(1343 هـ–1408 هـ، 1924–1987) شاعر وأديب سعودي، يلقب بشاعر الجنوب، ولد عام 1343 هـ الموافق 1924 في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية، درس في كتاتيب جازان ومدارسها الأهلية، ثم تابع علومه فدرس مبادئ النحو والصرف والبلاغة على يد والده القاضي والشاعر الشيخ علي بن محمد السنوسي
نشاطه الأدبي
برع السنوسي في الشعر ، وقد ورث حبه عن والده، إلا أنه فاقه في القدرة على التشكيل الجمالي للألفاظ دون تكلف مع الإلمام بدقائق لغة الشعر، ويدلي بعض الباحثين بقلة المؤاخذات في شعر السنوسي، مما يدل على فصاحته، وحرصه على تطوير لغته.
وله قصائد مطولة تبرهن على اقتداره في الموسيقا الشعرية مع السيطرة على القوافي، على الرغم من أنه سجل موقفًا مضادًا، للشعر الحر؛ إذ إنه يرى ذلك ضعفًا وتقليدًا وخروجًا على قواعد الشعر العربي.
سجلت قصائده مجموعة من الأحداث السياسية التي عاصرها وعالجها بميل واضح للعروبة، فكثيرًا ما كان يستدعي التراث، ويوظف الرموز التاريخية. كما تغنى في قصائده بآلامه وآماله وآمال الأمة الإسلامية وآمالها، وأظهر شوقه إلى وطنه في قصائده، وكانت الطبيعة حاضرة في قصائده.
أصدر نادي أدبي جازان الأعمال الكاملة لسنوسي في عام 1403هـ/1983م. وقد ترجمت بعض قصائده إلى الإيطالية ونشر جزء منها في (مجلة الشعراء) بروما. أما قصائد السنوسي غير المنشورة، فقد تصدى لجمعها محمد بن سليمان القسومي، تحت كتاب مخطوط بعنوان:( المنسي من شعر محمد السنوسي). ترك السنوسي مقالت وخواطر أدبية حوت بعض النقد والتعليقات في كتاب بعنوان: ( مع الشعراء) ومن أهم المقالات مقال بعنوان: (تجاربي في قرض الشعر)، ويستعرض السنوسي في هذه المقالة تجاربة الفنية وعلاقته بالشعر. وبعد وفاة السنوسي قام عبد العزيز الهويدي بجمع بعض مقالات السنوسي بعد وفاة، ونشرها في كتاب تحت عنوان: (أحاديث السنوسي) وذلك في عام 1411هـ/1991م ، ومن قصائده تلك التي قالها يُحيي بها الملك عبد العزيز، وقد ألقاها بين يدي أمير جازان بمناسبة عيد الفطر:
يا أبا فيصل، وذاك نداء | صادق تستلذه الأسماع | |
رفعت نحوك الشعوب أماني | ـا وسارت، لها اليك اندفاع | |
رفرف حول جانبيك قلوب | بمناط القلوب منها شعاع | |
وتسامت ممالك الضاد اذ انـ | ـت المُجلي واذ هي الأشياع | |
وثنت جيدها العروبة واستذ | رت بعرش للنجم عنه انقطاع | |
كلها يستضيء من هديه السا | مي، وكل لرسمه تباعُ | |
عظمت فيك عاهلاً ملء بُرد | يه وسيفا به يُشد الذراع | |
كم به من تُراب الصدوع وينـ | ـفض نزاع، ويستتب اجتماع | |
شيم كوكب السمو حواليـ | ـها مضيء، للناظرين شعاع |
وتتسم أشعاره بالبساطة والتلقائية، وقد بدأت تتضح ميوله الشعرية منذ سنة 1359هـ، حيث ظهرت أشعاره تحمل عبق القديم المتمثل في أبي تمام والبحتري، والمتنبي، والمعاصرة المتمثلة في شوقي وحافظ وعزيز أباظة، إلى جانب أثر أبيه علي السنوسي، وما درسهُ على يد الشيخ علي بن أحمد عيسى، والشيخ عقيل بن أحمد من دروس، وتتمثل البساطة في قصيدته
هذه ألحان قلبي | وأغاريد شبابي | |
هي أحلامي وآما | لي وكأسي وشرابي | |
وصباباتي وأشجا | ني وحبي وعذابي | |
إنها صورة نفسي | قد تجلت في كتابي |
ومن دلائل جزالة ألفاظ السنوسي في الفخر قوله يفخر بقادة المسلمين الأوائل:
وكان منهم رجال يهزأون بمن يقوده المال أو ينصاع للنوب | ||
شم العرانين في أرواحهم قبس من السماء يمد الجسم باللهب |
دواوينه ومؤلفاته
الدواوين:
القلائد.
الأغاريد.
الأزاهير.
الينابيع.
نفحات الجنوب.
المؤلفات:
شعراء الجنوب (كان السنوسي مؤلف مشارك، أي: ضمن مجموعة من المؤلفين).
وفاته
توفي الشاعر محمد بن علي السنوسي في شهر صفر عام 1408 هـ الموفق 1987 .