سرعة التكيُّف الاجتماعي للأسرة السعودية من أبر

سرعة التكيُّف الاجتماعي للأسرة السعودية من أبر

[ad_1]

ضمن (ملتقى التكامل المعرفي).. أكاديمي سعودي يكشف عن أبرز ملامح (اجتماعية التعليم)

تسببت جائحة فيروس كورونا في انقطاع أكثر من 1.6 مليار طفل وشاب عن التعليم في 161 بلدًا، أي ما يقرب من 80 % من الطلاب الملتحقين بالمدارس على مستوى العالم. وقد ترتب على ذلك حدوث اضطرابات تعليمية واجتماعية غير مسبوقة.

وتعليقًا على ذلك يقول أ. د. صالح بن عبد العزيز النصار، الأستاذ في جامعة الملك سعود الأمين العام لإدارات التعليم في وزارة التعليم، إن هذه الجائحة “كشفت كيف أثبتت السعودية أن الحق في التعليم كما هو الحق في الصحة ليس شعارًا للترويج السياسي، وإنما التزام ومبدأ ديني ووطني وقيمي، يعكس اهتمام السعودية برعاياها والمقيمين على أرضها مهما كانت التكلفة”.

واستعرض د. النصار في حديثه لـ”سبق” أبرز الخيارات التعليمة المتاحة، وكيف أن الأسرة السعودية كانت من أهم مفاتيح الدعم، وصولاً إلى أهمية ما يعرف بتمهير التعليم والأدوار المنوطة بالتفاعل البشري المنتظم، وما هي اجتماعية التعليم التي جعلت ولي الأمر في قلب العملية التعليمية وصولاً إلى شرحه لأبرز المعالجات في هذا المجال، وخصوصا ما يتعلق بالشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية، وتأسيس منصة الأسرة المعرفية.

فإلى الحوار:

– بداية د. صالح، في حين اتفق العالم على التصدي للجائحة بقي الجانب التعليمي من أكبر التحديات.. كيف تقيّمون التجربة السعودية؟

= هذه الجائحة أكدت كيف أثبتت السعودية أن الحق في التعليم كما هو الحق في الصحة ليس شعارًا للترويج السياسي، وإنما التزام ومبدأ ديني ووطني وقيمي، يعكس اهتمام السعودية برعاياها والمقيمين على أرضها مهما كانت التكلفة. وتحقيقًا لمبدأ الحق في التعليم اتخذت وزارة التعليم بناء على توجيه القيادة الحكيمة شعارًا تعليميًّا وتربويًّا مكلفًا، لكنه مهم، هو (لا طفل يبقى بدون تعلم)؛ فعملت الوزارة بدعم وإشراف مباشر ودقيق من معالي الوزير على أن يحظى جميع الطلاب في جميع أنحاء السعودية بالتعلم عن بُعد مهما كانت ظروفهم الاجتماعية والجغرافية، وقدمت خيارات تعليمية عدة، مثل منصة مدرستي، وقنوات عين الفضائية، والدروس على اليوتيوب، وحتى الحضور للمدرسة لمن لم يتمكن من تحقيق أيٍّ من هذه الخيارات.

– ما أبرز الجوانب التي يمكن الإشارة لها في هذا السياق؟

= أثبتت الجائحة أن التعليم هو خط الدفاع الأول، والسلاح الأقوى للخروج من تبعاتها بسلام، وأن جهود وزارة التعليم لم يكن ليكتب لها النجاح لولا مستوى التعليم الذي وصلت له الأسرة في المملكة العربية السعودية. كما أثبتت الجائحة أن تمهير التعليم، أو التعليم المبني على المهارات، لا يقل أهمية عن التعليم المبني على المعرفة، وأنه بقدر ما يتعلم الطلاب من مهارات داخل المدرسة أو خارجها تحت إشراف المدرسة يكون النجاح في التغلب على مصاعب الحياة، بما في ذلك مصاعب العزلة الاجتماعية الطارئة، والتعليم أو العمل عن بُعد. أضف إلى ذلك أن الجائحة أثبتت أن المهارات التقنية ومهارات الاتصال والتواصل ومهارات التعليم عن بُعد من أهم المهارات التي يجب تنميتها، ليس للطلاب فحسب، بل لأولياء أمورهم أيضًا.

