بعد أزمتها الأخيرة مع “ترامب”.. القوة المخيفة لمواقع التواصل الاج

بعد أزمتها الأخيرة مع “ترامب”.. القوة المخيفة لمواقع التواصل الاج

[ad_1]

23 يناير 2021 – 10 جمادى الآخر 1442
10:38 AM

أثبتت الأحداث قدرتها على التأثير في السياسات وبلورة الرأي العام الدولي

بعد أزمتها الأخيرة مع “ترامب”.. القوة المخيفة لمواقع التواصل الاجتماعي إلى أين؟

بعد المعركة الضارية التي خاضها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب؛ مع كبريات مواقع ومنصّات التواصل الاجتماعي وإيقافها حساباته، ظهرت للعلن مرة أخرى القوة الهائلة والمتنامية لها، وربما كردة فعل وقّع حينها الرئيس السابق أمراً تنفيذياً يهدف إلى إلغاء بعض جوانب الحماية القانونية الممنوحة لشركات التواصل الاجتماعي.

وأبرزت هذه الأزمة القلق المتزايد من سلطة مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيرها الجارف في تشكيل الرأي العام، ومقاومة السلطة السياسية بشكل متنامٍ مما يخرجها من قالب نافذة للتواصل بين الأفراد لتكون وسائل ضغط محورية، أو أنها بالفعل قادرة على التدخل في السياسات العامة للدول، وتشكيل المواقف بشكل أو بأخر بحجج عديدة، أبرزها منع التضليل، والتصدّي للمخاطر الفكرية بكل أشكالها.

ويرى المختصّون في قراءة هذه التصعيدات الكبيرة من مواقع، مثل “تويتر” و”فيسبوك”، كأبرز مثالين أن ذلك يؤكّد تنامي تأثير هذه المواقع والمنصّات في الرأي العام، وأن ذلك لم يأتِ من ارتجالياتٍ بقدر ما يعود إلى جوانب، من أبرزها التزايد المستمر في أعداد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

ردود أفعال

حول ذلك نشرت صحيفة “المصري اليوم” تقريراً نقل نصيحة بعض الخبراء في القانون الدولي، بأن الحل هو أن تسعى الدول المتضرّرة من هذه المنصّات ومحتوياتها إلى الأمم المتحدة، لإصدار معاهدة دولية لتنظيم أعمال هذه المنصّات، وتضيف إليها المحطات الفضائية والإذاعات؛ لمنعها من التدخّل الهدّام في الشؤون التي تعد من صميم الشأن الداخلي للدول”.

الانتقادات لمواقع التواصل حول إيقاف حسابات ترامب تباينت إلى حد ما، لكن غلب عليها الانتقاد مثلما رأى وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير؛ أن “تنظيم العمالقة الرقميين لا يمكن أن تقوم به (الأوليغارشية) الرقمية نفسها”، فيما قال شتيفان زايبرت؛ المتحدث باسم المستشارة الألمانية، “لا يمكن تقييد حرية الرأي إلا من خلال ما يحدّده القانون، وليس حسب معايير منصّات وسائل التواصل”.

من جانبه، قال المفوض الأوروبي تييري بريتون؛ إن الأحداث كشفت عن “هشاشة أنظمتنا الديمقراطية، والتهديد الذي يمكن أن تمثله شركات تكنولوجيا لا تخضع لرقابة كافية على بقائها”.

تأثير هائل

وتتجلى القوة الهائلة لمواقع التواصل الاجتماعي من خلال ما تؤكّده الإحصاءات أن هناك أكثر من 4.54 مليار مستخدم في العالم للإنترنت، وهناك أكثر من خمسة مليارات يمتلكون هواتف؛ منهم 3.80 مليار من مستخدمي “السوشيال ميديا” في العالم؛ منهم: 2.45 مليار مستخدم لفيسبوك، وملياران ليوتيوب، ومليار لإنستغرام، و340 مليون لتويتر، وذلك وفقاً لما نشره تقرير (سوشيال السعودية 2020).

إن تنامي القوة الهائلة لمنصّات التواصل الاجتماعي هو ناتج طبعاً عن قدرة المليارات في العالم من الوصول إلى تقنية التواصل واكتشافهم قدرتهم على الحديث بشكل علني عن آرائهم وانتقاداتهم، وهو وإن كان حقاً لهم إلا أنه من الناحية الأخرى يعطي هذه المواقع القوة الهائلة للتأثير في الأصعدة كافة، خصوصاً بعدما أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي الخيار الأول لأغلب السياسيين والمؤثرين في العالم؛ للتعبير عن الآراء؛ بل إعلان التوجّهات والقرارات التي يتسم بعضها بحساسية عالية.

