[ad_1]
الإمَّعة والقدح من رؤوس الآخرین..!
ما فائدة الدنیا الواسعة إذا كان أُفقك ضیقًا؟ وكما یُقال: إلى حتفي مشت قدمي! فیوم العدل على الظالم أشد من یوم الجور على المظلوم. قال رسول الله – صلى الله علیه وسلم -: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصیام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى. قال: صلاح ذات البین؛ فإن فساد ذات البین هي الحالقة”.
المشكلة تكمن في رؤوس الإمَّعات، الذین حباهم الله موقعًا اجتماعیًّا، لكنهم لا یقدحون من رؤوسهم، وشورهم في رأس غیرهم. وقیل: “فلان لا یقدح من رأسه”.
مثل هؤلاء قد یقعون في ظلم الناس، ویضع نفسه في موضع المستبد العاجز، الذي لا حول له ولا قوة، إلا بأعوانه أعداء العدل.
قال الشاعر:
“ومن یطع الواشین لم یتركوا له ** صدیقًا وإن كان الحبیب المقرب”.
ما أكثر ما غرس التحریش من بذور للشر! قال أبو الخطاب: “ومن السحر السعي بالنمیمة والإفساد بین الناس”. فالنمام یفسد في ساعة ما یفسده الساحر في سنة.
التحریش فیه نوع من الخداع. قال أهل اللغة: “ولا یكون استعماله إلا في الشر”؛ فتبدلت المحبة إلى بغضاء، والصفو لكدر.. فهذا ناشر البغضاء ومفرِّق الأحبة.
لا التماس للعذر لمثل هؤلاء؛ فموقعهم وما هم فیه من ضغوطات یجعلهم یهربون إلى الأمام. قال ويلم شكسبیر: “قد یحارب الجبان إذا لم یستطع الفرار. فعندما یدخل الثأر من الباب تخرج العدالة من المدخنة”.
الإسلام دین الوسطیة والعدل؛ فهو یعدل في كل أمور الحیاة. وقد حذرنا الرسول الكریم؛ إذ یقول: “إن الشیطان قد یئس أن یعبده المصلون، ولكن في التحریش بینهم”. فإذكاء المشاحنات المفتعلة المبنیة على أسس وهمیة يؤدي إلى تفرقة المجتمع وتقسیمه؛ فهي تفرّق ولا تجمع، وتهدم ولا تبني، وهذا من أخطر أنواع التحریش.
[ad_2]
Source link