– يرى البعض، وربما أكثر، أن الحضور للمدرسة شيء لا يمكن استبداله مهما نجح التعليم عن بُعد.

= تعد المدارس محاضن اجتماعية، ومراكز للنشاط الاجتماعي والتفاعل البشري (المنتظم). عندما تُغلق المدارس يفتقر العديد من الأطفال والشباب إلى الاتصال الاجتماعي الضروري للتعلم والتطور.. لكن دعني أشرح قليلاً: التعليم عن بعد غيّر من هيكلة اجتماعية التعليم؛ ليكون التفاعل الاجتماعي التعليمي في محيط الأسرة بدلاً من محيط المدرسة، والتعاون بين أفراد الأسرة الواحدة من أهم أسباب النجاح والتفوق. ولك أن تتخيل كيف أن التعلم عن بُعد يمكن أن يسهم في غرس قيم وصفات اجتماعية لم يكن من السهل غرسها، مثل: الاعتماد على النفس، والصبر على التعلم، واحترام المعلم، والإنصات للمتحدث، واحترام الخصوصية، واحترام الوقت، والالتزام بالمواعيد.. إلخ.

– ما من شك أن التعليم عن بُعد يواجه تحديات في العالم كله.. مؤشراتنا الإيجابية هل هناك أسرار خلفها؟

= مع تأكيد جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في شتى المجالات إلا أن هناك مجالاً يجب أن يُذكر، ويستحق الإشادة العظيمة، هو رفع مستوى تعليم الأسرة السعودية في وقت قياسي. إن سرعة التكيف الاجتماعي للأسرة السعودية، وإيمانها بأهمية التعلم، جعلاها أكثر استجابة للتغيرات التعليمية الطارئة، وعززا من اجتماعية التعليم، حتى جعلت ولي الأمر في قلب العملية التعليمية؛ ليقوم بمهام قائد المدرسة والمشرف التربوي والمرشد التعليمي وهو في بيته.

– الجميع يعرف أن الشراكة بين المدرسة والأسرة شيء أساسي، وهو قائم قبل الجائحة.. في ظل الأخيرة كيف يمكن تعزيز هذه التشاركية المهمة؟

= هناك معالجات مهمة، لعلي أشير إلى أبرزها:

أولاً: الإيمان بأن الشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية تمثل مدخلاً وقائيًّا وعلاجيًّا وتطويريًّا في الوقت نفسه، وهذا يتطلب الإعداد المسبق لتحقيق أهداف التعلم مدى الحياة. أيضًا من المهم جدًّا دعم مفهوم الأسرة المعرفية (الأسرة واسعة الأفق التي تشارك المدرسة في تعليم الأبناء وتطوير قدراتهم)، واستثمار الإعلام والتطبيقات التقنية في تنمية قيم ومفاهيم ومهارات الأسر المعرفية.

ومن هذا المنطلق فإنني أدعو إلى المبادرة بتأسيس منصة الأسرة المعرفية؛ لتكون خير معين لوزارة التعليم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية بالشراكة مع الأسرة.

– ماذا عن الاستفادة من ثورة وسائل التواصل والتقنية؟

= يجب تسخير وسائل التواصل عن بُعد لتفعيل أدوار مجالس أولياء الأمور (بين الأسرة والمدرسة)، وجمعيات أولياء الأمور (بين أولياء أمور الطلاب)، وجمعيات التضامن الاجتماعي التعليمي (بين الجمعيات الخيرية والتنموية وبين المدارس وأولياء الأمور). وفي المقابل، يجب العمل على أنسنة المدرسة الإلكترونية قدر المستطاع (رفع مستوى أبوة المعلمين وأمومة المعلمات لملاحظة التغيرات الطارئة على الطلاب، ومعالجتها بالتعاون مع أولياء الأمور والمختصين). ويجب أن يعضد ذلك تفعيل أكبر لأدوار المرشدين الطلابيين؛ ليقوموا بعملهم في التواصل مع الطلاب عن بعد، وحل المشكلات التي تواجههم، وليكسبوا مهارات التعامل عن بُعد مع الطلاب المحتاجين للمساعدة.

