[ad_1]
03 يناير 2022 – 30 جمادى الأول 1443
07:18 PM
يعيشون بلا كهرباء ولا اتصالات.. وفي بيوت أشبه بشبوك الأغنام والكهوف
أمراض عقلية وجسدية وأجيال بلا تعليم وسكان معزولون.. شاهد معاناة “شامية الريث”
كان عبور الصخور والمرتفعات الترابية والجبلية هو السبيل الوحيد لوصولنا إلى “قرية الشامية” بجبال القهر بمحافظة الريث في جازان؛ للوقوف على معاناة ساكنيها المعزولين عن العالم!
محفوفون بالمخاطر
ويتم الوصول إليهم بشقّ الأنفس، وفي لحظات تقطع الأنفاس، وخطوات حذِرة على جبال صخرية، نسابق الوقت قبل أن يخيّم علينا الظلام؛ لكيلا نعود مع أهلها إلى معاناة القرون الماضية؛ في النوم على سفح جبل بجانب ضوء سراج قديم، أو نار حطبها هشيم.
منازل متهالكة من دون كهرباء
ويعيش الأهالي في بعض تلك المنازل من دون كهرباء، وإن صحّ وصف تلك المنازل فهي أشبه بشبوك الأغنام، والبيوت الطينية منها كالكهوف، وإذا أردت اصطحاب هاتفك فلن تستفيد إلا من كاميرته حتى توثق لحظات مغامرة الوصول المحفوفة بالمخاطر، أو نقل معاناة وصور وكأنها في زمن غابر، وستكون مقطوعًا عن الخدمة مؤقتًا حتى تغادرهم، أما وسيلة تواصل السكان فهي النداء والصراخ لبعضهم، أما وسيلة نقلهم لحاجياتهم فهي الحمير.
توارث المعاناة
يلتقون ويتمتمون بكلمات قد لا يفهمها سوى من يجيد لهجتهم، يسألون بعضهم عن الحال والأحوال، ويتناقلون الأخبار التي تهمّهم، الكبير فيهم يحدثك عن قسوة الحياة التي عاشوها وما زالوا، والشاب منهم يتحرّج في أنه لم يُكمل تعليمه، فهو قد أكمل التعليم الابتدائي في مدرسة قريته التي عبرها مرتجلاً بين تلك المنعطفات، بينما يحتاج إلى أن يسافر ويتغرب ليكمل تعليمه المتوسط والثانوي عوضًا عن الجامعي، أما صغيرهم فتراه يلعب بالتراب والحجر، فهي وسيلة ترفيههم الوحيدة.
أنهكته الأمراض
الطاعن في السن “يحيى الريثي” هو أحد ساكني تلك القرية، يعاني من أمراض مزمنة، منها مرض السكري والربو والشيخوخة، لا يصل إلى بيته إلا بـ”طلعة الروح”، وكأنما يتصعّد في السماء حتى وصوله إليه، فتجد بخاخات الربو متناثرة على جنبات الطريق المؤدي لمنزله الطيني المتهالك.
عاطلون ينتظرون الضمان
تعيش أسرة يحيى الريثي التي تكالبت عليها أشباح الحياة فقرًا في “قرية الشامية”، يأملون ببناء سكن لوالدهم وبقية أفراد عائلتهم، تستر حالهم، وتحفظ كرامتهم، لا دخل لهم سوى الضمان الاجتماعي لوالدهم الذي لا يتجاوز 1100 ريال، ولديه خمسة أبناء، كلهم عاطلون عن العمل، منهم اثنان متزوجان، أحدهما هو من مستفيدي الضمان؛ بسبب إعاقته، يسكنون بين الجبال والصخور، بعيدين عن الخدمات، فليس لديهم كهرباء ولا يوجد حتى مياه شرب صحية، فيشربون من المستنقعات في بطون الأودية الملوثة، والتي قد تصيبهم بالأمراض.
الهجرة إلى الخدمات
“مفزع الريثي” هو واحد ممن هاجروا من قريتهم؛ بحثًا عن خدمات أساسية كالصحة والتعليم، واستأجر من راتب تقاعده القليل ليستطيع أبناؤه وبناته التعلّم، وذاق الويل عندما أصيب بالأمراض، وتضاعفت حالته الصحية؛ بسبب صعوبة الطرق وبعده عن الخدمات، وأجريت له عدة عمليات.
صمٌّ بكمٌ!
وفي تلك القرية تعاني الأختان “كاذية” و”مشغلة” من تخلّف عقلي خِلْقي منذ الولادة، ولا تدركان الزمان ولا المكان ولا حتى الأشخاص، وتعيشان مع والدتهما التي تجاوز عمرها 100 عام.
إجراءات معقّدة
يقول وليهما سلمان الريثي: “إجراءات التأهيل الشامل معقّدة، وتحتاج إلى تقارير سنوية، على الرغم من أن التقارير هي نفسها كل عام، وإعاقتهما منذ الولادة، علمًا بأنه يضطر إلى اصطحابهما إلى مستشفى بيش سنويًّا، لمسافة تزيد على 60 كيلومتر، ونقلهما يشكل عليهما خطرًا ويزيد من معاناتهما خاصةً مع صعوبة الطرق”، وأما بالنسبة للطب المنزلي، فقد تعذّر وصوله إليهما، وامتنع مستشفى الريث عن ذلك، وهما بحاجة إلى سكن قريب من وليهما ومن الخدمات.
مناشدة عاجلة
القصص في تلك القرية لا تنتهي، ومعاناة أهلها لا توصف، يتجرعون ألم فقد الخدمات كل حين، يحملون مرضاهم على أكتافهم، ويدفنون موتاهم بجوار منازلهم، ومناشدتهم لأمير المنطقة ونائبه في إيجاد مساكن يسكنونها، وعيشة كريمة ينالونها، وكلهم أمل في ولاة أمرنا الذين جعلوا المواطن نُصْب أعينهم، ورفاهيته وخدمته من أولوياتهم.
[ad_2]
Source link