[ad_1]
•• ما إن أغمضت عينيَّ لقيلولة الظهيرة، إلا وتلقيت اتصالاً أطار النوم من أجفاني وأسال دمعي على قناتي الدمعية.. يخبرني الطرف الآخر بوفاة صديق قديم لم أره منذ أعوام طويلة.. أعرفه رجلاً مثالياً ومن أهم صنَّاع الأمل في الحياة.. حصَّن حائطه الإنساني بحب نبيل من الآخرين.. عدت لأعوام قديمة حين كنت أقرأ كل جملة يقولها وأعيد قراءتها داخل نفسي من جديد.
•• حينما أدخلني الخبر المفجع في حالة عزلة وانهزام وانكسار؛ لُذت بصمت معدني خفيف بخيوط من ذكريات لم تنته.. وعندما تجمَّعت بداخلي أبواب صدئة من الخوف لتقصيري في حق الخالق سبحانه، رُنت إلى قطعة من الليل هارباً من نهاري لأدعو الله أن يشملني برحمته.. ولما أدركت أن الحياة والقبر والبرزخ والآخرة لا تخص إلا الواحد الأحد؛ ازددت يقيناً بقضاء الإله وقدره.
•• أي لذة في حياة باقية حين يأخذنا الموت على غرة.. أي حلاوة للحياة إن لم نغترف إيماناً عميقاً يجعلنا في أجمل مراتب الرضا.. أي حياة ذات قيمة إن لم يكن حمدنا للخالق أعلى من شكرنا لمخلوق فعل معنا معروفاً مهما كان وزنه.. أي هرمونات سعادة وموجات قوة تعج بها دواخلنا إن لم نتحل بإيمان حقيقي يخرجنا من نصب الدنيا وقسوتها.
•• من حقنا الاستمتاع بلحظات حياتنا لنجعلها ذات معنى، ولكن علينا كتابة مكاننا في الآخرة بحبر القلب.. ومن حقنا الحلم بحياة آمنة مطمئنة نرى فيها الأشياء بحجمها الحقيقي؛ ولكن علينا صناعة إحساس داخل وجداننا يقول: إن عدالة الحياة الأخرى هي الحيوان.. ومن حقنا التباكي على أمور دنيوية فقدناها، ولكن علينا أن نبرع لردم المساحة الفارغة التعيسة التي صنعناها بين دنيانا وآخرتنا.
[ad_2]
Source link