[ad_1]
من المهم أن ندرك أن بلداً مثل الولايات المتحدة لم يتصدر دول العالم في العلوم والابتكارات والإنجازات العلمية والتقنية إلا بسبب استقطاب العقول من مختلف دول العالم، وإغرائها بالبقاء والعطاء والإبداع، وبتهيئة البيئة الحاضنة الكفيلة بتمكين تلك العقول والعبقريات وإطلاق قدراتها وحصد إنجازاتها.
لقد عانى الوطن العربي طويلاً من هجرة العقول العربية ونزفها، وليس صدفةً أن ما تعانيه كثير من دولنا العربية من أزمات اقتصادية وأمنية هو بسبب شح الموارد البشرية وليس بسبب شح الموارد الطبيعية. تلك العقول العربية التي هاجر أغلبها بحثاً عن النجاح وربما عن العمل والحياة الكريمة، فمن المؤسف أن العقول الفذة والعبقريات لم تحظَ في كثير من دول العالم الثالث بما تستحق من رعاية واهتمام، ناهيك عن عدم تهيئة البيئة الحاضنة القادرة على الاستفادة من تلك العقول والعبقريات حتى بعد اكتشافها، مما تسبب بضمور الإسهامات الحضارية العربية ودورها في الحضارة الإنسانية، وذلك خلافاً لما حققته الحضارة العربية الإسلامية في مجدها وأوج عطائها يوم أن كانت مصدراً يكاد يكون وحيداً في العالم لحضانة العلم والابتكارات والإنجازات؛ التي حققها الرواد العرب والمسلمون، والتي أسهمت -بلا شك- في تأسيس البنية التحتية لكثير من الإنجازات التي نشهدها اليوم، والتي وصلتها البشرية في وقتنا الراهن.
تدرك المملكة حجم المنافسة بين الدول المتقدمة على استقطاب العقول والعبقريات والرواد، ولذلك عملت المملكة على دخول نادي الكبار، ليس من اليوم، لأن دخول هذا النادي يتطلب استعداداً مبكراً وعملاً دؤوباً، بدأ بمؤسسة موهبة التي تكشف عن المواهب وتحتضنهم وترعاهم وتذلل كل الصعوبات أمامهم، مع مؤسسات أخرى في سبيل لتمكينهم في كافة المجالات والتخصصات.
إن قرار الإقامة المميزة خطوة مهمة في بناء شراكات لتلك العقول والعبقريات مع تجربة المملكة وصهرها بنهضتها المعاصرة، وسيكون لهذه الخطوة ما بعدها في السنوات القادمة، من أجل ذلك، أرى أن يتم استهداف العقول والعبقريات العربية مع غيرها من العقول والعبقريات؛ سواء داخل الدول العربية أو في دول المهجر وذلك لما يتمتع به العقل العربي من قدرات وللمساهمة في بناء شراكات مستقبلية بين المملكة والدول العربية المهيأة.
[ad_2]
Source link