[ad_1]
أثرت تداعيات جائحة كورونا على جميع القطاعات في كل أنحاء العالم بشكل سلبي، إلا أنها أظهرت بشكل قاطع أهمية وجود حلول تقنية متقدمة للشركات تساهم في تجاوز الأزمة وتقدم تجربة سفر آمنة للمسافرين. مع إعلان تطبيق منع التجول وإغلاق الحدود والطيران لمنع انتشار كورونا كان الحل الأمثل هو إحلال التقنية والاعتماد بشكل كلي على العالم الافتراضي سواء في إدارة الأعمال والتعليم والتسوق أو حتى الترفيه.
يعد قطاع الطيران أحد أكثر القطاعات تأثراً بجائحة كورونا وذلك نظراً للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول وإيقاف السفر لاحتواء جائحة كورونا ؛ حيث شهدت حركة السفر العالمية انخفاضاً بنسبة 80% في إبريل 2020. ووفقاً للتقارير الصادرة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي ( آياتا ) فقد قدر حجم الخسائر في قطاع الطيران عالمياً بحوالى 84 مليار دولار أمريكي خلال عام 2020.
نتيجة لذلك توجهت كثير من المطارات وشركات الطيران للحلول التقنية، بحيث يتم توفير تجربة سفر آمنة من خلال التقليل قدر الإمكان من التعامل اليدوي خلال السفر وتعزيز تجربة المسافر عبر القنوات الإلكترونية. في لقاء مع الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو جون هولاندكاي ذكر أن «التحدي الحقيقي في الوقت الراهن لا يكمن في عدد المسافرين الممكن نقلهم على متن الطائرة، بل يتعلق بعدد المسافرين الذين يمكنهم السفر بشكل آمن.. حيث إنه من الصعب تطبيق التباعد الاجتماعي في أماكن مكتظة كالمطارات».
لو افترضنا تفشي كورونا في زمن ما قبل التقنية فما الإجراءات الاحترازية التي يمكن تطبيقها دون اللجوء إلى إيقاف الأعمال والسفر؟ ما الخيارات المتاحة للتقليل من آثار الجائحة؟ بكل تأكيد لن يكون من ضمنها البديل المتاح اليوم وهو (التقنية). على عكس الأزمة الحالية التي أظهرت أهمية دور التقنية في إعادة ثقة المسافرين في السفر من جديد عبر توفير رحلات آمنة تعتمد على التقنية في إنهاء إجراءات السفر.. قبل أو أثناء الرحلة.
السفر عبارة عن رحلة تبدأ بالتخطيط والحجز، يمر بعدها المسافر في المطار بمراحل عدة تتمثل في إصدار بطاقات صعود وشحن الأمتعة عبر كاونترات السفر في المطارات، ثم المرور بالجوازات ونقاط التفتيش.. ومن ثم السفر على متن الطائرة إلى وجهة الوصول وإعادة الكرة من جديد هناك.. خلال هذه المراحل إمكانية تعرض المسافر للعدوى أمر ممكن الحدوث. لذلك فإن توفير رحلة آمنة، عبر تقليل نقاط إجراءات السفر (المتعددة) عبر المطار والاستعاضة عنها بالحلول التقنية، عامل رئيسي في إعادة الثقة في السفر عبر خلق رحلة آمنة.
مرحلة ما قبل السفر
اختبار ولقاح كورونا في الفترة القادمة سيكون أحد أهم متطلبات السفر، وهنا تظهر أهمية دور التقنية من خلال الاستفادة من البيانات المشتركة مع الجهات الصحية عن نتائج اختبار كورونا وحالة تلقي المسافرين للقاح وإصدار «جواز صحي إلكتروني» بناءً عليه قبيل السفر، الأمر الذي من شأنه التخفيف من قيود السفر وإعادة فتح الأجواء بشكل طبيعي.. الوطن كان في مصاف الدول الأولى لتسخير التقنية حيث أطلقت وزارة الصحة مؤخراً بالتعاون مع «سدايا» الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «الجواز الصحي» والذي يظهر حالة تلقي الشخص للقاح؛ إنجاز هام وخطوة محورية نحو إعادة فتح السفر والسياحة من جديد.
أثناء السفر عبر المطار وعلى متن الطائرة
في دراسة حديثة لشركة الاستشارات Atkins وردت الإشارة إلى إمكانية تقليل نقاط التعامل اليدوي في المطارات بنسبة 60% من خلال توظيف التقنية الحديثة عبر تطبيقات الجوالات وأجهزة الخدمة الذاتية في المطارات، بالإضافة إلى أجهزة بصمة الوجه الحديثة التي ستحل محل جواز السفر وبطاقة صعود الطائرة للمسافرين.
منذ بدء الحائجة عمدت كثير من المطارات إلى تركيب كاميرات حرارية في صالات الوصول والمغادرة بهدف رصد حالات كورونا، وهي خطوة أولية لمنع تفشي العدوى. إضافة إلى ذلك كانت كثير من المطارات – وقبل بدء جائحة كورونا – تعمل على تطوير تقنياتها عبر مراحل السفر لتقديم خدمة سفر ميسرة وسهلة، والآن مع جائحة كورونا تحول الأمر إلى ضرورة ملحة لتطبيق حلول تقنية إضافية فورية لتقديم تجربة سفر آمنة كذلك. وهذا ما شهدناه مؤخراً من خلال تسريع عملية تطوير الخدمات الذاتية وتطبيقات الجوالات وأجهزة بصمة الوجه في المطارات لتحسين تجربة المسافر والتقليل من نقاط الازدحام. شركات طيران كالدلتا والخطوط الهولندية KLM طبقت نفس النظام باعتماد تقنية صعود الطائرة عبر بصمة الوجه، والمتوقع الاعتماد بشكل أكبر خلال الفترة القادمة على هذه التقنية.
واحدة من أهم مبادرات منظمة الآياتا والتي ستسهم بشكل قاطع في تحسين وتسهيل تجربة المسافر من خلال المطارات هي «الهوية الإلكترونية» أو ما أطلق عليه ONE ID. حيث تعمل الآياتا على تطوير حل متكامل لإدارة الهوية الإلكترونية عبر استخدام نظام بصمة الوجه، والذي سيلغي استخدام المستندات الورقية خلال السفر. في العادة تبدأ رحلة السفر بالطريقة التقليدية عبر تسجيل وثائق المسافرين أثناء حجز الرحلة ثم بعد ذلك التحقق منها عبر إجراءات السفر المتعددة في المطارات، مرورا بالجوازات والتفتيش والتصعيد للطائرة.. ولكن من خلال ONE ID سيتم اختصار ذلك عبر هوية إلكترونية موحدة تستخدم عبر كافة الإجراءات في المطارات.
أما على متن الطائرة.. فبالإضافة إلى تطبيق التباعد الاجتماعي على رحلاتها، فإن خير مثال على توظيف التقنية ما طبقته الخطوط السعودية باستخدام أشعة UVC فوق البنفسجية لتعقيم مقاعد الطائرات من أجل توفير رحلة آمنة حيث تعمل الأشعة على تعقيم أسطح المقصورة خلال دقائق.
أخيراً.. كان الوطن سباقاً في توظيف التقنية لاحتواء جائحة كورونا.. وكان ذلك من خلال إطلاق تطبيقات عدة، شملت (توكلنا) و(تباعد) وأخيراً تطبيق (اعتمرنا) لإتاحة عمرة آمنة.
[ad_2]
Source link