يعد إدمان المخدرات من أكبر المشاكل التى تواجه أي مجتمع حيث يزداد فى كل عام أعداد المدمنين مع زيادة أنواع المخدرات، وأشكالها كما يلاحظ فى الفترة الأخيرة أن ظاهرة الإدمان لم تعد مقصورة على الأغنياء فقط كما كان يحدث فى الماضى بل الامر اصبح يشمل فئات من الطبقات الفقيرة وربما بشكل أكبر من عدد الأغنياء المدمنين كما كان تناول المخدرات يقتصر فى الماضي بصورة كبيرة على فئة الذكور اما الان فاصبحت فئة الإناث تتعاطى المخدرات المختلفة وذلك وفقا لاحدث الدراسات.

إذا حصل وأدمن شخص ما على المخدرات فإنه يخضع لمجموعة من العلاجات منها العلاج النفسي حيث يتابع المريض العلاج مع طبيب أمراض نفسية، فهو الأقدر على إنهاء معاناة هذا الشخص، وقد يكون ضرورياً في حالات كثيرة أن يتم نقل المدمن إلى مصحة للأمراض العقلية لعلاجه هناك، فهي أفضل للسيطرة على المريض، ومنها العلاج الدوائي فيكون عن طريق سحب السموم من جسم المريض، والتي تجمعت في جسمه عن طريق تناوله لمختلف أنواع المخدرات طوال فترة التعاطي، وتم استبدال تلك المواد المخدرة بمواد آثارها الجانبية أقل حدة وأقل في الضرر .

تعريف المخدرات:

يتم تعريف المخدرات بأنها كل مادة تذهب العقل بشكل كلى او جزئى سواء كانت طبيعية أو مصنعة و تجعل المتعاطي غير مدرك لما يفعله.

تعريف كلمة مخدر:

تعرف كلمة مخدر لغويا: بانها كل ما يستر العقل أو يعمل على تغييبه.

تعرف المخدرات علميا:

بأنها عبارة عن منتجات كيميائية لها آثار بيولوجيّة مختلفة على البشر والكائنات الحيّة، ولها استخدامات مختلفة في مجال الطب كعلاج فتُستخدم كمواد للعلاج، والوقاية من الأمراض، أو تشخيص المرض، كما أنّها تُعزّز الّنشاط البدنيّ والعقليّ، ولكن ذلك باستخدامها لفترات محدودة.

تعرف المخدرات قانونيا:

بأنها المواد التي تسبب الإدمان وتعمل على تدمير الجهاز العصبي، ويحظر زراعتها وصناعتها إلّا لأغراض قانونية ضمن ولا تُستعمل إلّا من خلال رخصةٍ خاصةٍ.

تعرف المخدرات شرعيا:

بأنها المفطرات أي المواد التي تُغيّب العقل والحواس، دون أن يصيب ذلك المتعاطي بالنّشوة والسّرور، أمّا إذا حصلت النّشوة فإنّها تُعتبر من المُسكرات.

المخدرات في القانون:

المخدرات مادة ممنوعة فى القانون الدولى وقانونا كل من يحمل المخدرات سواء تعاطى واتجار فهو مجرم قانونا كما يمنع منعا باتا تداولها للوقاية من المخدرات، والحرص على شغل أوقات فراغ الشباب، وتوفير فرص عمل والحد من البطالة.

انواع المخدرات:

المخدرات المسكنات الأفيونية وهى التى تشمل كل مشتقات مخدر الأفيون بأشكاله المتنوعة على سبيل المثال الهيروين والمورفين.

المخدرات المسكنة غير الأفيونية مثل المشروبات الكحولية بكافة أنواعها.

المخدرات المنبهة مثل مخدر البانجو والحشيش و الكوكاينن .

المخدرات المهلوسة مثل الاكستاسى و الترامادول وغيرها من الانواع الاخرى.

تقسيم المخدرات:

يمكن تقسيم المخدرات إلى:

مخدرات طبيعية ومنها الأفيون و الحشيش والبانجو والتبغ.

مخدرات صناعية وهى التى يتم استخلاصها من النباتات مثل المورفين و الهيروين .

فروع مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان خالية من فيروس كورونا !

اتصل الان

أهم النباتات التى يستخرج منها المخدرات ما يلي:

الأفيون يستخرج من ثمرة نبات الخشخاش.