– الأنشطة المدرسية الاجتماعية وغيرها كيف يمكن أن يكون لها دور أكبر؟

= من الممكن تحقيق ذلك بتأسيس وحدات جديدة في المدارس، تُعنى بالأنشطة الاجتماعية عن بُعد، والتضامن الاجتماعي، تحت اسم (وحدة التضامن الاجتماعي) أو (مجتمعنا الصغير)، يكون دورها تشجيع الترابط الاجتماعي عن بُعد، وتعزيز التواصل مع الأسر، وإقامة الأنشطة الاجتماعية عن بُعد. أيضًا تشجيع الأنشطة المدرسية الافتراضية التي تعزز التضامن الاجتماعي، مثل حلقات التواصل الاجتماعي، وجلسات الاستماع الجماعي للمشكلات والصعوبات التي يواجهها الطلاب، والأداءات الجماعية للفنون والأناشيد.. وغيرها.

وهناك جانب آخر، لا يقل أهمية، هو ضرورة توجيه الفنون بشكل أفضل لمساعدة الطلاب على اكتشاف الذات، ومعالجة العُقد والتراكمات النفسية والاجتماعية الناتجة من الحظر المنزلي، أو عدم السماح للذهاب للمدرسة، وتنمية المهارات الفردية والأدائية الخاصة (القراءات الحرة، الكتابات السردية، الفنون الجميلة، المهارات الرياضية… إلخ).

– مشاركتكم غدًا في (ملتقى التكامل المعرفي) ستكشف أكثر عن هذا الموضوع.. هل ستشمل جوانب أخرى؟

= هذا الملتقى سيكون مؤثرًا جدًّا لحجم أسماء المشاركين، وعناوين محاوره القوية. سأتحدث أيضًا عن أهمية تأسيس منصات إلكترونية متخصصة في التدريب على المهارات الفردية (منصة الفنون، منصة المهارات اللغوية، منصة المهارات الحياتية… إلخ)، وتدريب المعلمين المتميزين على إقامة دورات تدريبية (عن بُعد) لتدريب الطلاب على المهارات الفردية المختلفة. وكذلك ضرورة الاستعداد المبكر لعودة الطلاب للمدرسة الحضورية بإجراء الأبحاث والدراسات التي تقيس وترصد التغيرات الاجتماعية والنفسية، وحتى مهارات التعلم والتعليم عن بُعد، والعمل على وضع برامج تعويضية وعلاجية مناسبة.. إضافة لتكثيف الأنشطة التي تعلم المهارات الفردية والجماعية (القيمة المضافة)، وإقامة المنافسات المختلفة، حتى مع أنظمة التعلُّم والتعليم عن بُعد.

د. النصار لـ”سبق”: سرعة التكيُّف الاجتماعي للأسرة السعودية من أبرز أسباب نجاح عملية التعليم عن بُعد


سبق

تسببت جائحة فيروس كورونا في انقطاع أكثر من 1.6 مليار طفل وشاب عن التعليم في 161 بلدًا، أي ما يقرب من 80 % من الطلاب الملتحقين بالمدارس على مستوى العالم. وقد ترتب على ذلك حدوث اضطرابات تعليمية واجتماعية غير مسبوقة.

وتعليقًا على ذلك يقول أ. د. صالح بن عبد العزيز النصار، الأستاذ في جامعة الملك سعود الأمين العام لإدارات التعليم في وزارة التعليم، إن هذه الجائحة “كشفت كيف أثبتت السعودية أن الحق في التعليم كما هو الحق في الصحة ليس شعارًا للترويج السياسي، وإنما التزام ومبدأ ديني ووطني وقيمي، يعكس اهتمام السعودية برعاياها والمقيمين على أرضها مهما كانت التكلفة”.

