[ad_1]
قمصان أندية الدوري السعودي تلفت الأنظار بهويتها الثقافية
تنافست على إبراز شكلها الاجتماعي ومعالم وتقاليد مدنها التاريخية
الثلاثاء – 24 صفر 1444 هـ – 20 سبتمبر 2022 مـ رقم العدد [
16002]
لون زهرة الخزامى كان حاضراً في زي قميص الهلال (موقع نادي النصر)
الرياض: فارس الفزي
أظهرت قمصان أندية دوري «روشن» السعودي للمحترفين لكرة القدم هذا الموسم اهتمامها بالهوية الثقافية والاجتماعية للمدن والمناطق السعودية، وذلك بتطوير أزيائها وإبرازها في صورة تتناسب مع الهوية القريبة من المنطقة والمحافظة التابعة لها، ما يؤكد أهمية تأثير كرة القدم على جوانب أخرى كالثقافة والاجتماع وحتى التقاليد والعادات والشق التاريخي الذي لا يُنسى.
وتفاعل أكثر من نادٍ بدوري «روشن» السعودي مع الهوية الثقافية لمنطقته؛ حيث أعلن نادي الاتحاد في وقت سابق عن الطقم الأساسي لفريق كرة القدم، الذي جاء كالعادة مخططاً باللونين الأصفر والأسود، مع لمسة تظهر بعض معالم مدينة جدة ونادي الاتحاد، في دلالة واضحة على ارتباط الفريق الغربي بالمدينة التاريخية المطلة على سواحل البحر الأحمر.
وهو المسار نفسه الذي اتجه إليه نادي أبها أيضاً؛ حيث دشن طاقمه الذي امتاز بالخطوط العريضة التشكيلية التي تتماشى مع المدينة ومنطقة عسير، ما يدل على اهتمام مجلس إدارة النادي بإظهار جوانب أخرى بعيداً عن كرة القدم، كالناحيتين الثقافية والتاريخية للمكان الذي خرج منه فريقه وأصبح يدافع عن ألوانه في المسابقات المحلية المختلفة.
ولم تكن هذه الأمثلة هي الأولى في نوعها في الدوري؛ حيث قدم نادي الفتح من قبل طاقمه الجديد مع عبارة: «من نخيل الأحساء نُسجت»، ليكون طاقم الفريق قريباً من شكل النخيل، ذلك الرمز الذي عرف واشتهر في منطقة الأحساء التي يندرج منها فريق الفتح، وذلك بتقديمه من خلال الوجود والانتشار وسط النخيل والطبيعة الخلابة للأحساء وتاريخها العريق.
وهو ما فعله أيضاً نادي ضمك هذا الموسم، بعد تدشينه حملة: «زِيّنا يعكس هويتنا» أثناء تقديم الطاقم مع حسن عياشي، وإبراز هوية الجنوب ومدينة خميس مشيط بالألوان والزي الذي يمثل المكان التاريخي القابع في جنوب غرب المملكة، ما يؤكد أن كرة القدم بمثابة القوة الناعمة التي تساعد بوضوح في تسويق الثقافة والهوية والمعالم القديمة للمدن والمناطق التاريخية بالسعودية.
وكان نادي النصر من أكثر الأندية التي اهتمت بتقديم أطقمها الجديدة التي ترتبط بالهوية التاريخية والثقافية للمملكة؛ حيث نشر الحساب الرسمي لنادي النصر عبر «تويتر» في وقت سابق عبارة: «بألـوان رمـال الجزيرة العربية، نُدشـن لكم ثالث أطقم العالمي»، ما يؤكد ارتباط هذا الطاقم بلون الرمال وصلته الوثيقة بالجزيرة العربية وأصالتها.
كذلك قدمت الإدارة طاقم الفريق الرابع هذا الموسم ممزوجاً بالهوية الثقافية والاجتماعية للمملكة، بعد إعلان الحساب الرسمي عن الطاقم الجديد من وحي التراث السعودي الأصيل، مع الفخر بثقافة البلد بلون الخزامى ونقوش السدو، ليحصل الطاقم الجديد على تفاعل كبير من مختلف الجماهير، حتى حصل على الإشادة التي يستحقها من الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة السعودي، الذي غرد بهذه الكلمات: «ثقافتنا… هويتنا».
