[ad_1]
للخديعة أطراف، كما لكل ذي رأس طرف.. لقد استشرى الغش؛ فهو أسرع في الكسب من سواه؛ إذ تتم عملياتهم بأقل جهد وتكلفة.. الغش والخداع أضحيا من تعاملات هذا العصر نصف الحقيقي (افتراضي) شئنا أم أبينا، لكنَّ هناك خداعًا “سوبر”، مغلفًا بطبقات عدة من الجلود الاصطناعية؛ فلا تكاد تصل للجلد الأساس إلا وقد طارت الطيور بأرزاقها. عملياتهم تستهدف سرقة أكبر ثروة ممكنه، أدناها مصروف جيبك، وأعلاها ثروات وطنية. الخداع لا يستهدف الأفراد فحسب، لكنه يستهدف أممًا بأسرها.
النصب والاحتيال، وما في حكمهما من الجرائم الأخلاقية، تطورت أساليبها كما يتطور كل شيء بالحياة؛ إذ لم يعد النصاب أو السارق مشردًا؛ رث الثياب، منكوش الشَّعر، يقيم تحت الكباري والميادين.. فالنسخ الجديدة منهم يلبس أفضل الملابس، يستخدم أفخم السيارات، يسكن الفيلات والقصور.. يخدعك بمظهره كما يبهرك بثقافته.. أيضًا يسحرك ببلاغته؛ لديه قدرة فائقة على الإقناع.
المخادعون يصطادون ضحاياهم في ردهات الفنادق ذات “السبعة نجوم”، أو مقصورات الدرجة الأولى في الطائرات. النصاب يوهم الناس بإنفاقه لأجل بناء حوائط بشرية، و”ترصيد” أصواتهم لوقت حاجة.. كما يخدعهم بأنه اجتماعي، و”راعي واجب”؛ لذا تجده يشارك في كل المناسبات.. بيد أن كل أحوالهم مزيفة، هوياتهم مزورة، أسماؤهم مزيفة.. شركاتهم وهمية.. فلسعته والقبر. الكارثة أن منهم تحصن تحت قبة البرلمان، يمثل جماعته، يشارك في صياغة قوانين ممارسة النصب والتدليس بـ(القانون)..
تقوم بعض الأجهزة الأمنية بنشر بعض الجرائم الواقعية لعمليات نصب وتهريب من باب التوعية.. كذلك تُحذِّر من التعامل مع أي شخص من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يزال الكثير ما بين طماع وأحمق يقعون في حبائل تلك العصابات الدولية، وبلغت خسائرهم ملايين الدولارات. زمن عجيب!
النصابون أسياد التقنية
عبدالغني الشيخ
سبق
2021-10-13
للخديعة أطراف، كما لكل ذي رأس طرف.. لقد استشرى الغش؛ فهو أسرع في الكسب من سواه؛ إذ تتم عملياتهم بأقل جهد وتكلفة.. الغش والخداع أضحيا من تعاملات هذا العصر نصف الحقيقي (افتراضي) شئنا أم أبينا، لكنَّ هناك خداعًا “سوبر”، مغلفًا بطبقات عدة من الجلود الاصطناعية؛ فلا تكاد تصل للجلد الأساس إلا وقد طارت الطيور بأرزاقها. عملياتهم تستهدف سرقة أكبر ثروة ممكنه، أدناها مصروف جيبك، وأعلاها ثروات وطنية. الخداع لا يستهدف الأفراد فحسب، لكنه يستهدف أممًا بأسرها.
النصب والاحتيال، وما في حكمهما من الجرائم الأخلاقية، تطورت أساليبها كما يتطور كل شيء بالحياة؛ إذ لم يعد النصاب أو السارق مشردًا؛ رث الثياب، منكوش الشَّعر، يقيم تحت الكباري والميادين.. فالنسخ الجديدة منهم يلبس أفضل الملابس، يستخدم أفخم السيارات، يسكن الفيلات والقصور.. يخدعك بمظهره كما يبهرك بثقافته.. أيضًا يسحرك ببلاغته؛ لديه قدرة فائقة على الإقناع.