الحشيش يستخرج من نبات القنب الهندي.

البانجو يتم الحصول عليه من نبات القنب الهندي وذلك بعد تجفيف النبات وبيع النبات الجاف كاملا.

القات وهو عبارة عن نبات تمضغ أوراقه وتمص خلال عدة ساعات محددة.

الكوكا نبات تمضغ أوراقه وتمص مثل ما يحدث مع القات.

التبغ وتستخدم أوراقه بعدة طرق سواء عن طريق التدخين أو المضغ.

من أشهر تصنيفات المخدرات:

حسب تأثيرها مثل:

المُنومات وتتمثّل في الكلورال، والباريبورات، والسّلفونال، وبرموميد البُوتاسيوم. المُهلوسات. مُسببات النّشوة: مثل الأفيون ومشتقّاته. المُسكرات: مثل الكحول والبنزين.

حسب طريقة الإنتاج مثل:

مُخدّرات من نباتات طبيعيّة مُباشرةً مثل: الحشيش، والقات، والأفيون، ونبات القنّب.

مُخدّرات مصنّعة

تصنع من المخدرات الطبيعية بعد تعرضها لمواد كيماوية تعمل على تحويلها إلى صورة أخرى مثل : الكوكايين والهيروين والمورفين.

مُخدّرات مُركبة

من عناصر كيماويّة ومركبات أخرى لها نفس تأثير المواد المخدرة بأنواعها.

حسب اللّون، مثل:

المخدّرات البيضاء: مثل الكوكايين والهيروين، المخدّرات السّوداء: والأفيون ومشتقاته، والحشيش.

حسب تركيبها الكيميائي: الأفيونات، الحشيش، الكوكا.

مراحل الإدمان المختلفة:

مرحلة الاعتياد والتى يتم تناول المخدرات فيها بقصد التعود بدون تحقيق نتائج نفسية أو عضوية.

مرحلة التحمل والتي يتم زيادة كبيرة فى الجرعات التي يتم تناولها وذلك للوصول للنشوة المرجوة.

مرحلة الاعتماد والتى يكون فيها المدمن قد وصل إلى مرحلة الاعتماد الكامل على المخدرات جسديا ونفسيا ولا يستطيع أبدا الاستغناء عنها.

أما عن أضرار المخدرات فهي عديدة وعلى كل جوانب الحياة:

الأضرار الصحية للمخدرات:

اضطرابات القلب، وارتفاع ضغط الدم ،ما قد يسبب حدوث انفجار الشرايين والموت المفاجئ.

الإصابة بالتهابات في المخ، وتآكل الملايين من الخلايا العصبية المكونة للمخ، مما يؤدي إلى الشعور بالهلوسة الفكرية والسمعية والبصرية وضعف أو فقدان الذاكرة.

اضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الشهية مما يترتب عليه نقص في الوزن يصاحبه احمرار أو اسوداد في الوجه.

الصداع المزمن، وطنين الأذنين، واحمرار العينين.

ضعف النشاط الجنسي.

تسبب المخدرات زيادة نسبة السموم في الجسم ، ما يساعد على الإصابة بتليف الكبد ،في الأفيون على سبيل المثال يحلل خلايا الكبد ويصيبها بالتليف وزيادة نسبة السكر.

التعب والهزال وفقدان الإتزان.

ضعف جهاز المناعة.

كما يسبب الإدمان أضرارا بالغة للمرأة الحامل حيث يسبب لها فقر في الدم ،والإصابة بمرض السكر والقلب والكبد والتهاب الرئتين وإصابة الأجنة بعيوب خلقية أو وضع مقلوب ونقص في النمو وقد يسبب الإجهاض .

الإصابة بالصرع وتعرض المتعاطي لنوبات الصرع إذا توقف فجأة عن تعاطي المخدرات بعد ثمانية أيام من عدم التعاطي.

تهيج للأغشية المخاطية والشعب الهوائية والالتهابات الرئوية المزمنة بل والاصابة بالدرن نتيجة ترسب المواد الكربونية بالشعب الهوائية.

التهابات مزمنة في المعدة وخلل في الهضم والتهابات في غدة البنكرياس التي تزود الجسم هرمون الأنسولين الذي ينظم سكر الدم.

