[ad_1]
جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، صباح اليوم الخميس، لبحث تطورات الوضع في اليمن.
متحدثا عبر الفيديو، جدد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانس غروندبرغ الإعراب عن قلقه العميق إزاء الاعتقالات التعسفية المستمرة من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين)، لموظفي الأمم المتحدة وأعضاء المجتمع المدني، داعيا إلى إطلاق سراحهم فورا.
وحذر من أن هذه الاعتقالات تؤثر بشدة على الحيز المدني والجهود الإنسانية في اليمن.
تطور مثير للقلق
وأشار هانس غروندبرغ إلى تدهور الوضع في اليمن، والذي تفاقم بسبب حرب غزة المستمرة، والتي أدت إلى زيادة عدم الاستقرار الإقليمي “وأثارت هجمات على السفن في البحر الأحمر” من قبل أنصار الله، بما في ذلك استهداف ناقلة نفط تحمل العلم اليوناني، الأمر الذي أدى إلى هجرها.
وقال غروندبرغ إن ذلك يثير المخاوف بحدوث تسرب نفطي كارثي وكارثة بيئية على نطاق غير مسبوق. وذكر أن من شأن تسرب نفطي بهذا الحجم أن يخلف عواقب وخيمة على اليمن والمنطقة على نطاق أوسع.
وأعرب غروندبرغ عن امتنانه للدول الأعضاء، وخاصة من المنطقة، التي قال إنها تسابق الزمن لتنفيذ عملية إنقاذ مطلوبة بشكل عاجل، وحث جماعة أنصار الله بقوة على إنهاء استهدافهم الخطير للسفن المدنية في البحر الأحمر وخارجه.
خسائر في الأرواح
لا يزال الوضع العسكري في اليمن متقلبا، وفقا للمبعوث الأممي، حيث أسفرت الاشتباكات في مناطق رئيسية عن خسائر كبيرة في الأرواح. وعلى الرغم من بعض اتفاقيات خفض التصعيد الاقتصادي، فإن الوضع الاقتصادي العام لليمنيين يستمر في التدهور، ويتفاقم بسبب الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات في الحديدة وحجة.
مناقشات بناءة
وأكد غروندبرغ التزامه بالانخراط مع جميع الأطراف من أجل إيجاد حلول فورية وطويلة الأجل، بما في ذلك التعاون الاقتصادي وخفض التصعيد في الصراع. وسلط الضوء على المناقشات البناءة الأخيرة مع أصحاب المصلحة الرئيسيين في مواقع متعددة، مؤكدا أهمية نزع الطابع السياسي عن اقتصاد اليمن.
وقال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إن مكتبه سيركز خلال الفترة المقبلة على تعزيز عملية السلام الشاملة، وإشراك المجتمع اليمني، والعمل نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد والعملية السياسية.
وأكد غروندبرغ أهمية دعم مجلس الأمن لجهوده، وخاصة في السعي إلى إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المعتقلين، وكذلك في دحض الاتهامات الزائفة ضد الأمم المتحدة مثل تلك التي وجهت مؤخرا ضد اليونيسف واليونسكو وغيرهما من الشركاء الإنسانيين. “وقد دحضت الأمم المتحدة هذه الادعاءات بشدة”.
واختتم غروندبرغ إحاطته بالقول: “ستواصل الأمم المتحدة من خلال جميع وكالاتها العمل بلا هوادة من أجل رفاه الشعب اليمني”.
ادعاءات تعيق جهود الإغاثة
وفي كلمتها أمام مجلس الأمن، سلطت جويس مسويا، القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، الضوء على تدهور الوضع الإنساني في اليمن. وأعربت كذلك عن قلقها إزاء استمرار الاحتجاز التعسفي لموظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني من قبل سلطة الأمر الواقع للحوثيين، ودعت إلى إطلاق سراحهم على الفور. وأدانت مسويا “الاتهامات الباطلة” ضد عمال الإغاثة، مؤكدة أن مثل هذه الادعاءات تعيق جهود الإغاثة.
