[ad_1]
وقال إيتيان بيترشميت، ممثل الفاو في الصومال، إن هؤلاء الأشخاص يواجهون ظروفا شبيهة بالمجاعة وأن التوقع بحدوث المجاعة ينبغي أن يكون بمثابة “دعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة قبل فوات الأوان.”
وفي حديثه عبر تقنية الفيديو مع الصحفيين في نيويورك، أوجز بيترشميت أبرز ما يحدث في الصومال “في ظل اهتمامٍ إعلامي موجّه في أغلبه إلى الأزمة في أوكرانيا” قائلا إن المجاعة متوقعة في منطقتي بيدوا وبور هكبة الواقعتين في ولاية جنوب غرب الصومال جنوبي البلاد.
وقال: “إذا لم تصل المساعدة إلى الأشخاص الأكثر ضعفا في تلك المناطق على الفور فسنكون في وضع مجاعة.”
جفاف هو الأسوأ على الإطلاق
وأشار بيترشميت إلى نزوح أكثر من مليون شخص، 80 في المائة منهم نساء وأطفال، وإلى أن المناطق الريفية تتطلب مساعدة إنسانية عاجلة بين الآن وكانون الأول/ديسمبر وما بعده.
وأوضح أن الجفاف الحالي هو الأسوأ الذي نشهده خلال العقود الأربعة الماضية، وأثر على حوالي 7.8 مليون شخص، “لوضع الأمور في نصابها، هذا يعني حوالي نصف عدد سكان الصومال.”
كما تواجه 90 في المائة من البلاد جفافا شديدا، وتُجبر النساء والفتيات على السير لمسافات أطول لجمع الماء وهو ما يزيد من مخاطر تعرّضهن للعنف القائم على النوع الاجتماعي.
إضافة إلى ذلك، ثمّة 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة من المحتمل أن يواجهوا سوء تغذية حاد حتى منتصف 2023، وهذا يشمل ما يزيد على 413 ألف شخص من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد.
لا ينبغي انتظار إعلان المجاعة
تابع السيد بيترشميت يقول: “لا يجب أن ننتظر إعلان المجاعة حتى نتصرّف. لأنه عندها سيكون الأوان قد فات.”
وذكّر بما حدث في عام 2011، قائلا إنه بحلول الوقت الذي أُعلن فيه عن المجاعة، “كان نصف القتلى البالغ عددهم 260 ألفا قد ماتوا بالفعل”.
وبعد أربعة مواسم متتالية من احتجاب المطر أو أن الأمطار كانت دون معدلها السنوي، فإن الجفاف الحالي في الصومال يتجاوز الآن ما شهدته البلاد من جفاف بين عامي 2010-2011 و2016-2017 فيما يتعلق بالمدة والشدة.
وقال المسؤول في الفاو: “نحن الآن نشهد موسم الأمطار الخامس وهو أيضا دون المعدل، نحن في منتصف موسم الأمطار ولكن حتى الآن كان معدل الأمطار خفيفا أو احتجبت الأمطار بالكامل، وهناك احتمالية لأن تحتجب الأمطار للموسم السادس أيضا، ولكن سنتمكن من تقييم ذلك بشكل أفضل في شهر آذار/مارس.”
وقد أدّى ضعف سقوط الأمطار وظروف الجفاف الشديدة إلى نقص حاد في المياه، وانخفاض شديد في زراعة المحاصيل، وفشل الحصاد ونفوق أكثر من ثلاثة ملايين من المواشي المهمة لنظام المعيشة الثقافي والزراعي في الصومال.
يشار إلى أن تصدير المواشي هو جزء من الدخل الرئيسي من حيث الناتج المحلي الإجمالي بالنسبة للصومال.
“يتفاقم ذلك مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والصراع.”
مناشدة للحصول على تمويل إضافي للصومال
دعما لجهود الحكومة، تمكّن الشركاء في المجال الإنساني بالفعل من زيادة المساعدة لإنقاذ الأرواح.
ومع نهاية آب/أغسطس، تم الوصول إلى 5.7 مليون شخص من المتأثرين بسبب الجفاف والذين حصلوا على المساعدة الإنسانية، وهذه زيادة كبيرة عمّا كان عليه الأمر قبل عدّة أشهر.