الشعور بالانتفاخ والتخمة وكثرة الغازات الناتج عن اضطرابات الجهاز الهضمي وسوء الهضم ، والإصابة بالإسهال أو الإمساك.

سيلان الدم واليرقان وانتشار الورم.

ارتفاع ضغط الدم في الشريان الكبدي.

وتعتبر المخدرات هي السبب الرئيسي في الإصابة بأخطر الأمراض مثل السرطان.

أضرار المخدرات النفسية والعقلية:

الاضطرابات السريعة والشعور الدائم بالقلق.

حدوث خلل في الطريقة التي يعمل بها المخ كما تحدث تغيرات في تركيبة المخ بصفة عامة.

قد يصل الأمر بالمدمن لمحاولة الانتحار.

الإصابة باضطرابات وتخريف في الإدراك الحسي خاصة السمع والبصر.

خلل في إدراك الزمن و المسافات والأحجام، فيميل اتجه الزمن للبطء ويميل إدراك المسافات للطول، ويميل إدراك الأحجام للتضخم.

صعوبة وبطء وخلل في التفكير.

القلق والتوتر والشعور بالانقباض والهبوط وعدم الاستقرار.

العصبية الزائدة وحدة المزاج والتوتر والانفعال الدائم والحساسية الشديدة.

الإهمال في المظهر في النفس.

عدم القدرة على العمل وعدم القدرة على الاستمرار فيه.

اضطرابات في الوجدان فبعد تعاطي جرعة المخدرات يسيطر الشعور بالسعادة والنشوة وزيادة النشاط والإصابة بحالة من الغياب عن الوجود وخلق عالم من الخيال مليء بالمتعة والحيوية والمرح، ثم ما يلبث أن يفيق سريعا من هذا الشعور ليعود للإرهاق والتعب والندم والإكتئاب، فمشاعر المدمن متضاربة للغاية.

اختلالاً في الاتزان والإصابة بالتشنجات والصعوبة في النطق وصعوبة التعبير وصعوبة وعدم اتزان في المشي.

أضرار المخدرات على الجهاز العصبي:

المخدرات تأثير كبير على أجهزة الجسم بصفة عامة كما ذكرنا آنفا ولكن الجهاز العصبي يكون له النصيب الأكبر والأخطر من هذا الضرر، وذلك لكونه المستهدف الأول من عملية الإدمان برمتها، والجهاز العصبي يؤثر بالتالي على باقي الأعضاء حيث يعتبر هو القائد لباقي أجهزة الجسم، ويظهر ذلك عند أخذ المدمن للمخدرات حيث يحدث اضطراب شديد في عمل الجهاز العصبي وتباطؤ في أداء المخ حيث تسبب المخدرات خللا في المادة الكيميائية المسئولة عن التوصيل العصبي، وتسبب بطء في الوظائف المختلفة الدماغ، وتؤثر على قدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات، كما تؤثر على الأداء الحركي ويسبب الشعور الوهمي بالسعادة المفرطة الذي يسبب خلل الجسم

أضرار المخدرات الإجتماعية:

المخدرات تسلب القيمة الإنسانية لمن يتعاطاها وتحقر منه وتجعل منه أشبه بالبهائم، غير قادر على قيادة الأسرة وإدارتها بصورة سليمة.

ينقطع المدمن عن جو العائلة بل وعن المجتمع كله.

تنهار علاقته مع أسرته وأصدقائه.

كما ينشأ التوتر والعصبية وسوء سلوك المدمن ما يجعل الخلافات تنتشر داخل الأسرة حتى تضيع الأسرة التي هي اللبنة الصغيرة للمجتمع.

يصل المدمن لدرجة من الانحراف والرذيلة ما يجعل الكذب والغش والزنا والإهمال من صفاته الأساسية، وتفشي الجرائم وتنتشر العادات السيئة في المجتمع.

خرق القوانين والعادات والتقاليد وكل الأعراف في سبيل تحقيق الرغبات الشيطانية التي تسيطر على مدمني المخدرات.

كما تنتشر الجرائم البشعة فمدمن المخدرات فاقد الوعي والسيطرة على نفسه ما يسبب الفوضى ويعم الفساد في المجتمع.

انتشار حوادث المرور على يد المدمنين المغيبين فاقدي الوعي.

