في المرمى

في المرمى

[ad_1]

الكل يترقب هذه الصفارة؛ فالأعين على الشاشة، والأيدي على القلوب؛ فالمباراة ينتظرها الملايين، والتحليلات والتوقعات منذ أيام؛ لأنها مباراة الموسم. فتخيلوا معي أننا نجري تغييرًا بسيطًا في وضعية المباراة، وهو أن الفريقين سوف يلعبان بدون أن يكون هناك أبواب للمرمى. الآن نبدأ اللعبة، واسرح بخيالك معي بهذه الوضعية الجديدة. نزل الفريقان وهما مقتنعان بهذا التغيير الجديد. ومن الدقيقة الأولى والرغبة في الفوز وتحقيق المراد واضحة من الفريقين. استلم الكرة لاعب الوسط، وعينه على مهاجم الفريق لاقتناص الهدف الأول؛ ليتحقق المراد، وهو الظفر بالنتيجة. لكن لاعبي الوسط ما زالوا يتبادلون الكرة حتى يجدوا الثغرة المناسبة في الفريق الخصم. ومن خطأ بسيط استغل الفريق الآخر قطع الكرة، وانطلقوا في هجمة مرتدة خطيرة في ظل تقدم خط الدفاع عن (خط الـ18). وقف المتابعون مع هذه الهجمة وهم يهتفون ويدعون “يا رب”، بين دعوة للتسجيل، وأخرى لضياعها.

وصلت الكرة للمهاجم، وبينه وبين الحارس أمتار. وفي استغراب من الجميع توقف المهاجم ثواني ينظر باتجاه حارس الخصم. والكل يهتف باللغة الدارجة “شوت”، لكنه أعاد الكرة لزملائه في خط المنتصف ولم يسددها.

فرح المدافعون بإعادة الكرة وعدم التقدم أكثر. استمر التداول للكرة بين الفريقين. غضب مدرب أحد الفريقين من لاعبيه، وطالبهم بالتقدم أكثر؛ فالوقت يمضي وهم على الوضعية نفسها بدون أي جديد.

صمت الجمهور عن التشجيع في ظل استمرار هذا الوضع. فقط تداوُل للكرة بلا فائدة.

خطف أحد المهاجمين الكرة من خط الوسط، وانطلق في هجوم مباغت؛ فهدفه الفوز في هذه المباراة المرتقبة. استطاع التلاعب بلاعبي الخصم بمهاراته المعتادة حتى وصل للحارس، واستطاع أيضًا تخطيه، لكن للأسف توقف المهاجم عن التسجيل.

المشكلة تستمر، والوضع الجديد لهذه المباراة جعل الفريقين لا يستطيعان التسجيل.

غضب المتابعون من هذا الملل لهذه المباراة التي ترقبوها منذ وقت. ففرصة الفوز قد لا تتكرر، لكن هذا الوضع لا يحتمل.. لكن أكثر السعداء هم حارسا المرمى؛ فقد انتهت مهمتهما في هذه المباراة؛ فالتركيز والانتباه للكرة غير مُجدٍ؛ فقد قاما بالجلوس في أرضية الملعب؛ لأنه لا يوجد مرمى يحميانه.

استمر اللعب على هذه الحال: تداوُل للكرة بلا فائدة ولا متعة ولا منافسة.. حتى بدأ الملل يدب في أغلب اللاعبين. ركل للكرة، وجري في أرجاء الملعب بلا جدوى؛ ليصل اللاعبون في لحظة وهي سماع أنفاسهم بدلاً من صوت التشجيع.

انتصف الوقت والمباراة سلبية للفريقين، حتى قرر قلة من اللاعبين الاستمرار في استعراض مهاراتهم فقط دون أي فائدة من جوهر المباراة، وهو الفوز وتحقيق الهدف.

جلوس من الكثير، وتداول للكرة للقلة، حتى أعلن الحكم نهاية هذه المباراة الغريبة بدون أي نتيجة.

قال أحد اللاعبين لزميله عند خروجه من الملعب وهو في أشد إرهاقه: حتى لو استمررنا في اللعب فلن نستفيد؛ فمباراة بدون أبواب لتحقيق أهدافنا لا تجد نفعًا.

همست له: فرصة الإنجاز قد لا تتكرر. فإذا لم تسجل في المرمى، ولم تحقق هدفك، فأنت تسير وتركض بلا جدوى، حتى تأتي اللحظة التي تقف فيها ولا تتحرك.

