[ad_1]
في مدارس التعليم العام كان يخنقنا الضيق من طلبات تفعيل الأيام أو الأسابيع العالمية، ولاسيما في حصص التعبير التي كانت نصوصنا المكتوبة لأجلها نسخًا مكررة من بعضها، خاصة عند تفعيل أسبوعَي الشجرة والمرور؛ إذ لم يكن لدينا وعي كافٍ حول نشأة مثل تلك الأيام أو الأسابيع، والضرورة الواقفة خلف أهمية تفعيلها.
كَبُرنا، وأصبحنا أكثر اطلاعًا، واكتشفنا أيامًا عالمية ألطف وأقرب إلى النفس، كانت تقف كالمتفرج على صراعنا مع أيامنا الروتينية والرتيبة.
وفي الآونة الأخيرة، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتفعيل الوسوم التي من الممكن أن تظهر وسومًا هي الأعلى استخدامًا في أيام معينة، أو أوقات مختلفة، تزايد الاهتمام بتفعيل تلك المناسبات، والمشاركة فيها؛ لأسباب عدة، أبرزها سرعة الوصول، ولاسيما للمؤسسات الناشئة التي ترغب بسلك طرق أقصر للوصول إلى المستهلكين. ولا يمكن إغفال أهمية مثل تلك المناسبات، ولاسيما الدولية منها؛ لإبراز الجهود على مستوى القطاعين (الحكومي والخاص). فمهما توافرت الفرص هي ضائعة إن لم يحسن استغلالها.
يوافق هذا اليوم (20 يونيو) يوم الأب، الذي قد لا يحمل صيتًا في بلداننا العربية بسبب تعامل البعض معه كمناسبة دينية، لكن كل عامل، بمن فيهم الأب، بحاجة إلى من يتذكر جهوده، ويحفظ جميله، ويربت على كتفه، خاصة في زحمة الحياة، ومع رتابة المسؤوليات واستهلاكنا الأيام.. بعيدًا عن توسل المناسبات لاستهلاك الفرح، لكن الفرح صناعة لا يجيدها الجميع، ولا يحسن التعامل معها كثيرون، وقد ينظر للأمر باستخفاف؛ فهناك من يقول إن الأب ليس بحاجة ليوم للاعتراف بجميله أو بفضله أو لتقديم الشكر والعرفان على وقفاته؛ لأن الآباء يقدمون ما يقدمونه إما مضطرين لكونهم آباء؛ فالمجتمع ومكانتهم كآباء يفرضان عليهم هذا الأمر، وإما بمحض إرادتهم كتعبير عن حبهم لأبنائهم. وأيًّا كانت الأسباب التي تدفع الآباء لتقديم ما يقدمونه فهم أهل للشكر والوفاء، ولاسيما الصالحين والقدوات الحسنة منهم.
ومن الحمق أن تبقى الكلمات الجميلة لمن نحب عالقة في حلوقنا حتى نذوق خسارة فقدهم، ولا نجد فرصًا للتعبير.
تحية عظيمة لكل الآباء في هذا العالم، الأحياء منهم والأموات، تقدمها مَن فقدت والدها مراهقة، وتعيش ألم فقده كل لحظة.
[ad_2]
Source link