فضلا عن إهدار مال الدولة في مكافحة المخدرات وإنشاء المستشفيات لعلاج الإدمان، على حساب إنشاء المدارس والمستشفيات وغيره من مصالح البلد.

أضرار المخدرات الإقتصادية:

استنزاف الأموال و ضياع موارد الأسرة

ضعف وخمول الشباب ما يؤدي لقلة الانتاج يضر بمصالح الوطن الاقتصادية في الاقتصاد السليم يتطلب شباب واعي متنبه لكل ما يدور حوله قادر على العمل والإنتاج لا شباب هذيل مستعبد للمواد المخدرة.

كما أن الإدمان يستنزف الدولة اقتصاديا، حيث يزيد من أعبائها لرعاية هؤلاء المدمنين لإنشاء المصحات الخاصة بعلاجه، ومكافحة مروجين تلك المواد المخدرة، وغيره من التكاليف التي تتكلفها الدولة بسبب تلك المخدرات اللعينة.

وتم إنفاق الگثير من دخل الأسرة التي يتعاطى أحد أفرادها أحد أنواع المخدرات، على تلك المخدرات ما يسبب نقص في الدخل المتاح للصرف على السلع والخدمات المشروعة الأخرى التي قوم بإنتاجها القطاع الإنتاجي للدولة والتي تؤثر في الاقتصاد القومي، وقد يؤدي صرف مال الأسر على المخدرات بدلا أن يصرف على المشروعات الإنتاجية في الدولة إلى حالة كساد واضحة في الاقتصاد القومي.

أما بالنسبة للبلاد التي يتم فيها زراعة تلك المواد المخدرة فهي تتعرض لخسارة تلك الأراضي التي تزرع فيها هذه المواد الغير مشروعة بدلا من استغلالها في زراعة المحاصيل التي يحتاجها مواطني هذه الدولة والتي تعود عليهم بالنفع.

أما بالنسبة للبلاد التي تهرب إليها تلك المواد المخدرة يعني لها هذا التهريب إنفاق وإضاعة الكثير جدا من الأموال التي تصرف على هذا التهريب الغير مشروع بدلا من استغلال تلك الأموال في استيراد مواد تفيد المجتمع وينتفع بها.

أضرار المخدرات على المجتمع:

انتشار الإدمان فى اى مجتمع نذير شؤم كبير حيث يتسبب فى قلة الإنتاج وزيادة معدلات السرقة وانتشار الجرائم بشكل كبير جدا حيث يلجأ معظم المدمنين إلى محاولة الحصول على المال المطلوب لشراء المخدرات وفى سبيل ذلك يوافق المدمن على القيام بأي عمل يطلب منه ضاربا الحائط بكل المثل والقيم التي تربى عليها فى السابق لذلك وجب على المجتمع والدولة القيام بدورهما فى حملات التوعية بمخاطر المخدرات على الأفراد والمجتمعات بصفة عامة من خلال ندوات تثقيفية بالجامعات والمدارس الإعدادية والثانوية وفي الأندية الرياضية وأماكن التجمعات الشبابية وذلك حتى نستطيع المحافظة على الشباب الذي يعد القلب النابض للوطن ومصدر فخره حيث تبنى الدول بسواعد الشباب وعلى أكتافهم تنهض الشعوب وتصل إلى أهدافها وقانا الله وإياكم من إدمان المخدرات وحفظ مصرنا الحبيبة من المخدرات وتعاطيها.

اعراض تعاطي المخدرات:

تظهر على الشخص المتعاطي للمخدرات أعراض عامة منها: ضعف الاحساس بالألم وتنميل شديد فى الأطراف والقلق المزمن والمستمر والاكتئاب الشديد والإمساك الدائم والتنفس بصعوبة و صعوبة الإدراك والاستيعاب وصعوبة التعبير عن الأحاسيس كما يلاحظ وجود ارتفاع فى ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب، والخمول والكلام المبهم وضعف الذاكرة والاضطراب والشعور بالدوخة والغثيان.

ولكل نوع من أنواع المخدرات أعراض مختلفة عن غيره يمكن تصنيفها للتالي:

أعراض الإدمان على الإبر المخدرة:

خدر الأطراف، ضعف أو عدم الإحساس بالألم، الشعور دائما بالكآبة والقلق والاضطراب، كما تسبب بطء التنفس وإمساك دائم وظهور علامات الإبر.

