[ad_1]
بين فقده «والده» بالرحيل عنه بالعام الخامس لعُمره، وتعلُّمٍ في «دار الأيتام» طفلاً يتيماً؛ لم يعتبرها مرحلة قاسية داخل مجتمع مديني الكل له أب وعائلة، فشعر بالأمن والائتمان، وغدت لديه قصة غرام لإنسان عاشق لمدينته.. ومع «أمٍّ» وضع صورتها في ذاكرته لتبقى قريباً من روحه؛ أودعته كل مراحل التعلُّم بداية من المرحلة التأسيسية بمدرسة العلوم الشرعية، و«كتاتيب» الشيخ حسن ساجدين والعريف مصطفى فقيه بالحرم النبوي.. وعند سِن التاسعة «الرابعة الابتدائية»؛ وضع هدفاً وخطَّاً وغاية لإكمال تعليمه لأرفع مرحلة.
لمَّا كانت «الابتدائية» في ذلك الزمن شهادة مُؤهِّلة؛ قاوم إغراءات «الوظائف»، وصولاً لحلم «التعلُّم» لمداه الأبعد.. ولمَّا أوقد خطوات «الإنتاج»؛ انطلقت رحلاته الصيفية بوظائف مؤقتة لالتقاط بضعة «قروش».. وعندما امتص صواعق الواقع وحصَالة الروح؛ تدثَّر بالجَلَد ورباطة الجأش، وتلحَّف بالجسارة وتقديس الوقت.
ومن حمل مشروعاً لتطوير ذاته، بخطوة بيضاء لعبت في الأفق، رمى حجر «الضنْك»، ظهرت شخصيته العملية والإدارية.. وفي جامعة القاهرة؛ درس «التجارة» منتظماً صباحاً تزامناً مع «القانون» منتسباً مساء.. وحين لم تذبل بذاكرته زهور الدراسات العليا؛ بقيت كفوهة بركان في عمق روحه.. وحين استدار إلى الأمام ومد يده لطلب العلم؛ مُنح «إجازة» ورحل لأمريكا على نفقته، ثم ألحقته البعثة بمكافأة «طالب» لا أجر «موظف».. وعند بحرٍ متلاطمٍ من الأفكار الغربيَّة؛ لم يقع في فخ «الشكّ الحضاري».
وعند تقاعد رجل أدمن العمل اليومي ستين عاماً؛ عاد لدعة أسرته وأبنائه الخمسة، وأحفاده وأسباطه.. وعندما غادر مناصبه الرفيعة؛ ترك جيلاً قيادياً يُدرك قيمة الوقت، فلم يتأخر عن «الدوام» الصباحي سوى دقائق في يوم «ربكة» مرورية.. ومن راحة للأعمال الخيرية؛ بات مكتبه ممتلئاً بالأوراق الإنسانية.
[ad_2]
Source link