[ad_1]
مهاجم يونايتد السابق يؤكد أن اعتذار المدرب الاسكوتلندي عن عدم إشراكه يعكس قوة شخصيته
رغم أن اللاعب البلغاري السابق ديميتار برباتوف كان يتحدث عن أكثر الأيام المحبطة في مسيرته الكروية، فإنه كان يتحدث بهدوء وبحالة مزاجية تتسم بالتصالح مع النفس. ففي مايو (أيار) 2011 أخبره المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، بأنه لن يكون في التشكيلة الأساسية للشياطين الحمر في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام برشلونة. والأسوأ من ذلك أن برباتوف قد خرج من قائمة المباراة بالكامل.
وبالنسبة لبرباتوف، كان هذا القرار بمثابة ضربة قوية للغاية لم يتعاف من تبعاتها على الإطلاق. وبعد عام واحد، رحل المهاجم البلغاري إلى فولهام. ومع ذلك، عندما بدأ برباتوف كتابة سيرته الذاتية، والتي تصدر باللغة الإنجليزية هذا الشهر بعنوان «طريقي»، اتصل بالسير أليكس فيرغسون وسأله عما إذا كان من الممكن أن يكتب بنفسه مقدمة هذا الكتاب. ووافق فيرغسون على الفور ومن دون تردد. ليس هذا فحسب، فقد اعتذر المدير الفني الاسكوتلندي عن استبعاد برباتوف من المباراة النهائية، واعترف بأنه أخطأ في هذا القرار.
يقول برباتوف خلال المقابلة التي أجريت معه عبر الهاتف: «عندما رأيت ما كتبه لأول مرة، شعرت ببعض المشاعر المختلطة للغاية. في البداية، أود أن أؤكد على أن اعتذار السير أليكس فيرغسون يعكس قوة شخصيته. إن كلماته جعلتني أشعر بأنني على ما يرام. ومع ذلك، لن أقول إنني فوجئت بهذه الكلمات، لأنني كنت أشعر دائما بأنني أستحق مكانا في تشكيلة الفريق لتلك المباراة بالتحديد. لكن ما حدث أصبح الآن جزءا من الماضي، ولا يمكننا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء… لكن القرار في بدايته أحدث جرحا كبيرا».
لم يكن برباتوف يعاني مطلقا من فقدان الثقة في نفسه، لكنه ربما يكون محقا في رؤيته بأنه كان يستحق مكانا في قائمة المباراة، خاصة بعدما خسر مانشستر يونايتد اللقاء، الذي أقيم على ملعب ويمبلي، بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد، وهي المباراة التي شهدت أيضا جلوس النجم الإنجليزي مايكل أوين على مقاعد البدلاء من دون أن يشارك في اللقاء. وعندما رحل برباتوف عن مانشستر يونايتد في عام 2012 قال إنه لم يودع فيرغسون، لكن مر وقت طويل على هذا الأمر، ويعرف برباتوف، الذي يسعى للعمل في مجال التدريب، أنه قد يضطر يوما ما إلى إحباط بعض اللاعبين باستبعادهم من بعض المباريات. يقول برباتوف: «أعلم أنه إذا أصبحت في يوم من الأيام المدير الفني وفريقي يلعب المباراة النهائية في الكأس، فسيتعين علي أن أفعل نفس الشيء، ليس فقط مع لاعب واحد، بل ربما مع عدد من اللاعبين. والآن، أحاول أن أنظر إلى هذه الأشياء من وجهة نظر المدير الفني».
وبسؤاله عما إذا كان هذا يعني أنه سامح فيرغسون، رد برباتوف قائلا: «علاقتنا جيدة، وليس هناك أي شيء أسامحه عليه، فأنا لم أكن له أي مشاعر سيئة على الإطلاق، لكن كل ما في الأمر أنني شعرت بخيبة أمل من قرار استبعادي من المباراة. في البداية، كنت أتصرف باندفاع وكنت مستاء حقا، لكن بمرور الوقت أدركت سبب اتخاذه لهذا القرار». ويضيف «ورغم كل ذلك، لو عاد بي الزمان وكان بإمكاني أن أختار مباراة واحدة ألعبها مرة أخرى، فسوف أختار تلك المباراة أمام برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2011 في ذلك الموسم، كنت الهداف الأول لمانشستر يونايتد، وأنهيت الموسم كهداف للدوري الإنجليزي الممتاز أيضا. كنت أقدم مستويات جيدة للغاية، وكان لدي شعور بأنني قادر على التسجيل في كل مرة أسدد فيها الكرة. وأعتقد أنه كان بإمكاني مساعدة الفريق في تلك المباراة».
