أكد مسؤولون أن الرقمنة والتحول التقني اللذين برزت أهميتهما جلياً خلال جائحة «كوفيد – 19»، باتا ضرورة حتمية وشرطاً رئيسياً للعبور إلى نمو اقتصادي ما بعد انجلاء وباء «كورونا». وبحسب وزراء وتنفيذيين شاركوا في مؤتمر «مبادرة الاستثمار»، في دورته الرابعة، أمس، فإن التجارة الرقمية جاءت واحدة من أبرز تفاعلات الآثار التي نجمت عن «كورونا»، في وقت تستثمر الدول منها السعودية في التقنية والابتكار والطاقة المتجددة والمستدامة.
ولفت المهندس عبد الله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي خلال جلسة «فك الشيفرة واستخدام التكنولوجيا» إلى أهمية الابتكار والتشريع والديناميكية في التعامل مع الرقمنة والتقنيات، مبيناً أن جائحة «كورونا» وضعت الدول أمام قرارات صعبة، وتابع: «كان من القرارات الصعبة، الجميع يسأل: هل رواد الأعمال جاهزون لتوفير إمدادات الطعام والدواء والرعاية الصحية لـ33 مليون مواطن ومقيم… كانت الإجابة: (نعم)».
وأشار السواحة إلى أن المملكة أصدرت أول خدمة للسياسات السحابية، مما عاد عليها اليوم بأكبر استثمارات في التقنية والابتكار في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالفرص في مجال الرقمنة، قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات: «هناك كثير من التقلبات والغموض والتعقيد، المستقبل سيكون ملكاً لمن لديهم الصمود والمرونة والمقاومة، والجيل القادم لن يسامحنا ما لم نستثمر في الرقمنة، لأنها أظهرت أنها ليست أكبر الاقتصادات المتضاعفة فقط، لكنها حافظت على نسيجنا الاجتماعي مترابطاً، واقتصادنا متواصلاً، وحافظت على البيئة، وهذا هو الطريق الوحيد لحصول ذوينا على الرعاية».
وتابع: «التجارة الرقمية تنتقل من الغرب إلى الشرق، والمملكة مركز ذلك؛ فقد أصبح ترتيبها السابع عالمياً في جودة وسرعة الإنترنت، وتغطية الجيل الخامس».
من جانبه، أوضح أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية»، أن الشركة استفادت كثيراً من التقنية، منوهاً بالتسارع الكبير الحاصل في الرقمنة والابتكار، وقال: «في (أرامكو)، استفدنا من التقنية في الاكتشاف والتعافي وتعظيم التكلفة والفعالية وخفض انبعاث الكربون، عبر تحليل البيانات، واستخدام نماذج المحاذاة (…) وبدأنا مؤخراً إطلاق أحد أكبر الحواسيب العملاقة في وادي (أرامكو) الرقمي، وموثوقيتنا في أعلاها اليوم بسبب الثورة الصناعية الرابعة والرقمنة وتطبيق هذه التقنيات».
بدوره، ركز توماس كيندي رئيس مجلس مديري «رايثون للتكنولوجيا» على أهمية الأمن السيبراني في مسألة الرقمنة والتحول الرقمي، محذراً من أعمال قرصنة تعرضت لها بعض الدول والشركات خلال الفترة الماضية.
ولفت كيندي إلى أن «جائحة (كورونا) سرعت عملية التحول الرقمي لدى كثير من الشركات والدول.
لكننا متوجسون بشأن علمية سلاسل الإمداد لأنه ليس لديهم ما يكفي للقيام بهذا التحول بدون مساعدة، لا سيما في مسألة الضرائب».