يُعرَّف التدخين على أنّه عملية استنشاق الأبخرة الناتجة عن حرق أوراق النباتات، خاصةً التبغ، والذي يتوفر بعدة أشكال منها السجائر، ويحتوي التبغ على عدة مواد منها مادة النيكوتين (بالإنجليزية: Nicotine) المسببة للإدمان، والتي تُعتبر أيضاً مؤثراً نفسياً إما بالتحفيز أو التهدئة، وقد اعتاد سكان قارتي أمريكا الاصليين، وهم الهنود الحمر، على تدخين التبغ لفترة زمنية طويلة، قُبيل استكشاف القارتين ونقل ثقافة التدخين من قبل المستكشفين إلى أوروبا، ولاحقاً تم تأكيد آثاره السلبية ليُصنف ضمن أكثر مسببات الوفاة والإصابة بالأمراض.

وتشير دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، إلى تسبُّب التدخين بوفاة أربعة ملايين شخص سنوياً في أواخر القرن التاسع عشر، ووفاة خمسة ملايين شخص في عام 2003، ووفاة ستة ملايين شخص في عام 2011، وتوقعت الدراسة بأن يرتفع عدد الوفيات بسبب التدخين إلى ثمانية ملايين شخص سنوياً مع حلول العام 2030.

أضرار التدخين

يؤثر التدخين سلباً في صحة الإنسان بطرق عديدة ومتنوعة، لما لمكوناته من قدرة على إلحاق الأذى تجاه العديد من أجهزة الجسم، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الوفاة جراء الإصابة بالأمراض غير المرتبطة بالتدخين بشكل مباشر، وسنذكر في ما يلي عدد من آثار التدخين السلبية في صحة الإنسان:

1- تضرُّر الرئتين: حيث تؤثر المواد الكيميائية سلباً في صحة الرئتين بعدة أشكال، إذ يتسبب التدخين بما يلي: ازدياد خطر الإصابة بسرطان الرئة بشكل كبير، إذ تتضاعف فرصة الإصابة بسرطان الرئة 25 مرة لدى الرجال المُدخنين، و25.7 مرة لدى النساء المُدخنات، كما أنّ تسعاً من أصل كل عشر إصابات بسرطان الرئة يتم ربط مسبباتها بالتدخين.

[٢] ازدياد خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المُزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease (COPD)، بالإضافة إلى ارتفاع فرص الوفاة بسببه، ويُطلق هذا المسمى على مجموعة من الأمراض التي قد تصيب الحويصلات الهوائية بالضرر، أو التي تصيب الممرات التنفسية بالالتهابات المُزمنة، وتؤثر هذه الحالة في قدرة المصاب على التنفس والقيام بأنشطته الطبيعية، وتزداد حدَّة الأعراض المصاحبة لهذه الأمراض مع الزمن، ويُعتبر التدخين المُسبب الرئيسي وراء الإصابة بها.

ازدياد حدة نوبات الربو.

ارتفاع فرص إصابة أبناء المُدخنين بعدد من الأمراض، مثل: التهاب الرئة (بالإنجليزية: Pneumonia)، والتهاب الشعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchitis)، وازدياد السعال ونوبات الربو لديهم.

[٤] الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: حيث يُلحِق التدخين الضرر في القلب والأوعية الدموية وخلايا الدم بعدة طرق، منها ما يلي:

ازدياد خطر الإصابة بمرض الشريان المحيطي (بالإنجليزية: Peripheral Artery Disease)، وهي حالة من تضيُّق الأوعية الدموية في الجسم، تؤدي إلى الحد من تدفق الدم خلالها، ويتسبب هذا التضيق بارتفاع فرص الإصابة بتجلطات الدم، والنوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart Attack)، والسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، وآلام الصدر.

ازدياد خطر الإصابة بتصلُّب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، وهي حالة من تضيُّق أو انسداد الأوعية الدموية بسبب تراكم المواد الدهنية والكوليسترول فيها، مما يتسبب بظهور مشاكل وأمراض في القلب، أو الكلى، أو الدماغ، وغيرها.

[٥]ارتفاع ضغط الدم، والحاق الضرر بجدران الأوعية الدموية.