واستعرض د. النصار في حديثه لـ”سبق” أبرز الخيارات التعليمة المتاحة، وكيف أن الأسرة السعودية كانت من أهم مفاتيح الدعم، وصولاً إلى أهمية ما يعرف بتمهير التعليم والأدوار المنوطة بالتفاعل البشري المنتظم، وما هي اجتماعية التعليم التي جعلت ولي الأمر في قلب العملية التعليمية وصولاً إلى شرحه لأبرز المعالجات في هذا المجال، وخصوصا ما يتعلق بالشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية، وتأسيس منصة الأسرة المعرفية.

فإلى الحوار:

– بداية د. صالح، في حين اتفق العالم على التصدي للجائحة بقي الجانب التعليمي من أكبر التحديات.. كيف تقيّمون التجربة السعودية؟

= هذه الجائحة أكدت كيف أثبتت السعودية أن الحق في التعليم كما هو الحق في الصحة ليس شعارًا للترويج السياسي، وإنما التزام ومبدأ ديني ووطني وقيمي، يعكس اهتمام السعودية برعاياها والمقيمين على أرضها مهما كانت التكلفة. وتحقيقًا لمبدأ الحق في التعليم اتخذت وزارة التعليم بناء على توجيه القيادة الحكيمة شعارًا تعليميًّا وتربويًّا مكلفًا، لكنه مهم، هو (لا طفل يبقى بدون تعلم)؛ فعملت الوزارة بدعم وإشراف مباشر ودقيق من معالي الوزير على أن يحظى جميع الطلاب في جميع أنحاء السعودية بالتعلم عن بُعد مهما كانت ظروفهم الاجتماعية والجغرافية، وقدمت خيارات تعليمية عدة، مثل منصة مدرستي، وقنوات عين الفضائية، والدروس على اليوتيوب، وحتى الحضور للمدرسة لمن لم يتمكن من تحقيق أيٍّ من هذه الخيارات.

– ما أبرز الجوانب التي يمكن الإشارة لها في هذا السياق؟

= أثبتت الجائحة أن التعليم هو خط الدفاع الأول، والسلاح الأقوى للخروج من تبعاتها بسلام، وأن جهود وزارة التعليم لم يكن ليكتب لها النجاح لولا مستوى التعليم الذي وصلت له الأسرة في المملكة العربية السعودية. كما أثبتت الجائحة أن تمهير التعليم، أو التعليم المبني على المهارات، لا يقل أهمية عن التعليم المبني على المعرفة، وأنه بقدر ما يتعلم الطلاب من مهارات داخل المدرسة أو خارجها تحت إشراف المدرسة يكون النجاح في التغلب على مصاعب الحياة، بما في ذلك مصاعب العزلة الاجتماعية الطارئة، والتعليم أو العمل عن بُعد. أضف إلى ذلك أن الجائحة أثبتت أن المهارات التقنية ومهارات الاتصال والتواصل ومهارات التعليم عن بُعد من أهم المهارات التي يجب تنميتها، ليس للطلاب فحسب، بل لأولياء أمورهم أيضًا.

– يرى البعض، وربما أكثر، أن الحضور للمدرسة شيء لا يمكن استبداله مهما نجح التعليم عن بُعد.

= تعد المدارس محاضن اجتماعية، ومراكز للنشاط الاجتماعي والتفاعل البشري (المنتظم). عندما تُغلق المدارس يفتقر العديد من الأطفال والشباب إلى الاتصال الاجتماعي الضروري للتعلم والتطور.. لكن دعني أشرح قليلاً: التعليم عن بعد غيّر من هيكلة اجتماعية التعليم؛ ليكون التفاعل الاجتماعي التعليمي في محيط الأسرة بدلاً من محيط المدرسة، والتعاون بين أفراد الأسرة الواحدة من أهم أسباب النجاح والتفوق. ولك أن تتخيل كيف أن التعلم عن بُعد يمكن أن يسهم في غرس قيم وصفات اجتماعية لم يكن من السهل غرسها، مثل: الاعتماد على النفس، والصبر على التعلم، واحترام المعلم، والإنصات للمتحدث، واحترام الخصوصية، واحترام الوقت، والالتزام بالمواعيد.. إلخ.