أعراض الإدمان على حُبوب الهلوسة:

صعوبة الإدراك والاستيعاب، وصعوبة ترجمة الأحاسيس. ارتفاع معدّل نبضات القلب. ارتفاع ضغط الدّم. الرّجفان.

أعراض الإدمان على عقارات النّظام العصبيّ المركزيّ:

الخمول، الكلام المبهم، ضعف الذّاكرة، الاضطراب، التّنفس ببطء ونقص ضغط الدّم، الشّعور بدوخه.

تغيرات تظهر على المتعاطين عند تعاطي المخدرات:

يظهر فى حياة المراهق أصدقاء من خارج محيط الأسرة والعائلة والوسط الاجتماعى بالكامل.

يقل المستوى الدراسى للشخص المدمن بشكل مفاجئ.

يدخل الشخص المدمن فى حالة اكتئاب شديدة.

يلاحظ ضعف عام فى الحركة وفى رد الفعل.

يصبح سريع الغضب وعلى خلاف دائم مع كل أفراد الأسرة بدون أسباب واضحة.

يلاحظ وجود بطء فى الكلام وتلعثم.

يلاحظ عدم التوازن فى وزن المراهق المدمن سواء بالزيادة او بالنقصان.

العودة إلى منزله فى حالة من البرود وعدم الإحساس بما حوله.

يفقد المراهق اهتمامها بالأسرة وأصدقائه القدامى.

طرق الوقاية والعلاج من الإدمان:

الوقاية من المخدرات:

البعد عن اصدقاء السوء ومن كانوا سببا فى لجوء الشخص للإدمان.

محاولة شغل وقت الفراغ والذي هو عدو للإنسان.

الحرص على الحد من البطالة وتوفير فرص عمل للشباب على وجه الخصوص.

عمل توعية كبيرة بأضرار المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع بصفة عامة.

تشديد وتغليظ العقوبات على تجار المخدرات والمتعاطين على حد سواء.

دور الأسرة في القضاء على إدمان المخدرات:

كما وأن للأسرة دور أساسي في مقاومة ومكافحة الإدمان، فالأسرة هي أول من يؤثر في الفرد وفي تكوين شخصيته وبنائها ومن السلوكيات والإجراءات التي يجب اتخاذها من قبل الأسرة ما يلي:

أن تسيطر على الأسرة روح المحبة والألفة والمودّة، والحنان، معاملة الأطفال معاملة حسنة دافئة، والبعد عن العنف والقسوة في التربية لأن العنف والإيذاء ولو لفظيا للأطفال في الصغر يعمل على ضعف بل وقتل شخصيتهم.

كما ولا بد للوالدان من أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهم في كل شئ ،ومراعاة أنهم منذ تكوين تلك الأسرة وقد تحملوا مسؤوليات لابد من مراعاتها ولو على حساب أنفسهم وعاداتهم الشخصية ،فمثلا الأب المدخن لابد ان يكون ايجابيا ويعترف انه اصبح مسؤل عن اسرة وابناء هو قدوتهم ويقلع عن التدخين، أو على الأقل لا يفعل ذلك أمام أبنائه.

وعي الآباء للتعامل مع الأبناء خاصة في فترة المراهقة والاهتمام بأبنائهم واحتوائهم احتواء يجعلهم في غنى عن البحث عن مصادر أخرى للاهتمام خارج الأسرة رفاق السوء.

كما وللأسرة دور في تربية أبنائهم على القيم والأخلاق والمبادئ الدينية والأخلاقية منذ الصغر وحثهم على طاعة الله وتقواه.

مشاركة الأبناء منذ صغرهم على اتخاذ القرارات التي تخص الأسرة ولو على سبيل إيهامهم بهذا وأنهم أفراد لهم شخصية وقيمة داخل الأسرة التي تمثل المجتمع الصغير بالنسبة لهم ، حتى تكون لهم شخصية ودور في المجتمع الكبير.

كما أنه يجب أيضا على الأسرة المتابعة والملاحظة الدائمة سلوك أبنائها وأي تغيير يظهر عليهم، والوعي بأعراض الإدمان وملاحظة إذا ظهر على أحد أبناء الأسرة تلك الأعراض ، واتخاذ اللازم على الفور فكلما تم إدراك المشكلة مبكرا كلما كانت فرص حلها أكبر وأسرع.

