[ad_1]
فقد تم الكشف عن الطريق التاريخي لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف في عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق في عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
وطريق الكباش هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة، وكان يتم إحياء أعياد مختلفة بداخله، منها عيد “الأوبت”، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه. وكان يوجد به قديما سد حجري ضخم، كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر، العاصمة السياسية في الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
مراسلنا في مصر خالد عبد الوهاب تابع احتفال إحياء طريق الكباش بمحافظة الأقصر، وأعد لنا التقرير التالي:
بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته، وعدد من ممثلي أكثر من ثلاثين دولة، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية، ومنها منظمة اليونسكو احتفلت مصر بإحياء طريق الكباش، أو ما يعرف بطريق المواكب الكبرى، وذلك لأول مرة منذ ما يقرب 3500 عام. وعاد ليظهر إلى النور ذلك الطريق الذي يربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر في جنوب مصر.
وقال وزير السياحة والآثار خالد العناني في بداية الاحتفالية إن الطريق يضم 1057 تمثالا، ما يجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا، ومضي وزير السياحة والآثار قائلا:
“في الثامن عشر من آذار/مارس من عام 1949 تم الكشف عن أول تمثال للكباش بواسطة أثري مصري، وبعده، ولمدة أكثر من سبعين عاما، استمرت رحلة البحث عن طريق الكباش. وما زال العمل الأثري مستمراً، حيث تم حتى الآن الكشف عن 250 تمثالا برأس كبش و807 تماثيل برأس إنسان، وترجع للقرن الثامن عشر قبل الميلاد، وبعضها يرجع للقرن الرابع عشر قبل الميلاد. وعلى الرغم من احتفالنا بإحياء طريق الكباش، فما تم العثور عليه حتى الآن لم يتعد ثلث تماثيل الكباش، ومازال العمل الأثري مستمرا”.
ويبلغ طول طريق الكباش ألفين وسبع مائة متر وقام الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الفرعونية الـثلاثين، بتشييد الطريق بصورته النهائية، حيث وضع تماثيل أبي الهول برؤوس الكباش مع نقش تذكاري، يقول فيه “لقد أنشأت طريقا جميلا لأبي أمون رع محاطاً بالأسوار ومزينا بالزهور ليبحر فيه إلى معبد الأقصر، كما يقول الأثري الدكتور مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك بالأقصر:
“هذا الطريق بناه المصري القديم لاستخدامه في المواكب والاحتفالات الكبرى من معابد الكرنك إلى معبد الأقصر بطول 2700 متر، ويضم على جانبيه 1057 تمثالا على شكل أبي الهول بثلاث هيئات الأولى بجسم أسد ورأس كبش، والثانية في شكل كبش كامل، والهيئة الثالثة على شكل جسم أسد، ورأس إنسان وهناك بعض الاكتشافات الأخرى التي تم العثور عليها بالطريق، وترجع لعصور مختلفة مثل مقياس النيل ومعاصر للنبيذ ومناطق صناعية لصناعة الفخار والتمائم والحلي، وكلها ترصد وتوضح النشاط الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لأهل طيبة القديمة منذ أقدم العصور حتى العصر اليوناني الروماني”.
ويعود طريق المواكب الكبرى أو طريق الكباش إلى قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية في طيبة “الأقصر حاليا” طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام. وتقول الدكتورة عزة عبد الرحمن، مديرة إدارة البحث العلمي بمنطقة آثار أسوان، إن المواكب المقدسة كان لها مساران عن طريق البر والنهر، ومضت قائلة:
“لاشك أن احتفالية اليوم متميزة جدا، رفعت شأن مصر سياحيا وثقافيا وحضاريا. أما الحديث عن الاحتفال القديم وهو عيد الأوبت فيرجع لأكثر من 3000 عام، وفيه ينتقل الإله آمون من معبد الكرنك لمعبد الأقصر، ولذا يسمي طريق الآلهة. بدأ في القرن 18 قبل الميلاد وتبدأ الاحتفالية التاريخية بوجود رافعات تحمل تمثال الإله آمون. وهنا نشير إلى أن هناك طريقين للاحتفال بعيد الأوبت أحدهما عن طريق البر والآخر عبر نهر النيل، وكان الاحتفال الرئيسي عن طريق النهر. ونظرا لانخفاض منسوب نهر النيل في بعض السنوات تسير فيها المواكب الكبرى عبر طريق الكباش البري”.
الأثري دكتور أسامة عبد الوارث، الخبير بمنظمة اليونيسكو وعضو المجلس التنفيذي للمجلس الدولى للمتاحف، يقول إن احتفالية إحياء طريق الكباش بالأقصر تأتي في إطار تحويل مدينة الأقصر لمتحف عالمي مفتوح باعتبارها من أهم مواقع التراث العالمي والتي اختارتها لجنة التراث العلمي باليونسكو عام 1979 لتكون تراثا عالميا، ويوجد بها حوالي أربعة عشر معبدا من أهم المعابد المصرية، ومضي قائلا:
“هذا الطريق هو طريق الاحتفالات ونحن اليوم نحيي التراث المصري القديم. ففي نفس هذا المكان أقيمت مجموعة من الكنائس ومسجد سيدي أبي الحجاج الأقصري. وكانت تلك الاحتفالات تتم بين معبدي الكرنك والأقصر”.
وعن مدى اهتمام المنظمات الدولية خاصة اليونيسكو يقول الدكتور أسامة عبد الوارث:
“إن المنظمات الدولية كاليونسكو تنظر لاحتفالية مصر لإحياء طريق الكباش على أنها خطوة مهمة للحفاظ على هذا التراث العالمي الماثل في مدينة طيبة القديمة (الأقصر حاليا)”.
ويرى كثير من الخبراء في مجال السياحة بأن الأقصر أصبحت أيقونة السياحة الثقافية بلا منازع بعد اكتمال طريق الكباش بين مجموعة معابد الكرنك والأقصر بالإضاءة الرائعة بمساحة كيلومترين و٧٠٠ متر من الناحيتين بحيث يستطيع السائح الحركة فيه ليلا ونهارا. كما أن كبار السن تنقلهم عربات غولف من معبد لمعبد.
وفي مدينة الأقصر، تجولنا بالسوق السياحي ورصدنا مردود احتفالية إحياء طريق الكباش على الحركة السياحية:
محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر يقول:
“إن كلمة السر بالأقصر تكمن في القرار الرئاسي بتحويلها لمتحف مفتوح عالمي، وهذا القرار سينقل صناعة السياحة من صناعة الكم لصناعة الكيف، ما يجلب لمصر السائح الثري صاحب الانفاق العالي. ولذا هناك زيادة في الطلب على السياحة بالأقصر ووصلت لـ 38 بالمئة. وبعد هذه الاحتفالية هناك أنباء أن كبرى شركات الأزياء العالمية تقدمت بطلب أن تكون عروضها الشتوية للأزياء على طريق الكباش بالأقصر والذي يعد أيقونة السياحة الثقافية بعد مقبرة توت عنخ آمون”.
أما أسامة عطا، وهو عامل في بازار سياحي فيقول:
“إنني سعيد جدا بالاحتفالية الكبرى لإحياء طريق الكباش والتي تبشر بموسم سياحي مميز بإذن الله”.
الاحتفال بإحياء الطريق التاريخي طريق الكباش أعاد للذاكرة المصرية المعاصرة الاحتفال الذي كان يقام سنويا ويطلق عليه عيد «الأوبت» أو الأوبت الجميل، الذي يمثل اللقاء السنوي بين المعبود آمون رع إله الشمس وزوجته موت، خلال فترة الزواج المقدس.
من الأقصر جنوب مصر، خالد عبد الوهاب لأخبار الأمم المتحدة.
[ad_2]
Source link