الباقيات الصالحات: يراد بها الأعمال الصالحة التي يبقى أجرها لصاحبها، وفسّرها النبي -صلى الله عليه وسلّم- لأبي الدرداء -رضي الله عنه- حيث قال: قلُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكْبرُ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ، فإنَّهُنَّ الباقِياتُ الصالِحاتُ، وهُنَّ يَحطُطْنَ الخطايا كما تَحُطُّ الشجرةُ ورَقَها، وهِيَ من كُنوزِ الجنةِ

وعلى ذلك فإن الباقيات الصالحات هنّ: التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، والحوقلة، ومن العلماء من قال بأنها الصلوات الخمس، ومنهم من قال: الصيام، والزكاة، والحج، لكنّ القول الأول -أي التسابيح والأذكار- هو أكثر قول أهل العلم، لوروده بشكلٍ صريح في الحديث الشّريف، ونفصّل كل ذكرٍ منها في ما يأتي

 التكبير إنّ للتكبير شأناً عظيماً، فثوابه عند الله جزيل، وقد امتلأت نصوص الكتاب والسنة في ذكر ثوابه، والحثّ عليه، والترغيب به، ولهذا كانت شعائرنا تحوي في ألفاظها لفظ التكبير، بل لا تنعقد الصلاة إلا بلفظ التكبير، قال -تعالى-: (وَقُلِ الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ وَلَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرهُ تَكبيرًا

 التهليل لا إله إلا الله هي أصل الإسلام، ومعناها: أنه لا معبود بحقٍ إلا الله، وهو أن يعتقد الإنسان أن الله واحد في ذاته، وعبادته، وصفاته، المستحق لها وحده، قال -تعالى-: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ

 وقد روى أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من قال لا إلهَ إلَّا اللَّهُ دخلَ الجنَّةَ قلتُ: وإن زنَى، وإن سرقَ؟ قال: وإن زنَى وإن سرَق

التسبيح التسبيح هو بمعنى الذكر أو العبادة أو الصّلاة، وهو مما يستدعي البركة والخير، ورضا الله -سبحانه-، قال -تعالى- في قصة يونس -عليه السلام-: فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، وقال: فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ الحمد الحمد هو ما يدلّ على المحبة، والتعظيم، والامتنان، ولا يستحق هذا الحمد على وجه الكمال إلا الله -سبحانه-، قال -تعالى- في الحديث القدسي: يقولُ اللهُ تعالى: قسمتُ الصلاةُ بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قال اللهُ: حمدني عبدي..

الحوقلة الحوقلة أي وقل: لا حول ولا قوة إلا بالله”، وهي تسليم المسلم بأن العزّة والقوّة لله وحده دون سواه، وأنه لو أراد شيئاً يقول له كن فيكون، ولا يستطيع أحدٌ نفع من أراد الله ضرّه، ولا إلحاق ضررٍ بمن أراد الله حفظه، قال النبي -صلى الله عليه وسلّم-: ألا أُعلِّمُك -أو ألا أَدُلُّك على- كلمةٍ من تحتِ العرشِ من كنزِ الجنةِ؟ تقول: لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله، فيقول اللهُ: أسلمَ عَبدي واستسلَم