على الأسرة المتابعة الدائمة أصدقاء أبنائهم والتعرف عليهم، بل والتدخل في اختيارهم بطرق غير مباشرة فلا أهم ولا أخطر من صديق السوء سببا للفساد بكل أوجهه وصورة.

دور المجتمع في الوقاية من المخدرات:

يتكون المجتمع من أفراد هم ثروة هذا المجتمع، فلابد من حماية هؤلاء الأفراد الذين يتكون منهم هذا المجتمع من أي ضرر قد يلحق بهم وخاصة إذا كان هذا الضرر يؤثر في صحة وشخصية وكينونة هؤلاء الأفراد كالإدمان، في الإدمان من أخطر الآفات التي تصيب الشعوب وتقضي عليها، فيجب اتباع سياسة جادة لمكافحة إدمان المخدرات تقوم على أساس:

ضبط المخدرات ومن يقوم بترويجها وحيازتها، للحد من الحصول عليها وتقليل فرصة الوصول لتلك المخدرات المهلكة، وهذا يتطلب تدريب لأفراد الأمن على أعلى مستوى ودعمهم بأحدث الأجهزة للتمكن من مواجهة أساليب وحيل المروجين التي لا حصر لها.

التوعية بأضرار تلك المخدرات وتحريمها من الأديان السماوية .وذلك بتكاتف أجهزة الإعلام والتوعية داخل المدارس والجامعات.

علاج المدمنين و تمام شفائهم وإعادة تأهيلهم للعودة للمجتمع والاندماج فيه بصورة سليمة، ودعم مراكز مكافحة الإدمان بالمال والأطباء المدربين والأجهزة الطبية والمعدات اللازمة لذلك.

علاج وحل المشاكل التي قد تدفع الشباب للجوء لهذه المواد المخدرة هربا منها كالبطالة وعدم قدرة الشباب على الزواج لعدم القدرة المادية على ذلك وعدم توفر المسكن والعمل ، وإيجاد حل لتحسين ظروف هؤلاء الشباب واستثمارها والاستفادة منهم لا تحطيمهم وجعلهم عرضة للضياع.

فيجب الدمج بين كل أجهزة الدولة لتحقيق هذه الأهداف الوقائية وتفعيلها بجدية وبذل كل الجهود من المجتمع بأكمله للحفاظ على أفراده.

أما عن خطوات العلاج:

علينا إقناع المريض بمرضه، ومواجهته بضعفه تجاه تلك المواد المدمرة وأن حياته بوجود المخدرات لا تتجه إلا للدمار والموت وأنه على تلك الحال يسير في طريق خسارة نفسه وعمله وأهله وأصدقائه.

يجب قبل بداية مشوار العلاج من الإدمان بعد إقناع المريض بمبدأ العلاج وترك المخدرات والتخلص منها نهائيا الإطمئنان على سلامة المدمن وتقييمه صحيا للتأكد من عدم وجود فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، أو مرض السل، والتهاب الكبد الوبائي ب وج ،أو غيرهم من الأمراض المعدية التي يمكن أن يصاب بها أثناء تعاطي المخدرات.

تكون بداية الرحلة العلاجية بتقييم الأطباء و ذهاب المدمن إلى أحد مستشفيات علاج الإدمان طلبا للعلاج، وهناك يتم عرض المريض على الأطباء والخبراء المتخصصين لأخذ الإجراءات اللازمة للتقييمات الصحية الشاملة، ويتم هذا التقييم لتوضيح خطة العلاج المناسبة لكل مريض بناء على نتيجة تلك التقييمات.

ثم تأتي مرحلة انسحاب السموم وإزالة المخدر من الجسم وهي أولى المراحل الأساسية في علاج الإدمان، وهي أيضا من أصعب المراحل التي يواجهها المريض في مشوار علاجه من الإدمان ، حيث يتعرض أعراض انسحابية خطيرة كاضطرابات النوم والأرق وارتفاع درجة حرارة الجسم والتعرق وارتفاع ضغط الدم واضطرابات نفسية شديدة وهلوسات ورغبة في الانتحار ، فيقوم الأطباء بإعطاء المريض العقاقير والمسكنات اللازمة لمساعدته في العبور من مرحلة سحب السموم من جسمه بأمان وتوفير الرقابة والرعاية التامة للمريض في هذه الفترة وإتباع التعليمات الطبية، وقد يتم العلاج الانسحاب بأمان لبعض الناس في العيادات الخارجية أو في المستشفى للبعض الآخر.