بلورة الرأي العام الدولي

ووفقاً للخبراء، فإن العوامل الأكثر قوة وراء هذا التأثير هي قدرة هذه المواقع على نقل الأفكار والآراء المتعلقة بما يشكّل اهتماماً مشتركاً بشكل إقليمي حتى عالمي. وهو ما قد يتيح المجال لبلورة رأي عام دولي مساند لبعض القضايا، وهو الأمر الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في بعض مناحي الحياة، غير أنها في المقابل قد تقع في فخ التضليل الإعلامي والتأثير السلبي في الرأي العام، حينما يتم توظيفها بهدف تغيير قناعات أفراد المجتمع في دولة ما في اتجاه معين، وخاصة أثناء الانتخابات أو التصويت على قضايا مصيرية ترتبط بمستقبل هذه الدولة.

قوة تغيير المسارات

أما عن تأثيرها في مسارات الأحداث عالمياً فيمكن الاستشهاد بما كشفته تقارير فرنسية عن تعاون شركة “كامبريدج أناليتيكا” مع شركة “إجريجت آي كيو” الكندية في التصويت لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث ساعدت الشركتان تيار الانفصال في الفوز بالاستفتاء الذي حُسم بأقل من 2% من الأصوات.

يأتي ذلك أمثلة واضحة للكيفية التي يمكن أن تؤثر بها وسائل التواصل الاجتماعي في مسارات الأحداث إقليمياً ودولياً، صحيح أنها لم تكن المتغير الحاسم في ذلك، لكنها أسهمت بشكل أو بآخر في النتائج النهائية لهذه الأحداث الثلاثة (انتخابات الرئاسة الأمريكية، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أحداث الربيع العربي)، وهذا يؤكّد أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت أهم الفاعلين المؤثرين في التطورات التي يشهدها العالم الآن وفي المستقبل في مختلف المجالات.

إعلام العولمة

والحقيقة أن وسائل التواصل الاجتماعي سرقت كل شيء كوسيلة نقل الأخبار الأولى وتشكّل نقلة نوعية في عالم الإعلام الرقمي بعدما جعلت من العالم قرية متصلة، وكما يقول تقرير لمركز تريندز للبحوث والاستشارات إنها تشكّل “إعلام العولمة” الذي لا يلتزم بالحدود الوطنية للدول، وإنما يطرح حدوداً افتراضية غير مرئية، ترسمها شبكات اتصالية معلوماتية على أسس سياسية واقتصادية وثقافية وفكرية، لتقديم عالم من دون دولة ومن دون أمة ومن دون وطن، وهذا ما جعل هذا الإعلام أكثر تأثيراً في سلوك الأفراد، وفي تكوين اتجاهاتهم وتعديلها.

الاختراق والخصوصية

هذا فيما تشكّل مخاطر اختراق هذه المواقع إحدى الإشكاليات الكبرى لسرقة بيانات المشتركين، وضرب الخصوصية، وحصلت بالفعل اختراقات كبيرة وآخرها الاختراق الذي تعرَّض له موقع تويتر الشهير، ومن ذلك -على سبيل المثال- ما نشرته “بي بي سي نيوز” عن تقريرٍ أثار قضية تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016م، حيث يُعد أحد تجليات التأثير الذي يمكن أن تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، حينما قامت شركة “كامبريدج أناليتيكا” باستغلال بيانات 50 مليون مستخدم لموقع “فيسبوك” لمصلحة شركات روسية لغرض التأثير في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

تشكيل الوعي

أما كيف يمكن لهذه المواقع أن تؤثر بشكل عميق، فيمكن الإشارة إلى جوانب مثل قدرتها على التأثير في الوعي، حيث يمكن للحملات الإعلامية المركّزة العمل على تشكيل وعي المستخدمين وتكثيف المعرفة لتعديل السلوك بزيادة المعلومات المرسلة للتأثير فيهم، وتشكيل وعيهم تجاه القضايا المختلفة، وكذلك تنامي دور الفرد في التأثير في الرأي العام من خلال وسائل ومنصّات التواصل الاجتماعي المختلفة التي أصبح من خلالها الفرد يلعب دوراً مهماً في نقل الأخبار وصناعتها وتحريرها، فضلاً عن التأثير في تكوين القناعات حول بعض القضايا.

بين الإيجاب والسلب

ويتجلى التأثير الإيجابي أو السلبي على حد سواء لهذه المواقع في تأثيرها في الأجيال الناشئة، حيث يتفق كثيرٌ من باحثي علم الاجتماع السياسي، على أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بدرجة كبيرة في التنشئتين الاجتماعية والسياسية، وخاصة على النشء والشباب الأكثر استخداماً لها، وإن كان ثمة خلاف بينهم حول طبيعة هذا التأثير، ففي الوقت الذي يصف فيه البعض هذا التأثير بالإيجابي، استناداً إلى أنه يمكن توظيف وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لبث القيم الإيجابية، يعارض آخرون ذلك، من منطلق أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تراجع الدور الذي تقوم به مؤسسات التنشئة الأصيلة كالأسرة التي لم تعد منبراً للقيم بعد أن استولت وسائل التواصل الاجتماعي على عقول النشء والشباب إلى درجة الإدمان، وبدأت تهدّد كثيراً من القيم التي كانت تحرص عليها الأسرة، بعد أن أصبح الشباب خاضعين لقيم العالم الافتراضي التي تبثّها وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الساعة.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply