريخ طويل من الخلافات بين الرجلين.
ومع أن برهم صالح بقي مدعوماً حتى النهاية من قبل زعيم «الاتحاد الوطني» بافل طالباني، فإن الأخير فرح بفوز رشيد معتبراً إياه مرشح حزبه لا مرشح البارزاني.
وهناك تسوية أخرى تحتاج إلى اختبار هي الأخرى حين يجري الحديث عن تقاسم المناصب بين الكرد أنفسهم، سواء في بغداد أو داخل الإقليم.
أما السوداني، فإن حفلة اختياره للمنصب لم تختلف كثيراً عن حفلة تكليف سلفه مصطفى الكاظمي، حين صفق جميع القادة السياسيين ممن حضروا حفلة التكليف في قصر السلام. الفارق الوحيد بين الأمرين، أن السوداني، المهندس والوزير العارف بشؤون مختلف الوزارات، بدا وكأن أمامه كل مهمات تجاوز الإخفاق الذي تعاني منه الطبقة السياسية التي لم تتمكن طوال أكثر من سنة من تشكيل حكومة.
ولم يحصل ما يبرر ما جرى، سواء في انتخاب رشيد أو تكليف السوداني، سوى أن الكتل السياسية عجزت عن الاستمرار في العناد بحثاً عن مكاسب في الحكومة المقبلة، كما أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي وقف طوال الفترة الماضية أمام كل محاولة لتشكيل حكومة توافقية، سكت أول من أمس تماماً حين جرى اختيار حكومة توافقية يصفق لها الجميع لحظة الاختيار والتكليف، بانتظار أن تبدأ المساومات طوال مدة التكليف، ومن بعدها تبدأ الخلافات حين يتسلل «شيطان التفاصيل» إلى المواقع والوزارات.
إنه «شهر عسل» يتكرر بالآلية والرتابة نفسهما منذ 19 سنة، دون ملامح تغيير.
العراق
أخبار العراق
[ad_2]
Source link