مع سحب السموم والمخدرات من الجسم يجب عرض المريض لجلسات العلاج النفسي السلوكي والعلاج الترفيهي والعلاج بالبرامج الرياضية والتدريبية، لتخفيف ماسببته المخدرات من خلل في الجهاز العصبي والنفسي، وقد تستمر تلك المرحلة من شهور لعدة سنوات، حسب حالة المريض وقدرته على تحمل العلاج واجتياز الرغبة في العودة للمخدر مرة أخرى.

يجب المتابعة المستمرة من الطبيب، فعليه مساعدة المريض في عدم الانتكاسة والعودة مرة أخرى للمخدرات، عن طريق إعطائه الأدوية التي تساعده في إعادة تنشيط وظائف المخ الطبيعية وتقليل الرغبة في تعاطي المواد المخدرة مرة أخرى، كما يجب متابعة المريض المتعافي بعمل التحاليل الدورية له للتأكد من عدم تعاطيه لأي مواد مخدرة بعد العلاج ، حيث تؤكد الإحصائيات أن نسبة كبيرة من مدمني المخدرات يعودون إليها مرة أخرى خلال عام من الشفاء.

يجب دعم العلاج لمنع الانتكاسة عن طريق جلسات فردية أو جماعية وأخذ النصح من طبيب أو مستشار نفسي لمساعدة المدمن المتعافي على مقاومة إغراء الإدمان والعودة للمخدرات مرة أخرى، ويمكن التصدي للرغبة الشديدة في العودة لتلك المخدرات عن طريق تمارين معالجة السلوك وتنفيذ استراتيجيات خاصة بمنع حدوث الانتكاسة ، أو كيفية التعامل معها إذا حدثت، كما لابد في هذه المرحلة على الأخص وكل مراحل علاج الإدمان عموما من وقوف أهل المريض وأسرته وأصدقاءه بجانبه ودعمهم له وتعزيز إيجابياته وإشعاره بأهميته لديه وفرحتهم الكبيرة بتمام شفاؤه.

يجب أن تتكامل كل التخصصات العلاجية حتى نصل إلى النتيجة المطلوبة وهي تمام الشفاء وعدم العودة للإدمان أبدا، حيث أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج أعراض انسحاب المخدر وترك المدمن بعد ذلك لينتكس، إنما يجب أن نصل معه إلى استرداد عافيته الجسدية والنفسية والاجتماعية ، مع التأكد من عودته بفاعلية إلى المجتمع واندماجه فيه ووقايته من النكسات في مدة لا تقل عن ( من ستة أشهر إلى سنة أو سنتين ).

آثار الإدمان على الشباب:

الإدمان كله سلبيات، فهو عبارة عن استهلاك للجسم والروح والنفس، والشباب عبارة عن مكون أساسي في المجتمع لا غنى عنه، وحين يدخل الشباب لدائرة الإدمان فإنه بذلك يفقد كل مقومات الحياة الكريمة التي يجب أن يعيشها، لذلك يجب علينا أن نكون في غاية الوعي حتى نستطيع التقدم ، فالإدمان عدو لدود متربص لا يترك من يصيبه إلا بعد القضاء عليه.

يعود المدمن بعد التعافي طبيعياً .. ولكن:

إن التجارب التي مر بها المدمن من خلال تجربته تجعله مختلف عن باقي من حوله ، فما مر به لا يمكن أن يصنف بأنه حياة عادية، ولكن المدمن في استطاعته بعد التعافي أن يحيا حياة طبيعة ولكنه لابد له من بذل المجهود ليبتعد عن مثيرات الإدمان لديه ، فهو مأمن مادام بعيداً عن مثيرات الإدمان أياً كان إدمانه، فهو إن فعل ذلك أصبح آمناً على نفسه من العودة لبراثن هذا الوحش الكاسر ويستطيع أن يحيا كباقي البشر طبيعياً .