وترك برباتوف بصمة لا تمحى على الكرة الإنجليزية بعد وصوله عام 2006 قادما من باير ليفركوزن الألماني، حيث سجل أكثر من 100 هدف لتوتنهام ومانشستر يونايتد وفولهام. إنه أحد أهم المهاجمين الذين لعبوا في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن كان هناك دائما علامات استفهام حول المجهود الذي يبذله داخل الملعب. ويأخذنا هذا الأمر لطرح السؤال التالي: هل فهمت كرة القدم الإنجليزية الطريقة التي يلعب بها برباتوف؟ يقول النجم البلغاري: «بعض الناس فهموا طريقة لعبي، وبعضهم لم يفهموها. بدأ البعض في فهم ذلك وتقدير الدور الذي كنت أقوم به عندما رحلت، لكنني لست منزعجا من ذلك. كنت ألعب دائما بطريقتي المعتادة، وهذا هو الأهم بالنسبة لي. لقد لعبت بطريقتي الخاصة في كل ناد من الأندية التي لعبت لها. وكلاعب، كنت محظوظا للغاية بوجود مديرين فنيين يسمحون لي بالتعبير عن نفسي على أرض الملعب، ولم يطلب مني أي مدير فني أن أغير طريقة لعبي».
ثم يبتسم برباتوف ويقول: «أنا لست جيدا في الحسابات، لكن في نهاية المطاف أعتقد أن الأهداف الجميلة التي سجلتها أكثر بكثير من الأهداف غير الجميلة». ويلقي الكتاب، الذي كتبه برباتوف بالتعاون مع الصحافي البلغاري نايدن تودوروف، وديميترينا هودجيفا، مديرة مؤسسة برباتوف، الضوء بالتفصيل على نشأة برباتوف في بلدة بلاغوفغراد جنوب غربي بلغاريا، وكيف كان يلعب كرة السلة في الكثير من الأحيان، وليس كرة القدم. يقول برباتوف عن ذلك: «كنت أرمي كرة السلة في الهواء وكنت أحاول السيطرة عليها بقدمي. كنت أفعل ذلك آلاف المرات. في الوقت الحاضر، يمتلك جيل الشباب ما يكفي من كرات القدم للتدرب عليها، لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن تكون عاشقا للعبة كرة القدم وأن يكون لديك الطموح والشغف للقيام بذلك مرارا وتكرارا. في بعض الأحيان تكون الأشياء البسيطة هي الأكثر فاعلية».
وفي بعض الأحيان، كان يتعين على برباتوف وشقيقه، آسين، أن يلعبا بكرة مصنوعة من مواد غريبة. كانت تلك الأيام الأخيرة قبل سقوط النظام الشيوعي في بلغاريا في خريف عام 1989، وكانت الحياة صعبة للغاية بالنسبة لمعظم العائلات. وكان والد برباتوف، إيفان، لاعب كرة قدم على المستوى الاحترافي، ثم عمل بعد ذلك في مصنع للتبغ. وكانت والدته، مارغريتا، تعمل كممرضة. ويجب الإشارة إلى أن برباتوف أكثر صرامة مما قد يعتقد البعض، وخير مثال على ذلك ما حدث عندما دخل في خلاف مع بيرتي فوغتس في باير ليفركوزن الألماني، بعد وصوله من سسكا صوفيا في عام 2001 لقد وعده فوغتس بأن يدفع به في التشكيلة الأساسية للفريق، لكنه لم يفعل ذلك. يتذكر برباتوف ما حدث آنذاك قائلا: «كنت صغيرا، وكنت أظن أنني أعرف كل شيء في الحياة، وكان لدي طموح هائل لإثبات نفسي. لذلك عندما لم أحصل على هذه الفرصة، شعرت بضيق شديد ولم أكن أحاول إخفاءه. لقد قلت لنفسي: سوف أثبت أن هذا الرجل مخطئ».
وبالفعل، فعل برباتوف ما أراد، حيث لم يستمر فوغتس في النادي سوى موسم واحد، في حين لعب برباتوف مع الفريق 5 مواسم سجل خلالها 69 هدفا في 154 مباراة بالدوري الألماني الممتاز. وفي عام 2006 انتقل النجم البلغاري إلى توتنهام، بعدما تلقى عرضا متأخرا من مانشستر يونايتد. وبسؤاله عما إذا كان قد شعر بالندم على عدم انتقاله إلى «أولد ترافورد» قبل عامين من انتقاله إلى هناك في نهاية المطاف، قال برباتوف من دون تردد: «لا. بحلول ذلك الوقت، كنت قد وافقت بالفعل على الانتقال إلى توتنهام، وقضيت عامين رائعين هناك. لقد قابلت مارتن يول، وهو شخصية رائعة، وكونت شراكة هجومية قوية للغاية مع روبي كين. وكنت جزءا من آخر فريق لتوتنهام يفوز بأي لقب حتى يومنا هذا (كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لعام 2008)».
ومع مانشستر يونايتد، فاز برباتوف بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين، وكأس العالم للأندية مرة، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة مرة أخرى. وبينما يستعد برباتوف للبدء في مسيرته كمدير فني، ما هي النصيحة التي يجب أن يقدمها إلى ديميتار برباتوف عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات؟ يرد النجم البلغاري قائلا: «ألا أغير أي شيء، وأن أفعل ما فعلته بالضبط. ربما النصيحة الوحيدة التي أسديها له أنه كان يتعين عليه أن يتحدث بشكل أكثر عندما ينتقل إلى أي ناد جديد وعندما يقابل أشخاصا جددا، وأن يتخلص من هذا الخجل. فأنا نادرا ما أسمح لأي شخص بالدخول إلى دائرتي الداخلية».
[ad_2]
Source link