ازدياد خطر إصابة المدخنين السلبيين بالنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب الأخرى، إذ إنّ تأثير التدخين لا يقتصر على المدخنين فقط، بل يمتد ليطال صحة المدخنين السلبيين؛ وهم الأفراد من حولهم.

[6] تقليل الخصوبة: حيث يتسبب التدخين بارتفاع فرصة الإصابة بالعقم، وتسريع معدل تناقص البويضات لدى الإناث، مما قد يسبب انقطاع الطمث لديهنّ قبل موعده الطبيعي بفترة تتراوح من العام الواحد حتى الأربعة أعوام، كما يؤدي التدخين إلى تقليل عدد الحيوانات المنوية التي يُنتجها الذكر، ويتسبب بضعف حركتها وقدرتها على تخصيب البويضة.

[7] تثبيط جهاز المناعة: حيث يساهم التدخين في جعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، مثل: عدوى التهاب الرئة، أو الانفلونزا، كما يطيل من فترة العلاج والتعافي من الأمراض، ويقلل من مستويات مضادات الأكسدة في الدم.

[8] التأثير في الجهاز العصبي المركزي: حيث يُعتبر النيكوتين الموجود في التبغ واحداً من المواد المسببة للإدمان، والذي يسبب الشعور بالنشاط عند التدخين، ويسبب القلق، والانزعاج، والاكتئاب عند محاولة الإقلاع عنه، بالإضافة إلى تشكل رغبة التدخين المستمرة واعتياد الشخص عليه، مما يجعل عملية الإقلاع عنه صعبة للغاية.

[9] التأثير في حالات الحمل: حيث يؤثر التدخين سلباً في صحة الأم الحامل والجنين، فإذا قامت الأم بالتدخين أثناء فترة الحمل، فقد يعاني الجنين من نقصان الوزن عند الولادة، أو قد تتم عملية الولادة قبل موعدها، كما قد يتسبب التدخين بوفاة الجنين المفاجئة في بعض الحالات.

[10] ارتفاع فرصة الإصابة بمرض بالسكري من النوع الثاني: حيث يتسبب التدخين بارتفاع احتمالية الإصابة بمرض السكري بنسبة تتراوح بين 30-40%، كما أنّه يقلل من قدرة المصابين بالسكري على التحكم بالمرض وأعراضه.

نصائح للإقلاع عن التدخين

توجد العديد من النصائح التي من شأنها المساعدة على الإقلاع عن التدخين عند اتباعها، وفيما يلي بيان لأهم هذه النصائح:

إيجاد الحوافز والأسباب للإقلاع عن التدخين: مثل: الرغبة في تجنب خطر الإصابة بالأمراض التي يسببها التدخين، أو وقاية الأشخاص المحيطين من أخطار التدخين السلبي.

التحضُّر لأعراض الإقلاع عن التدخين: إذ توجد العديد من الخطوات للمساعدة على ترك عادة التدخين، مثل: بعض أنواع الجلسات والاستشارات المساندة، واستخدام الأدوية، والعديد من الأمور التي من شأنها تخفيف أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم. طلب المساعدة من الأشخاص المحيطين: إذ يساعد دعم العائلة والأصدقاء وتشجيعهم على تسهيل الإقلاع عن التدخين. الاعتماد على أساليب أخرى للشعور بالراحة: حيث يؤدي دخول النيكوتين الموجود في التبغ إلى الجسم للشعور بالراحة والسعادة المؤقتة، ويجب اتخاذ إجراءات من شأنها تعويض هذا الشعور خلال فترة الإقلاع عنه، مثل: ممارسة الرياضة، أو الاسترخاء والتأمل ، أو قضاء أوقات أطول مع الأصدقاء غير المدخنين.

إبقاء اليدين والفم منشغلين: وذلك لاستبدال عادة الإمساك بالسجائر وتدخينها.

تغيير نوعية المأكولات والمشروبات: إذ يحفز تناول بعض أنواع المأكولات والمشروبات الرغبة في التدخين، مثل: أكل اللحوم، أو شرب القهوة، ويساعد استبدالها واختيار أنواعاً صحية مثل: الفواكه والخضروات، والعصير، والماء على تجنب تلك الرغبة في التدخين. نصائح أخرى: تكرار المحاولة وعدم اليأس، ومكافأة النفس خلال فترة الإقلاع عن التدخين.