[ad_1]
فيما عد الكاتب اليمني صالح البيضاني، الإعجاب في مواقع التواصل الاجتماعي نوعاً من أنواع «النفاق الاجتماعي» ويراه ليس له صلة بمحتوى ما ينشر ولا يترتب عليه إيجابية، كونه تحول في أحيانٍ كثيرة إلى مظهر من أنواع المجاملة بين الأصدقاء. ورجّح أن يمثّل الإعجاب في تويتر والفيسبوك حالة تندّر على «مشاهير السوشيال ميديا» الذين تتسم معظم مشاركاتهم بالسطحية والخفة التي تجتذب كثيرا من المتابعين. ولفت إلى ما عبرت عنه بعض الحملات التي انطلقت من الغرب تحت شعار «لا تجعلوا الحمقى مشاهير»، وعدّها البيضاني ظاهرة مرتبطة بالتفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج إلى دراسة عميقة، إذ أصبح المتابعون منحازين للمحتوى السطحي والركيك في الغالب على حساب المحتوى الثقافي والفكري المتزن والرصين.
ويذهب الإعلامي عبدالله الأفندي إلى أن وضع علامة الإعجاب أو التعليق بأي حالٍ من الأحوال لا يعني استيعاب الفكرة، بحكم أن كثيرين يجاملون بإظهار القراءة، دون عناية بالمكتوب وهدف الكاتب. وحذّر الأفندي الكُتّاب من الانسياق وراء عدد المعلقين أو المعجبين بما كتبوا، وعد نوعية المعلقين والمعجبين الفارق بين معجب وآخر تبعاً للوعي والثقافة، وتطلع أن يضع كل كاتب محددات يسير عليها في تقييم متابعيه.
ويرى التشكيلي فيصل الخديدي أن الكتابة بمواقع التواصل تتسم بالسرعة والجمهور السيار العجل غير المتخصص غالباً ما يولّد الإعجابات والتعليقات المبسترة من باب المشاركة وإثبات الحضور والمجاملة، دون اهتمام كبير بالمحتوى المكتوب وبالفكرة الظاهرية أو الضمنية. وتحفظ الخديدي على مبدأ مجاملة المشارك على حساب المحتوى المكتوب، وعد الشخصنة وتبادل الإعجابات والمشاركات المحرك الأساسي لبعض ما يلحق بمواضيع ومشاركات مواقع التواصل. وذهب إلى أن نجومية الإعجابات والردود السريعة غير المعمقة نجومية واهمة وأشبه بوميض الفلاش الذي يلمع ولا يضيء.
التيهاني: الاسم الماركة ومزاحمة النخبوي
يقرأ الناقد الأكاديمي الدكتور أحمد التيهاني؛ وفق نظرية التلقّي، ويرى توهم الكاتب والمغرّد والمفسبك تأثيره النخبوي في القراء بحكم تزايد عدد المعجبين والمرتوتين، وعزا الظاهرة إلى علائق عدة منها؛ خصائص المجتمع الرقمي، وتحقيق الشهرة في زمن قياسي بضغطة زر، وبناء علاقات إلكترونية وشعبوية أعلت حضور البعض شكلياً من خلال محاولات (الاسم الماركة) إثبات الذات، وعدّ الظاهرة خطيرة بحكم تداعياتها على القارئ والكاتب كون العدد الفعلي لما نكتب ليس هو ما تبرزه التقنية من إعجابات ورتوتة وأعداد وأرقام تنقصها مصداقية استيعاب المكتوب ومناقشته والحوار حوله. وحمّل الوسائل والوسائط الرقمية مسؤولية تلاشي النخبة وظهور الشعبي بما أتاحته من مساحة الاتصال بالنخب عوضاً عن زمن كان الوصول للنخبة طريقه شاقا، والصحيفة ندفع قيمتها وننتظرها بخلاف هذا العصر الذي تأتينا المقالات والكتابات ونحن زاهدون فيها، مشيراً لحاجة الظاهرة إلى قراءة منهجية للحد من نتاج الوهم الرقمي وخلط أسماء مبدعة ونوعية بأسماء باحثة عن الشهرة.
[ad_2]
Source link