ووصلت الفاو على وجه الخصوص إلى حوالي 700,000 شخص بين كانون الثاني/يناير وآب/أغسطس هذا العام، بسبل العيش والمساعدة المنقذة للحياة.
وقال بيترشميت: “نواصل توسيع نطاق المساعدة بهدف الوصول إلى 1.4 مليون شخص.”
لكنه أضاف أن حجم المساعدات والتمويل من المجتمع الدولي غير كافيين حتى الآن لحماية الأكثر تعرّضا للخطر.
وذكّر بأن كل دولار يُنفق على حماية سبل العيش في المناطق الريفية يوفر حوالي 10 دولارات في المساعدات المرتبطة بالغذاء للأسر النازحة. كما أن تحويل النقد المباشر للأسر الضعيفة في المناطق الريفية (ما يُطلق عليه برنامج كاش بلاس) يساعد المجتمعات الريفية على تلبية احتياجاتها الفورية مع المساعدة في التخفيف من حدّة انهيار سبل العيش.
وأخذا بعين الاعتبار زيادة ظروف الجفاف سوءا والمجاعة التي تلوح في الأفق، فقد تم تعديل خطة الاستجابة للصومال لعام 2022 من 1.46 مليار دولار إلى 2.26 مليار دولار.
وتناشد الفاو الحصول على 268 مليون دولار في خطتها للحيلولة دون المجاعة، من أجل الوصول إلى حوالي 2.35 مليون شخص من الأكثر ضعفا في المناطق الريفية.
وأشار إلى أن الجفاف باقٍ، حتى لو انحسر الجفاف المناخي إذا سقطت الأمطار، لكن آثار الجفاف ستمتد لفترة طويلة، وخاصة في قطاع المواشي.
تأثير الحرب في أوكرانيا على تقديم المساعدات للصومال
ردّا على سؤال بشأن تأثير الحرب في أوكرانيا على الصومال فيما يتعلق بالحبوب المتاحة وأسعار الغذاء والتمويل الإنساني وكذلك التركيز الإعلامي، قال بيترشميت إنه بحسب استطلاع للرأي في الولايات المتحدة فإن أشخاصا قليلون جدا على دراية بما يحدث في الصومال لأن الكثير من الاهتمام الإعلامي موجّه إلى أوكرانيا.
أما فيما يتعلق بالتمويل الذي “لم نحصل عليه” فقد كان هناك تأثير كبير، “ولكن علينا أن ننظر إلى الفرصة المتاحة الآن بسبب الأزمة وتأثيرها على دول مثل الصومال، فقد تتوفر الفرصة للحصول على تمويل خاص للصومال بسبب الأزمة.”
وأوضح أن الأسواق الصومالية مرنة، فعلى الرغم من الصراع، وأيضا خلال كـوفيد-19 كانت الأسواق نشطة، ولهذا السبب تقدم الفاو المساعدة الإنسانية النقدية إلى حدّ كبير.
“ما نفعله هو تقديم النقد إلى المجتمعات المحلية للأشخاص الذين يحتاجون إليها أكثر من غيرهم، حتى تتوفر لهم القدرة الشرائية.”
وأكد أن تأثير الأزمة في أوكرانيا كان على الأسعار أكثر من غيرها وليس على توفر السلع في الأسواق.
العقبات أمام عمل الوكالات الإنسانية
وفي سؤال حول كيفية تجاوز العقبات الأمنية لإيصال المساعدات، أشار بيترشميت إلى أنه بفضل تحويل النقود عن بُعد، استطاعت الفاو الوصول إلى 31 من الـ 35 منطقة التي يصعب الوصول إليها في البلاد.
وهذه المناطق تشكل 10 في المائة من عدد السكان، وأكد على أهمية دعم تلك المجتمعات.
وقال: “تلك المناطق تسيطر عليها جماعات غير حكومية، والآن أطلقت الحكومة حملة وهي ملتزمة بمحاربة حركة الشباب، وتنظر في طرق لحشد المجتمعات ووضع آلية يمكن من خلالها خفض تأثير حركة الشباب وهو ما سيمنحنا وصولا أكبر.”
[ad_2]
Source link