[ad_1]
لماذا نجح المديفر؟؟
لم يكن النجاح الذي حققه الإعلامي عبدالله المديفر وليد المصادفة، بل كان بسبب توفيق الله أولاً، ثم لأسباب عدة، أجد أنها كانت مفاتيح وركائز رئيسية للنجاح الإعلامي، سأحاول اختصارها في هذا المقال؛ لعل الأحبة من القادمين الجدد للمجال الإعلامي يستفيدون منها.
هناك المهارات الحوارية القبلية التي تتم (قبل بدء البرنامج)، وتركز على الاختيار المناسب للقضية أو الموضوع الذي يهم شرائح مختلفة من المجتمع، الذي يجعلهم حريصين على متابعة اللقاء، ثم اختيار الضيف المتميز الذي يستطيع أن يشبع الحوار بمعلومات وتفاصيل مختلفة، تثري اللقاء، وتجعل المشاهد يستمر في المتابعة، ولا يرفع (ريموت) التشغيل ليغيّر القناة.
الإعداد الجيد واختيار المحاور المناسبة والعناصر التي تتعلق بموضوع البرنامج، ثم البحث في تجربة الضيف وسيرته، وجمع مادة غنية عن كل ما كُتب أو وُثّق فيما يخص موضوع اللقاء.. كل هذا يجعل الحوار أكثر متعة وإثارة، ويجعل المتابع يعلم أن فريق الإعداد -بمن فيهم مقدم البرنامج- قد بذلوا جهدًا كافيًا، وعملوا واجبهم القبلي بشكل متميز؛ ليكون اللقاء مفيدًا ومثمرًا، ويعود بالفائدة على الجميع. وهذا ما شاهدناه في برامج المديفر الحوارية.
اختيار مكان التصوير المناسب بألوانه وديكوراته وتفاصيله البسيطة والمتنوعة يجعل المشاهد ينجذب للبرنامج.
كراسي اللقاء ونوعيتها ومساحتها تؤثر بشكل كبير على نجاح البرنامج. وأنا أعلم أن هناك من يختلف معي في هذه النقطة. كراسي البرنامج كلما كانت مريحة وملائمة لجسد الضيف استطاع أن يتحدث وينطلق بتلقائية، ويقدم كل ما لديه. بعض البرامج تُحضر كراسي كبيرة، تجعل هناك فاصلاً بين ظهر الضيف والكرسي الذي يجلس عليه، فإن عاد للوراء ظهر وكأنه منبت للخلف، ولا رغبة له في اللقاء، وإن بقي متقدمًا بعيدًا عن الكرسي شعر بالإرهاق؛ وهذا يؤثر في جودة ما يُقدَّم للمشاهدين.
تقسيم وقت البرنامج على المحاور بشكل مناسب؛ ليُعطَى كل موضوع حقه من النقاش والحوار. كلنا شاهدنا المديفر يسأل المشاهدين من خلال حساب البرنامج في تويتر عن المواضيع التي يودون أن تُطرح، والأسئلة التي تدور في أذهانهم؛ حتى يقدمها للضيف. وهذا مؤشر على حرص المديفر وفريق العمل في البرنامج على إشراك كل من له علاقة بالموضوع؛ ليبدي وجهة نظره، أو يطرح سؤالاً على الضيف الذي تمت استضافته من أجل المشاهدين؛ ولذلك وجب استشارتهم والاستفادة من آرائهم.
كان المديفر في طرحه حياديًّا، لا يبدي انتماءه أو تحيزه لفكرة ما، بل يطرح السؤال، ويعقب، ويداخل بالشكل الذي يجعل الضيف يسترسل ويتحدث بأريحية دون خشية المجادلة المزعجة التي نشاهدها أحيانًا في بعض البرامج الحوارية والقنوات التلفزيونية البعيدة عن المهنية والاحتراف.
لم أشاهد المديفر في أي حلقة يحاول أن يضع المفردات والعبارات في فم الضيف، بل كان يصغي باهتمام، يجعله يولد بعض الأسئلة من خلال جُمل وعبارات الضيف.
المديفر لديه القدرة على استنطاق الضيف، وهذه مهارة عالية، لا يمارسها إلا أصحاب المهارات المتقدمة في الاتصال الإنساني. للأسف، بعض المذيعين يعمل كببغاء، ويحصر اللقاء في ترديد أسئلة الإعداد كما هي، وتجده بعد أن يقرأ السؤال يسرح بتفكيره، وينسى الضيف، ولا يتجاوب معه بلغة جسد جاذبة، تحفز الضيف على المزيد من الحديث. وقد تكون ابتسامة المديفر الشهيرة التي تم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي مثالاً رائعًا للغة الجسد الجميلة التي تقول للضيف استمر؛ فأنا والمشاهد وفريق العمل نستمتع بك وبما تقول.
كان المديفر خلوقًا لطيفًا مع الضيوف؛ فلا يحرجهم أو يصر على إعادة السؤال الذي ظهر أن الضيف لا يرغب في الإجابة عنه. كان يقوم بدوره كمحاور وليس كمحقق؛ وهذا ما جعل الضيوف يوافقون على الظهور معه.
تجنُّب المديفر اللهجة العامية، وحرصه على العربية الفصحى المناسبة المفهومة، جعلا الجميع يستمتع بحوارات راقية خالية من المفردات الغامضة.
أرجو من الشباب الجدد في المجال الإعلامي الاستفادة من تجربة الأستاذ عبدالله المديفر، ومتابعة طريقته في الحوار وطرح الأسئلة.
النجاح يتطلب وجود الشغف والإصرار والعمل المستمر.
[ad_2]
Source link