الفيضانات تفاقم خطورة الوضع الإنساني
ويواجه اليمن مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، حيث أفاد 62% من الأسر بعدم كفاية الغذاء، وتعاني العديد من المناطق من سوء التغذية الشديد. وحذرت مسويا من أن أكثر من 600 ألف طفل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية قد يعانون من سوء التغذية الحاد بحلول نهاية عام 2024.
بالإضافة إلى ذلك، أدت الفيضانات الأخيرة والانهيارات الأرضية ووباء الكوليرا إلى نزوح أكثر من 270 ألف شخص وتضرر أكثر من نصف مليون شخص. في جميع أنحاء البلاد، تم تسجيل أكثر من 180 ألف حالة اشتباه بالكوليرا والإسهال المائي الحاد منذ بدء تفشي المرض، وفقا للسيدة مسويا.
نقص حاد في التمويل
وشددت مسويا على النقص الشديد في تمويل الاستجابة الإنسانية، حيث تم تمويل 28% فقط من النداء المنسق، كما تفتقر البرامج الأساسية مثل الأمن الغذائي والمأوى إلى الموارد بشكل كبير.
وفي استجابة لخطورة هذا النقص في التمويل، قالت مسويا إنها وافقت مؤخرا على إطلاق 20 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة المركزي بغرض الاستجابة للطوارئ في اليمن. ومع ذلك، أكدت أن هذا التخصيص غير كاف لدعم البرامج الحيوية التي يعتمد عليها الشعب اليمني.
وعلى الرغم من التحديات، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم المساعدات الطارئة، بما في ذلك النقد والغذاء والمأوى، لكن مسويا حثت المجتمع الدولي على زيادة الدعم المالي. وشددت على ضرورة الامتثال للقانون الدولي الإنساني وجددت الدعوة إلى السلام في اليمن باعتباره الحل الوحيد طويل الأمد.
النساء أكثر الفئات تأثرا بالأزمة
كما استمع المجلس إلى إحاطة من ليندا العباهي ممثلة مؤسسة مبادرة السلام وشبكة التضامن النسوي، مشيرة إلى أن عمل المؤسستين يركز على دعم بناء سلام شامل في اليمن ومناصرة حقوق النساء.
وركزت كلمتها على تدهور حقوق النساء اليمنيات، “حيث تشكل النساء والفتيات 49% من أصل 18.2 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية ويواجهون انعدام الأمن الغذائي وشح المياه والأمراض وعدم القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية المنقذة للحياة كالرعاية الصحية والتعليم، فضلا عن الفقر والحرمان من الفرص الاقتصادية والإقصاء والقمع الممنهج لحقوقهن”، حسبما قالت.
وأضافت أن النساء يواجهن قيودا من قبل كافة الأطراف المتحاربة في اليمن فيما يتعلق بحقوقهن الإنسانية، وخاصة حريتهن في التنقل.
أما المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات في مجال حقوق الإنسان فيتعرضن للتشهير العلني والعنف والتهديدات عبر الإنترنت، وفقا للسيدة العباهي، والتي أشارت إلى أن جميع أطراف الصراع ارتكبت انتهاكات ضد النساء والفتيات مثل عمليات الإخفاء القسري والاعتقالات التعسفية.
قنبلة موقوتة
متحدثا في جلسة مجلس الأمن، اتهم مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي الحوثيين باستهداف منشأة صافر النفطية بمحافظة مأرب بثلاث طائرات مسيرة “في محاولة لتدميرها”.
وفي هذا السياق، حذر المندوب اليمني من “مخاطر كارثة وشيكة” جراء “استمرار الميليشيات الحوثية عرقلة الجهود الدولية التي تبذل لإنقاذ ناقلة النفط (سونيون) التي تحمل على متنها مليون برميل من النفط الخام بعد استهدافها من قبل الحوثيين في 21 آب/أغسطس الماضي”.
وحذر من “كارثة بيئية واسعة النطاق” قال إنها ستطال اليمن والدول المجاورة في حال انفجار هذه السفينة.
[ad_2]
Source link