– ما من شك أن التعليم عن بُعد يواجه تحديات في العالم كله.. مؤشراتنا الإيجابية هل هناك أسرار خلفها؟

= مع تأكيد جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في شتى المجالات إلا أن هناك مجالاً يجب أن يُذكر، ويستحق الإشادة العظيمة، هو رفع مستوى تعليم الأسرة السعودية في وقت قياسي. إن سرعة التكيف الاجتماعي للأسرة السعودية، وإيمانها بأهمية التعلم، جعلاها أكثر استجابة للتغيرات التعليمية الطارئة، وعززا من اجتماعية التعليم، حتى جعلت ولي الأمر في قلب العملية التعليمية؛ ليقوم بمهام قائد المدرسة والمشرف التربوي والمرشد التعليمي وهو في بيته.

– الجميع يعرف أن الشراكة بين المدرسة والأسرة شيء أساسي، وهو قائم قبل الجائحة.. في ظل الأخيرة كيف يمكن تعزيز هذه التشاركية المهمة؟

= هناك معالجات مهمة، لعلي أشير إلى أبرزها:

أولاً: الإيمان بأن الشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية تمثل مدخلاً وقائيًّا وعلاجيًّا وتطويريًّا في الوقت نفسه، وهذا يتطلب الإعداد المسبق لتحقيق أهداف التعلم مدى الحياة. أيضًا من المهم جدًّا دعم مفهوم الأسرة المعرفية (الأسرة واسعة الأفق التي تشارك المدرسة في تعليم الأبناء وتطوير قدراتهم)، واستثمار الإعلام والتطبيقات التقنية في تنمية قيم ومفاهيم ومهارات الأسر المعرفية.

ومن هذا المنطلق فإنني أدعو إلى المبادرة بتأسيس منصة الأسرة المعرفية؛ لتكون خير معين لوزارة التعليم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية بالشراكة مع الأسرة.

– ماذا عن الاستفادة من ثورة وسائل التواصل والتقنية؟

= يجب تسخير وسائل التواصل عن بُعد لتفعيل أدوار مجالس أولياء الأمور (بين الأسرة والمدرسة)، وجمعيات أولياء الأمور (بين أولياء أمور الطلاب)، وجمعيات التضامن الاجتماعي التعليمي (بين الجمعيات الخيرية والتنموية وبين المدارس وأولياء الأمور). وفي المقابل، يجب العمل على أنسنة المدرسة الإلكترونية قدر المستطاع (رفع مستوى أبوة المعلمين وأمومة المعلمات لملاحظة التغيرات الطارئة على الطلاب، ومعالجتها بالتعاون مع أولياء الأمور والمختصين). ويجب أن يعضد ذلك تفعيل أكبر لأدوار المرشدين الطلابيين؛ ليقوموا بعملهم في التواصل مع الطلاب عن بعد، وحل المشكلات التي تواجههم، وليكسبوا مهارات التعامل عن بُعد مع الطلاب المحتاجين للمساعدة.

– الأنشطة المدرسية الاجتماعية وغيرها كيف يمكن أن يكون لها دور أكبر؟

= من الممكن تحقيق ذلك بتأسيس وحدات جديدة في المدارس، تُعنى بالأنشطة الاجتماعية عن بُعد، والتضامن الاجتماعي، تحت اسم (وحدة التضامن الاجتماعي) أو (مجتمعنا الصغير)، يكون دورها تشجيع الترابط الاجتماعي عن بُعد، وتعزيز التواصل مع الأسر، وإقامة الأنشطة الاجتماعية عن بُعد. أيضًا تشجيع الأنشطة المدرسية الافتراضية التي تعزز التضامن الاجتماعي، مثل حلقات التواصل الاجتماعي، وجلسات الاستماع الجماعي للمشكلات والصعوبات التي يواجهها الطلاب، والأداءات الجماعية للفنون والأناشيد.. وغيرها.

وهناك جانب آخر، لا يقل أهمية، هو ضرورة توجيه الفنون بشكل أفضل لمساعدة الطلاب على اكتشاف الذات، ومعالجة العُقد والتراكمات النفسية والاجتماعية الناتجة من الحظر المنزلي، أو عدم السماح للذهاب للمدرسة، وتنمية المهارات الفردية والأدائية الخاصة (القراءات الحرة، الكتابات السردية، الفنون الجميلة، المهارات الرياضية… إلخ).