في المرمى


سبق

الكل يترقب هذه الصفارة؛ فالأعين على الشاشة، والأيدي على القلوب؛ فالمباراة ينتظرها الملايين، والتحليلات والتوقعات منذ أيام؛ لأنها مباراة الموسم. فتخيلوا معي أننا نجري تغييرًا بسيطًا في وضعية المباراة، وهو أن الفريقين سوف يلعبان بدون أن يكون هناك أبواب للمرمى. الآن نبدأ اللعبة، واسرح بخيالك معي بهذه الوضعية الجديدة. نزل الفريقان وهما مقتنعان بهذا التغيير الجديد. ومن الدقيقة الأولى والرغبة في الفوز وتحقيق المراد واضحة من الفريقين. استلم الكرة لاعب الوسط، وعينه على مهاجم الفريق لاقتناص الهدف الأول؛ ليتحقق المراد، وهو الظفر بالنتيجة. لكن لاعبي الوسط ما زالوا يتبادلون الكرة حتى يجدوا الثغرة المناسبة في الفريق الخصم. ومن خطأ بسيط استغل الفريق الآخر قطع الكرة، وانطلقوا في هجمة مرتدة خطيرة في ظل تقدم خط الدفاع عن (خط الـ18). وقف المتابعون مع هذه الهجمة وهم يهتفون ويدعون “يا رب”، بين دعوة للتسجيل، وأخرى لضياعها.

وصلت الكرة للمهاجم، وبينه وبين الحارس أمتار. وفي استغراب من الجميع توقف المهاجم ثواني ينظر باتجاه حارس الخصم. والكل يهتف باللغة الدارجة “شوت”، لكنه أعاد الكرة لزملائه في خط المنتصف ولم يسددها.

فرح المدافعون بإعادة الكرة وعدم التقدم أكثر. استمر التداول للكرة بين الفريقين. غضب مدرب أحد الفريقين من لاعبيه، وطالبهم بالتقدم أكثر؛ فالوقت يمضي وهم على الوضعية نفسها بدون أي جديد.

صمت الجمهور عن التشجيع في ظل استمرار هذا الوضع. فقط تداوُل للكرة بلا فائدة.

خطف أحد المهاجمين الكرة من خط الوسط، وانطلق في هجوم مباغت؛ فهدفه الفوز في هذه المباراة المرتقبة. استطاع التلاعب بلاعبي الخصم بمهاراته المعتادة حتى وصل للحارس، واستطاع أيضًا تخطيه، لكن للأسف توقف المهاجم عن التسجيل.

المشكلة تستمر، والوضع الجديد لهذه المباراة جعل الفريقين لا يستطيعان التسجيل.

غضب المتابعون من هذا الملل لهذه المباراة التي ترقبوها منذ وقت. ففرصة الفوز قد لا تتكرر، لكن هذا الوضع لا يحتمل.. لكن أكثر السعداء هم حارسا المرمى؛ فقد انتهت مهمتهما في هذه المباراة؛ فالتركيز والانتباه للكرة غير مُجدٍ؛ فقد قاما بالجلوس في أرضية الملعب؛ لأنه لا يوجد مرمى يحميانه.

استمر اللعب على هذه الحال: تداوُل للكرة بلا فائدة ولا متعة ولا منافسة.. حتى بدأ الملل يدب في أغلب اللاعبين. ركل للكرة، وجري في أرجاء الملعب بلا جدوى؛ ليصل اللاعبون في لحظة وهي سماع أنفاسهم بدلاً من صوت التشجيع.

انتصف الوقت والمباراة سلبية للفريقين، حتى قرر قلة من اللاعبين الاستمرار في استعراض مهاراتهم فقط دون أي فائدة من جوهر المباراة، وهو الفوز وتحقيق الهدف.

جلوس من الكثير، وتداول للكرة للقلة، حتى أعلن الحكم نهاية هذه المباراة الغريبة بدون أي نتيجة.

قال أحد اللاعبين لزميله عند خروجه من الملعب وهو في أشد إرهاقه: حتى لو استمررنا في اللعب فلن نستفيد؛ فمباراة بدون أبواب لتحقيق أهدافنا لا تجد نفعًا.

همست له: فرصة الإنجاز قد لا تتكرر. فإذا لم تسجل في المرمى، ولم تحقق هدفك، فأنت تسير وتركض بلا جدوى، حتى تأتي اللحظة التي تقف فيها ولا تتحرك.