المخادعون يصطادون ضحاياهم في ردهات الفنادق ذات “السبعة نجوم”، أو مقصورات الدرجة الأولى في الطائرات. النصاب يوهم الناس بإنفاقه لأجل بناء حوائط بشرية، و”ترصيد” أصواتهم لوقت حاجة.. كما يخدعهم بأنه اجتماعي، و”راعي واجب”؛ لذا تجده يشارك في كل المناسبات.. بيد أن كل أحوالهم مزيفة، هوياتهم مزورة، أسماؤهم مزيفة.. شركاتهم وهمية.. فلسعته والقبر. الكارثة أن منهم تحصن تحت قبة البرلمان، يمثل جماعته، يشارك في صياغة قوانين ممارسة النصب والتدليس بـ(القانون)..
تقوم بعض الأجهزة الأمنية بنشر بعض الجرائم الواقعية لعمليات نصب وتهريب من باب التوعية.. كذلك تُحذِّر من التعامل مع أي شخص من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يزال الكثير ما بين طماع وأحمق يقعون في حبائل تلك العصابات الدولية، وبلغت خسائرهم ملايين الدولارات. زمن عجيب!
13 أكتوبر 2021 – 7 ربيع الأول 1443
12:00 AM
النصابون أسياد التقنية
للخديعة أطراف، كما لكل ذي رأس طرف.. لقد استشرى الغش؛ فهو أسرع في الكسب من سواه؛ إذ تتم عملياتهم بأقل جهد وتكلفة.. الغش والخداع أضحيا من تعاملات هذا العصر نصف الحقيقي (افتراضي) شئنا أم أبينا، لكنَّ هناك خداعًا “سوبر”، مغلفًا بطبقات عدة من الجلود الاصطناعية؛ فلا تكاد تصل للجلد الأساس إلا وقد طارت الطيور بأرزاقها. عملياتهم تستهدف سرقة أكبر ثروة ممكنه، أدناها مصروف جيبك، وأعلاها ثروات وطنية. الخداع لا يستهدف الأفراد فحسب، لكنه يستهدف أممًا بأسرها.
النصب والاحتيال، وما في حكمهما من الجرائم الأخلاقية، تطورت أساليبها كما يتطور كل شيء بالحياة؛ إذ لم يعد النصاب أو السارق مشردًا؛ رث الثياب، منكوش الشَّعر، يقيم تحت الكباري والميادين.. فالنسخ الجديدة منهم يلبس أفضل الملابس، يستخدم أفخم السيارات، يسكن الفيلات والقصور.. يخدعك بمظهره كما يبهرك بثقافته.. أيضًا يسحرك ببلاغته؛ لديه قدرة فائقة على الإقناع.
المخادعون يصطادون ضحاياهم في ردهات الفنادق ذات “السبعة نجوم”، أو مقصورات الدرجة الأولى في الطائرات. النصاب يوهم الناس بإنفاقه لأجل بناء حوائط بشرية، و”ترصيد” أصواتهم لوقت حاجة.. كما يخدعهم بأنه اجتماعي، و”راعي واجب”؛ لذا تجده يشارك في كل المناسبات.. بيد أن كل أحوالهم مزيفة، هوياتهم مزورة، أسماؤهم مزيفة.. شركاتهم وهمية.. فلسعته والقبر. الكارثة أن منهم تحصن تحت قبة البرلمان، يمثل جماعته، يشارك في صياغة قوانين ممارسة النصب والتدليس بـ(القانون)..
تقوم بعض الأجهزة الأمنية بنشر بعض الجرائم الواقعية لعمليات نصب وتهريب من باب التوعية.. كذلك تُحذِّر من التعامل مع أي شخص من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ولا يزال الكثير ما بين طماع وأحمق يقعون في حبائل تلك العصابات الدولية، وبلغت خسائرهم ملايين الدولارات. زمن عجيب!
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link