– مشاركتكم غدًا في (ملتقى التكامل المعرفي) ستكشف أكثر عن هذا الموضوع.. هل ستشمل جوانب أخرى؟

= هذا الملتقى سيكون مؤثرًا جدًّا لحجم أسماء المشاركين، وعناوين محاوره القوية. سأتحدث أيضًا عن أهمية تأسيس منصات إلكترونية متخصصة في التدريب على المهارات الفردية (منصة الفنون، منصة المهارات اللغوية، منصة المهارات الحياتية… إلخ)، وتدريب المعلمين المتميزين على إقامة دورات تدريبية (عن بُعد) لتدريب الطلاب على المهارات الفردية المختلفة. وكذلك ضرورة الاستعداد المبكر لعودة الطلاب للمدرسة الحضورية بإجراء الأبحاث والدراسات التي تقيس وترصد التغيرات الاجتماعية والنفسية، وحتى مهارات التعلم والتعليم عن بُعد، والعمل على وضع برامج تعويضية وعلاجية مناسبة.. إضافة لتكثيف الأنشطة التي تعلم المهارات الفردية والجماعية (القيمة المضافة)، وإقامة المنافسات المختلفة، حتى مع أنظمة التعلُّم والتعليم عن بُعد.

01 نوفمبر 2020 – 15 ربيع الأول 1442

10:07 PM


ضمن (ملتقى التكامل المعرفي).. أكاديمي سعودي يكشف عن أبرز ملامح (اجتماعية التعليم)

تسببت جائحة فيروس كورونا في انقطاع أكثر من 1.6 مليار طفل وشاب عن التعليم في 161 بلدًا، أي ما يقرب من 80 % من الطلاب الملتحقين بالمدارس على مستوى العالم. وقد ترتب على ذلك حدوث اضطرابات تعليمية واجتماعية غير مسبوقة.

وتعليقًا على ذلك يقول أ. د. صالح بن عبد العزيز النصار، الأستاذ في جامعة الملك سعود الأمين العام لإدارات التعليم في وزارة التعليم، إن هذه الجائحة “كشفت كيف أثبتت السعودية أن الحق في التعليم كما هو الحق في الصحة ليس شعارًا للترويج السياسي، وإنما التزام ومبدأ ديني ووطني وقيمي، يعكس اهتمام السعودية برعاياها والمقيمين على أرضها مهما كانت التكلفة”.

واستعرض د. النصار في حديثه لـ”سبق” أبرز الخيارات التعليمة المتاحة، وكيف أن الأسرة السعودية كانت من أهم مفاتيح الدعم، وصولاً إلى أهمية ما يعرف بتمهير التعليم والأدوار المنوطة بالتفاعل البشري المنتظم، وما هي اجتماعية التعليم التي جعلت ولي الأمر في قلب العملية التعليمية وصولاً إلى شرحه لأبرز المعالجات في هذا المجال، وخصوصا ما يتعلق بالشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية، وتأسيس منصة الأسرة المعرفية.

فإلى الحوار:

– بداية د. صالح، في حين اتفق العالم على التصدي للجائحة بقي الجانب التعليمي من أكبر التحديات.. كيف تقيّمون التجربة السعودية؟

= هذه الجائحة أكدت كيف أثبتت السعودية أن الحق في التعليم كما هو الحق في الصحة ليس شعارًا للترويج السياسي، وإنما التزام ومبدأ ديني ووطني وقيمي، يعكس اهتمام السعودية برعاياها والمقيمين على أرضها مهما كانت التكلفة. وتحقيقًا لمبدأ الحق في التعليم اتخذت وزارة التعليم بناء على توجيه القيادة الحكيمة شعارًا تعليميًّا وتربويًّا مكلفًا، لكنه مهم، هو (لا طفل يبقى بدون تعلم)؛ فعملت الوزارة بدعم وإشراف مباشر ودقيق من معالي الوزير على أن يحظى جميع الطلاب في جميع أنحاء السعودية بالتعلم عن بُعد مهما كانت ظروفهم الاجتماعية والجغرافية، وقدمت خيارات تعليمية عدة، مثل منصة مدرستي، وقنوات عين الفضائية، والدروس على اليوتيوب، وحتى الحضور للمدرسة لمن لم يتمكن من تحقيق أيٍّ من هذه الخيارات.

– ما أبرز الجوانب التي يمكن الإشارة لها في هذا السياق؟

= أثبتت الجائحة أن التعليم هو خط الدفاع الأول، والسلاح الأقوى للخروج من تبعاتها بسلام، وأن جهود وزارة التعليم لم يكن ليكتب لها النجاح لولا مستوى التعليم الذي وصلت له الأسرة في المملكة العربية السعودية. كما أثبتت الجائحة أن تمهير التعليم، أو التعليم المبني على المهارات، لا يقل أهمية عن التعليم المبني على المعرفة، وأنه بقدر ما يتعلم الطلاب من مهارات داخل المدرسة أو خارجها تحت إشراف المدرسة يكون النجاح في التغلب على مصاعب الحياة، بما في ذلك مصاعب العزلة الاجتماعية الطارئة، والتعليم أو العمل عن بُعد. أضف إلى ذلك أن الجائحة أثبتت أن المهارات التقنية ومهارات الاتصال والتواصل ومهارات التعليم عن بُعد من أهم المهارات التي يجب تنميتها، ليس للطلاب فحسب، بل لأولياء أمورهم أيضًا.

– يرى البعض، وربما أكثر، أن الحضور للمدرسة شيء لا يمكن استبداله مهما نجح التعليم عن بُعد.

= تعد المدارس محاضن اجتماعية، ومراكز للنشاط الاجتماعي والتفاعل البشري (المنتظم). عندما تُغلق المدارس يفتقر العديد من الأطفال والشباب إلى الاتصال الاجتماعي الضروري للتعلم والتطور.. لكن دعني أشرح قليلاً: التعليم عن بعد غيّر من هيكلة اجتماعية التعليم؛ ليكون التفاعل الاجتماعي التعليمي في محيط الأسرة بدلاً من محيط المدرسة، والتعاون بين أفراد الأسرة الواحدة من أهم أسباب النجاح والتفوق. ولك أن تتخيل كيف أن التعلم عن بُعد يمكن أن يسهم في غرس قيم وصفات اجتماعية لم يكن من السهل غرسها، مثل: الاعتماد على النفس، والصبر على التعلم، واحترام المعلم، والإنصات للمتحدث، واحترام الخصوصية، واحترام الوقت، والالتزام بالمواعيد.. إلخ.

– ما من شك أن التعليم عن بُعد يواجه تحديات في العالم كله.. مؤشراتنا الإيجابية هل هناك أسرار خلفها؟

= مع تأكيد جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في شتى المجالات إلا أن هناك مجالاً يجب أن يُذكر، ويستحق الإشادة العظيمة، هو رفع مستوى تعليم الأسرة السعودية في وقت قياسي. إن سرعة التكيف الاجتماعي للأسرة السعودية، وإيمانها بأهمية التعلم، جعلاها أكثر استجابة للتغيرات التعليمية الطارئة، وعززا من اجتماعية التعليم، حتى جعلت ولي الأمر في قلب العملية التعليمية؛ ليقوم بمهام قائد المدرسة والمشرف التربوي والمرشد التعليمي وهو في بيته.

– الجميع يعرف أن الشراكة بين المدرسة والأسرة شيء أساسي، وهو قائم قبل الجائحة.. في ظل الأخيرة كيف يمكن تعزيز هذه التشاركية المهمة؟

= هناك معالجات مهمة، لعلي أشير إلى أبرزها:

أولاً: الإيمان بأن الشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية تمثل مدخلاً وقائيًّا وعلاجيًّا وتطويريًّا في الوقت نفسه، وهذا يتطلب الإعداد المسبق لتحقيق أهداف التعلم مدى الحياة. أيضًا من المهم جدًّا دعم مفهوم الأسرة المعرفية (الأسرة واسعة الأفق التي تشارك المدرسة في تعليم الأبناء وتطوير قدراتهم)، واستثمار الإعلام والتطبيقات التقنية في تنمية قيم ومفاهيم ومهارات الأسر المعرفية.