23 فبراير 2021 – 11 رجب 1442

11:56 PM


في المرمى

بدر الغامديجدة

الكل يترقب هذه الصفارة؛ فالأعين على الشاشة، والأيدي على القلوب؛ فالمباراة ينتظرها الملايين، والتحليلات والتوقعات منذ أيام؛ لأنها مباراة الموسم. فتخيلوا معي أننا نجري تغييرًا بسيطًا في وضعية المباراة، وهو أن الفريقين سوف يلعبان بدون أن يكون هناك أبواب للمرمى. الآن نبدأ اللعبة، واسرح بخيالك معي بهذه الوضعية الجديدة. نزل الفريقان وهما مقتنعان بهذا التغيير الجديد. ومن الدقيقة الأولى والرغبة في الفوز وتحقيق المراد واضحة من الفريقين. استلم الكرة لاعب الوسط، وعينه على مهاجم الفريق لاقتناص الهدف الأول؛ ليتحقق المراد، وهو الظفر بالنتيجة. لكن لاعبي الوسط ما زالوا يتبادلون الكرة حتى يجدوا الثغرة المناسبة في الفريق الخصم. ومن خطأ بسيط استغل الفريق الآخر قطع الكرة، وانطلقوا في هجمة مرتدة خطيرة في ظل تقدم خط الدفاع عن (خط الـ18). وقف المتابعون مع هذه الهجمة وهم يهتفون ويدعون “يا رب”، بين دعوة للتسجيل، وأخرى لضياعها.

وصلت الكرة للمهاجم، وبينه وبين الحارس أمتار. وفي استغراب من الجميع توقف المهاجم ثواني ينظر باتجاه حارس الخصم. والكل يهتف باللغة الدارجة “شوت”، لكنه أعاد الكرة لزملائه في خط المنتصف ولم يسددها.

فرح المدافعون بإعادة الكرة وعدم التقدم أكثر. استمر التداول للكرة بين الفريقين. غضب مدرب أحد الفريقين من لاعبيه، وطالبهم بالتقدم أكثر؛ فالوقت يمضي وهم على الوضعية نفسها بدون أي جديد.

صمت الجمهور عن التشجيع في ظل استمرار هذا الوضع. فقط تداوُل للكرة بلا فائدة.

خطف أحد المهاجمين الكرة من خط الوسط، وانطلق في هجوم مباغت؛ فهدفه الفوز في هذه المباراة المرتقبة. استطاع التلاعب بلاعبي الخصم بمهاراته المعتادة حتى وصل للحارس، واستطاع أيضًا تخطيه، لكن للأسف توقف المهاجم عن التسجيل.

المشكلة تستمر، والوضع الجديد لهذه المباراة جعل الفريقين لا يستطيعان التسجيل.

غضب المتابعون من هذا الملل لهذه المباراة التي ترقبوها منذ وقت. ففرصة الفوز قد لا تتكرر، لكن هذا الوضع لا يحتمل.. لكن أكثر السعداء هم حارسا المرمى؛ فقد انتهت مهمتهما في هذه المباراة؛ فالتركيز والانتباه للكرة غير مُجدٍ؛ فقد قاما بالجلوس في أرضية الملعب؛ لأنه لا يوجد مرمى يحميانه.

استمر اللعب على هذه الحال: تداوُل للكرة بلا فائدة ولا متعة ولا منافسة.. حتى بدأ الملل يدب في أغلب اللاعبين. ركل للكرة، وجري في أرجاء الملعب بلا جدوى؛ ليصل اللاعبون في لحظة وهي سماع أنفاسهم بدلاً من صوت التشجيع.

انتصف الوقت والمباراة سلبية للفريقين، حتى قرر قلة من اللاعبين الاستمرار في استعراض مهاراتهم فقط دون أي فائدة من جوهر المباراة، وهو الفوز وتحقيق الهدف.

جلوس من الكثير، وتداول للكرة للقلة، حتى أعلن الحكم نهاية هذه المباراة الغريبة بدون أي نتيجة.

قال أحد اللاعبين لزميله عند خروجه من الملعب وهو في أشد إرهاقه: حتى لو استمررنا في اللعب فلن نستفيد؛ فمباراة بدون أبواب لتحقيق أهدافنا لا تجد نفعًا.

همست له: فرصة الإنجاز قد لا تتكرر. فإذا لم تسجل في المرمى، ولم تحقق هدفك، فأنت تسير وتركض بلا جدوى، حتى تأتي اللحظة التي تقف فيها ولا تتحرك.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply