[ad_1]
يأتي المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالرئيس فلودومير زيلينسكي، بعد لقاءاته في العاصمة الروسية، موسكو، في وقت سابق من هذا الأسبوع، وخلالها، “وافق الرئيس بوتين من حيث المبدأ على مشاركة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في إجلاء المدنيين من مصنع آزوفستان في ماريوبول.”
وعن هذا، قال السيد غوتيريش: “لقد سنحت لي الفرصة اليوم لأتطرق إلى هذه المسألة مع الرئيس زيلينسكي. وفي هذه الأثناء التي نتكلم فيها، هناك مناقشات مكثفة للمضي قدما في هذا الاقتراح لجعله حقيقة واقعة.”
وتابع يقول: “أنا هنا لأقول لكم، سيدي الرئيس، ولشعب أوكرانيا: لن نستسلم. بينما نواصل الضغط من أجل [التوصل إلى] وقف إطلاق النار الشامل، سنواصل السعي أيضا لاتخاذ خطوات عملية فورية لإنقاذ الأرواح والتخفيف من المعاناة الإنسانية.“
وتحدث عن أهمية إنشاء ممرات إنسانية فعّالة، ووقف محلي للأعمال العدائية. وممر آمن للطرق المدنية وطرق الإمداد.
كما تطرق إلى واقع سكان مدينة ماريوبول المحاصرة، مشيرا إلى أنهم في حاجة ماسة لمثل هذا النهج.
وقال: “ماريوبول هي عبارة عن أزمة داخل أزمة. إذ يحتاج آلاف المدنيين إلى المساعدات المنقذة للحياة. والعديد منهم من كبار السن، يحتاجون إلى الرعاية الطبية أو لديهم قدرة محدودة على الحركة. إنهم بحاجة إلى طريق للهروب من نهاية العالم.”
أوكرانيا “بؤرة وجع القلب”
شكر السيد غوتيريش رئيس أوكرانيا على “الترحيب الحار” وقال “اليوم أوكرانيا هي بؤرة وجع القلب والألم الذي لا يطاق.”
وأوضح أنه شاهد ذلك بشكل جلي في الأماكن المحيطة بكييف: “الخسائر غير المعقولة في الأرواح، الدمار الهائل، الانتهاكات غير المقبولة لحقوق الإنسان وقوانين الحرب.”
وشدد على ضرورة أن تقوم المحكمة الجنائية الدولية وآليات الأمم المتحدة الأخرى بعملها حتى يمكن أن تكون هناك مساءلة حقيقية.
كما شدد على أن موقف الأمم المتحدة واضح: “أريد للشعب الأوكراني أن يعرف أن العالم يراكم ويسمعكم و[يقف] في رهبة وإجلال أمام صمودكم وعزيمتكم. كما أعلم أن كلمات التضامن ليست كافية.”
التركيز على الاحتياجات
إلى جانب رسالة التضامن تلك، جاءت زيارة السيد غوتيريش للتركيز على الاحتياجات على الأرض، على حدّ تعبيره، وتوسيع نطاق العمليات.
“كي أكون واضحا جدا، فشِل مجلس الأمن في بذل كل ما في وسعه لمنع هذه الحرب وإنهائها. هذا مصدر خيبة أمل كبيرة وإحباط وغضب.”
لكن في الوقت نفسه، يعمل رجال ونساء الأمم المتحدة كل يوم من أجل شعب أوكرانيا، جنبا إلى جنب مع العديد من المنظمات الأوكرانية الشجاعة.
وتابع يقول: “أحيي أكثر من 1,400 من طواقم الأمم المتحدة – الغالبية العظمى منهم من المواطنين الأوكرانيين. إنهم في الميدان يعملون في تسعة مراكز عمليات و30 موقعا.”
وقد ظل الكثير منهم في أوكرانيا منذ اليوم الأول – كما أرسلت الأمم المتحدة موظفين إضافيين منذ ذلك الحين لخدمة الشعب الأوكراني.
وأردف السيد غوتيريش قائلا: “إنهم يشاركون في مهمة معقدة للغاية في ظل ظروف صعبة.”
وأكد أنه هنا أيضا ليتعهد بتعزيز الجهود في جميع المجالات – بالتنسيق مع الحكومة الأوكرانية في كل خطوة على الطريق.
مساعدات إنسانية للملايين
تحدث السيد غوتيريش عن المساعدات الإنسانية التي قدمتها الأمم المتحدة حتى الآن.
فقد قدّمت مساعدات إنسانية منقذة للحياة إلى 3.4 مليون شخص داخل أوكرانيا “ونهدف إلى مضاعفة هذا العدد ليصل إلى 8.7 مليون شخص بحلول نهاية آب/أغسطس.”
وتظهر بعض التقديرات الأخيرة سيناريو أسوأ حالة حيث قد يحتاج حوالي 25 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية بحلول نهاية هذا العام. وأعرب الأمين العام عن أمله في ألا يتحقق هذا السيناريو “لكننا مضطرون للتخطيط له.”
والأمم المتحدة بصدد توسيع المساعدات النقدية – وتوزيع 100 مليون دولار شهريا لتصل إلى 1.3 مليون شخص بحلول أيار/مايو وتغطي مليوني شخص بحلول آب/أغسطس. وسيتم ذلك بالتنسيق الوثيق مع الحكومة الأوكرانية.
وقد وصلت مساعدات الأمم المتحدة الغذائية إلى 2.3 مليون شخص، لكنها تأمل في مساعدة أربعة ملايين شخص بحلول أيار/مايو وستة ملايين شخص بحلول حزيران/يونيو.
وقال السيد أنطونيو غوتيريش: “هذه ليست عملية إنسانية نموذجية للأمم المتحدة في بلد نام، مع الكثير من المشاكل المتعلقة بالحكم والكثير من الصعوبات. أوكرانيا دولة فيها حكومة ونظام دعم لمواطنيها، وبالتالي فإن دور الأمم المتحدة لا يحل محل هذا النظام، بل هو دعم الحكومة لدعم شعب أوكرانيا.”
ومع وجود أكثر من 12 مليون أوكراني فرّوا من منازلهم، تدعم الأمم المتحدة البلدان المضيفة التي استقبلت بسخاء أكثر من خمسة ملايين لاجئ.
وأضاف السيد غوتيريش: “لكن الأهم من ذلك أننا نعمل على زيادة قدرتنا على تلبية الاحتياجات لـ 7.7 مليون شخص نازح داخليا بناء على المسح الأخير الذي أجرته المنظمة الدولية للهجرة.”
وتقدم منظمة الصحة العالمية الإمدادات الطبية لرعاية الإصابات والطوارئ لأكثر من سبعة ملايين شخص. كما تقوم الأمم المتحدة بتكثيف الجهود الحيوية لتقديم الرعاية الصحية العاجلة والمأوى في حالات الطوارئ والمياه والصرف الصحي وحماية الأطفال وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي، كل ذلك على اتصال وثيق جدا وتنسيق مع الحكومة الأوكرانية.
العالم يقف عند “نقطة الصفر”
إضافة إلى ذلك، “نعمل على تعزيز عمل المساءلة والعدالة من خلال الرصد والإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان أينما تم اكتشافها” بحسب السيد غوتيريش، لكنه أضاف أنه على الرغم من ضرورة كل هذا العمل، لكنه لا يعالج السبب الجذري لكل هذه المعاناة الإنسانية: الحرب نفسها.
يجب أن تنتهي هذه الحرب، ويجب إرساء السلام بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي
وقال: “يجب أن تنتهي هذه الحرب، ويجب إرساء السلام بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. بذل العديد من القادة جهودا جيدة كثيرة لوقف القتال، رغم أن هذه الجهود حتى الآن لم تنجح.”
وأشار في ختام حديثه مع الصحفيين إلى أن “العالم يقف عند نقطة الصفر بالنسبة للعالم الذي نحتاج إلى بنائه – عالم يحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقوة التعددية، وعالم يحمي المدنيين وينهض بحقوق الإنسان، عالم يلتزم فيه القادة بالقيم التي وعدوا بالتمسك بها.”
وأكد أن هذا النضال يجب أن ننتصر فيه “من أجل كل بلد ومجتمع وشخص في جميع أنحاء العالم.”
[ad_2]
Source link