ومن هذا المنطلق فإنني أدعو إلى المبادرة بتأسيس منصة الأسرة المعرفية؛ لتكون خير معين لوزارة التعليم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية بالشراكة مع الأسرة.

– ماذا عن الاستفادة من ثورة وسائل التواصل والتقنية؟

= يجب تسخير وسائل التواصل عن بُعد لتفعيل أدوار مجالس أولياء الأمور (بين الأسرة والمدرسة)، وجمعيات أولياء الأمور (بين أولياء أمور الطلاب)، وجمعيات التضامن الاجتماعي التعليمي (بين الجمعيات الخيرية والتنموية وبين المدارس وأولياء الأمور). وفي المقابل، يجب العمل على أنسنة المدرسة الإلكترونية قدر المستطاع (رفع مستوى أبوة المعلمين وأمومة المعلمات لملاحظة التغيرات الطارئة على الطلاب، ومعالجتها بالتعاون مع أولياء الأمور والمختصين). ويجب أن يعضد ذلك تفعيل أكبر لأدوار المرشدين الطلابيين؛ ليقوموا بعملهم في التواصل مع الطلاب عن بعد، وحل المشكلات التي تواجههم، وليكسبوا مهارات التعامل عن بُعد مع الطلاب المحتاجين للمساعدة.

– الأنشطة المدرسية الاجتماعية وغيرها كيف يمكن أن يكون لها دور أكبر؟

= من الممكن تحقيق ذلك بتأسيس وحدات جديدة في المدارس، تُعنى بالأنشطة الاجتماعية عن بُعد، والتضامن الاجتماعي، تحت اسم (وحدة التضامن الاجتماعي) أو (مجتمعنا الصغير)، يكون دورها تشجيع الترابط الاجتماعي عن بُعد، وتعزيز التواصل مع الأسر، وإقامة الأنشطة الاجتماعية عن بُعد. أيضًا تشجيع الأنشطة المدرسية الافتراضية التي تعزز التضامن الاجتماعي، مثل حلقات التواصل الاجتماعي، وجلسات الاستماع الجماعي للمشكلات والصعوبات التي يواجهها الطلاب، والأداءات الجماعية للفنون والأناشيد.. وغيرها.

وهناك جانب آخر، لا يقل أهمية، هو ضرورة توجيه الفنون بشكل أفضل لمساعدة الطلاب على اكتشاف الذات، ومعالجة العُقد والتراكمات النفسية والاجتماعية الناتجة من الحظر المنزلي، أو عدم السماح للذهاب للمدرسة، وتنمية المهارات الفردية والأدائية الخاصة (القراءات الحرة، الكتابات السردية، الفنون الجميلة، المهارات الرياضية… إلخ).

– مشاركتكم غدًا في (ملتقى التكامل المعرفي) ستكشف أكثر عن هذا الموضوع.. هل ستشمل جوانب أخرى؟

= هذا الملتقى سيكون مؤثرًا جدًّا لحجم أسماء المشاركين، وعناوين محاوره القوية. سأتحدث أيضًا عن أهمية تأسيس منصات إلكترونية متخصصة في التدريب على المهارات الفردية (منصة الفنون، منصة المهارات اللغوية، منصة المهارات الحياتية… إلخ)، وتدريب المعلمين المتميزين على إقامة دورات تدريبية (عن بُعد) لتدريب الطلاب على المهارات الفردية المختلفة. وكذلك ضرورة الاستعداد المبكر لعودة الطلاب للمدرسة الحضورية بإجراء الأبحاث والدراسات التي تقيس وترصد التغيرات الاجتماعية والنفسية، وحتى مهارات التعلم والتعليم عن بُعد، والعمل على وضع برامج تعويضية وعلاجية مناسبة.. إضافة لتكثيف الأنشطة التي تعلم المهارات الفردية والجماعية (القيمة المضافة)، وإقامة المنافسات المختلفة، حتى مع أنظمة التعلُّم والتعليم عن بُعد.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply