كانا يسيران جنباً إلى جنب ذات مساء رطب ..
كان الصمت يفرض نفسه بين الحين والآخر لا يقطعه سوى سؤال خجول أو إجابة خجلى ..
أوشك الطريق على النهاية وأصابعها تنعم بدفء كفه الضخم ..
توقفا وجهاً لوجه ..
حاولت دون جدوى فهم أسباب ذلك الحزن المرسوم على وجهه ..
لكنها أدركت أن شبحاً للفراق يلوح في الأفق ..
انهمرت الدموع غزيرة عند العناق وكان الوداع ثم الفراق المشؤوم ..
مرت الأيام ثقيلة وكأن عقارب الساعة قد فقدت القدرة على الحركة ..
بدا كل شيء حولها عديم اللون والطعم والرائحة ..
لم يعد ذلك الطريق يحرك مشاعرها كما كان يفعل عندما كانت تسير إلى جانبه ..
ما أصعب ذلك الفراق الذي لا لقاء بعده ..
كالصاعقة وقع عليها خبر وفاته في حادث ..
فقدت اتزانها وانهارت ثم فارقت الحياة