وتأتي كلمات وزير الثقافة لتؤكد الدور الكبير في نشر الهوية الثقافية السعودية في شتى المجالات، ومن بينها بالتأكيد ملاعب كرة القدم؛ حيث يوضح دائماً الأمير بدر بن عبد الله آل سعود أن الثقافة تعد جزءاً أساسياً من التحول الوطني الطموح الذي تسير عليه المملكة، وتنص رؤية المملكة 2030 على أن الثقافة «من مقوّمات جودة الحياة»، كما تشدد على أن «المملكة بحاجة إلى زيادة نشاطها الثقافي، ومهمتنا في الوزارة تتمثل في البناء على هذا العمل والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030».
وتركز رؤية وزارة الثقافة السعودية على أن تزدهر المملكة بمختلف ألوان الثقافة، لتثري نمط حياة الفرد، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية، وتشجع الحوار الثقافي مع العالم، على أن تكون رسالتها الأساسية هي تمكين وتشجيع القطاع الثقافي السعودي بما يعكس حقيقة الماضي العريق، ويسهم في السعي نحو بناء مستقبل يعتز بالتراث ويفتح للعالم منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتعبير الثقافي.
وتضاعفت فعاليات وزارة الثقافة في السنوات الأخيرة من خلال الحفلات الموسيقية، والعروض الفنية، والمعارض الثقافية، بالإضافة إلى فعاليات لقاء نجمك المفضل، وتأليف المعزوفات الموسيقية من خلال المكتبة الصوتية، ومسابقات معزوفة القهوة السعودية، جنباً لجنب مع فعاليات أخرى مثل أسبوع الطفل الأدبي ومبادرات الجوائز الثقافية الوطنية، التي تهدف إلى تعريف الشباب السعودي بهويتهم وثقافتهم، وتكوين جيل ناجح يتماشى مع رؤية المملكة في التفوق بجميع المجالات.
ومع أهمية كرة القدم وانتشارها مثل مختلف الرياضات الأخرى بين الشباب والجماهير، فإن مبادرات الأندية السعودية أصبحت ذات أهمية مضاعفة في الربط بين الرياضة والثقافة داخل قالب واحد، كما فعلت أندية النصر والاتحاد وأبها وغيرها بتدشين أطقم الفرق بطريقة تشبه الهوية التاريخية والثقافية والأدبية للمناطق والمدن والأماكن التي يرتبط بها كل نادٍ، وهو ما يجبر الجيل الجديد على معرفة الهوية والثقافة السعودية بشكل كامل، واقترابه أكثر من العوامل التي صنعت النجاح والتفوق للمملكة على مر تاريخها الطويل.
واللافت أن أندية في درجات أخرى أظهرت اهتماماً بتاريخها من خلال تدشين هوية جديدة لها، وكان أبرزها نادي الوشم الحاضر في محافظة الوشم، إذ كشف قبل أسبوعين عن هوية جديدة لشعار النادي، إذ تمثل في رمزية جديدة، حيث حضر برج سور شقراء القديم في الشعار الجديد.
ولأن الهوية والتراث هما الشغل الشاغل لوزارة الثقافة السعودية، فإن ما فعلته أندية دوري المحترفين السعودي هذا الموسم يؤكد أن هذه الخطة ستكون ناجحة على المدى البعيد، مع توقعات قوية بأن تسير معظم الفرق الأخرى على طريقها، بتدشين القمصان الجديدة في مختلف الألعاب بصورة تتماشى مع الهوية الثقافية للبلد، أو تمثل الملامح التاريخية لمدنهم ومناطقهم القديمة، حتى يتم الوصول إلى الهدف الأساسي من هذه الأفكار بعمل ربط ناجح بين الثقافة والرياضة، وجعل الهوية التاريخية السعودية بمثابة العادة اليومية لجميع أطياف وفئات الشعب السعودي بدلاً من تذكرها في المناسبات والأعياد والأيام الوطنية فقط.
السعودية
السعودية
[ad_2]
Source link