[ad_1]
لدي يقين أن الجاحظ لو كان بيننا لأخرج لنا كتاباً بسيطاً بعنوان «آداب الواتساب».
ونظراً لأنني تلميذ نجيب للجاحظ سأقوم بهذه المهمة نيابة عن شيخي وأقول: إليكم آداب الواتساب وهي على النحو التالي:
أولاً:لا تدخل أي شخص في مجموعة واتسابية إلا بعد أن تستشيره، ولا ترسل للناس رسائل عامة إلا بعد أن تستأذنهم.
وكل من تعامل معي يعرف أنني في كل سنة أرسل رسالة أستأذن بها الناس وأسألهم، هل ترغبون في استقبال رسائلي أم لا!؟
نعم.. البعض تضجر من كثرة السؤال، ولكن لئن تتضجر من كثرة الاستئذان، أفضل من أن تشتكي من كثرة الإزعاج.
ثانياً:تجنَّب إرسال الأدعية، لأنها خالية من هيبة الدعاء وحرارته وصدقه، وهي أيضاً أدعية عامة فقد ترسل دعاء بالزواج لمتزوج ومتزوجة، وقد تدعو أدعية لا تليق، والأهم من هذا كله أن الدعاء الحسن هو دعاؤك لأخيك بظهر الغيب كما جاء في الحديث.
ثالثاً:تجنّب إرسال الرسائل التي ليست لك، فقد ترسل شائعات أو أخباراً مكذوبة، وقد ترسل مقاطع لشخصيات مشبوهة، لذلك الأفضل والأحوط ألا ترسل الأشياء التي لا تخصك.
رابعاً:تأكد أن حماية الحقوق الفكرية مطلوبة، فإذا أرسلت شيئاً فيجب أن تنسبه لصاحبه، حتى لا تقع تحت طائلة المساءلة والغرامة.
خامساً:ما عدد الرسائل التي ترسلها؟
اختلف العلماء في ذلك فقالوا: ثلاث مرات في الأسبوع، وهناك من يقول خمس مرات، وأنا أرى أنه لا مانع من أن يرسل الإنسان يومياً؛ بشرط أن تكون رسالة واحدة.
سادساً: أما أوقات الإرسال، فأكثر الناس يرون أن الواتساب هو مثل منزلك، وما يخضع لمنزلك يخضع للواتساب، فلا ترسل بعد الساعة ١٢، ولا تقول أنا أرسل والمستقبل يفتح كما يشاء، فأحياناً الناس تضع الجوال أمامها للأمور المهمة فلا تزعجهم.
سابعاً:وهذا مهم جداً، إذا كان لديك الوقت للإرسال، فيجب أن يكون لديك الوقت للقراءة، فلا ترسل للناس إلا بعد أن تقرأ ما أرسلوه لك، حتى لا تظهر بمظهر الأحمق أو صاحب الهياط، فأحياناً قد يرسل لك الشخص ويقول: إن أبي توفي أو أمي توفيت، وأنت ترسل له مقطعاً كله ضحك وسخرية، أو مقطع رقص وأغانٍ لا تليق بالموقف.
ثامناً: اعلم أن ما يعجبك قد لا يعجب غيرك، فلا تضع ذوقك هو المقياس، فإذا استحسنت مقطعاً لا ترسله لكل الناس، فهم ليسوا بمستوى عقليتك، وقد يستقبحون ما استحسنت، لذلك حاول أن ترسل المقاطع بذكاء شديد، وترسلها إلى الأشخاص الذين ترى أنهم ينسجمون مع هذا المقطع.
تاسعاً:احذر الرسائل المحولة التي تُدوّر مثل النفايات بشكل مستمر، لأن المرسل إذا استقبلها ورأى أنها محولة عدة مرات، عرف أنها رسالة مستهلكة ومبتذلة، وهي كالنقل العام تطوف في كل الأنحاء.
عاشراً:في المناسبات السعيدة كالأعياد وغيرها، حاول أن ترسل الرسالة إلى الأشخاص بأسمائهم وتعطيهم تقديراً وهيبة، نعم ذلك متعب، ولكن التعب هو الذي يأتي نتيجة الإخلاص والإتقان في العمل، إن أصحاب الرسائل الجماعية هم أناس كسالى، ويحاولون أن يتخلصوا من الواجبات التي عليهم بكل سهولة دون بذل أي جهد، إنهم مثل من يسلقون الرسائل سلقاً، حيث يرسلونها بكل ملل وسأم.
ما أجمل أن يتحرى الإنسان الصدق ويبحث عن الأجر في كل رسالة يرسلها، ويبذل فيها الجهد والإتقان، ويكتبها بطريقة تليق بالشخص الذي تحبه وترسل إليه.
الحادي عشر:يقول ابن المقفع: «القلم بريد القلب»، لذلك إذا كتبت لأحدهم رسالة فحاول أن تكتبها من قلبك، وإذا لم تستطع، فلا داعي لها، لأن الناس تميز بين الرسائل المسلوقة على عجل والمكتوبة بإهمال، وبين الرسائل التي كتبت من القلب حيث تذهب إلى القلب.
الثاني عشر:إذا اعتذرت عن استقبال الرسائل من الآخرين فمن غير اللائق أن ترسل لهم، لذلك إذا اعتذرت عن استقبال رسائلهم فيجب أن تتوقف عن إرسال الرسائل لهم.
الثالث عشر:إذا كنت ترسل الرسائل بشكل يومي وأسبوعي، فمن الجيد أن تستأذن الناس مرة في السنة، مثلما يجدد الإنسان تحاليل دمه وجواز سفره بين فترة وأخرى، ومن الجيد فعل ذلك مع مجموعات الواتساب، لأن الناس تتغير والأفكار تتطور، وما كان مقبولاً بالأمس قد يكون غير مقبول الآن، ومن كان لديه وقت فراغ في الأمس الآن هو مشغول، لذلك من الجيد أن تستأذن مرة في السنة.
[ad_2]
Source link