كان عرابو الأنظمة الراديكالية والتنظيمات الثورية والأحزاب القومجية في العالم العربي يصفون دول الخليج بالدول الرجعية؛ لأنها تخضع لأنظمة حكم ملكية متوارثة، بينما يصفون أنفسهم بالتقدميين، لكن الواقع أن دول الخليج تقدمت دائماً بينما هم في تراجع مستمر !

لا يحتاج الأمر لنقاش أو برهان، فالواقع خير شاهد على الحال، انظروا أين وصلت دول الخليج وأين أصبحت دولهم وأحزابهم وشعاراتهم وتقدميتهم الزائفة !

سيقولون دول الخليج ما كانت لتحقق ذلك لولا امتلاكها البترول، سنقول نعم، لكن الخلاصة في حسن تدبر هذه الثروة وتسخيرها لتنمية الأوطان ورخاء الشعوب، كما أن دولاً غير خليجية امتلكت نعمة النفط وثروات طبيعية أخرى فماذا صنعت وأين أصبحت ؟!

كان العراق يملك النفط والماء والأرض الخصبة للزراعة، لكنه عاش في ظل أنظمة قمعية الفقر والجوع والخوف والدمار، كانت ليبيا تملك النفط الوفير والشعب القليل لكن نظامها الثوري سخر هذه الثروات في تمويل الثورات حتى انتهت إلى بلد تمزقه الحروب الداخلية، ماذا صنعت الطبقة الحاكمة في سورية ولبنان بمقوماتها وتنميتها السياحية والزراعية والتجارية الهائلة ؟!

أنظمة قمعية رفعت شعارات التقدمية لكنها لم تقدم لشعوبها سوى الرجعية والتخلف والهوان بل والموت بخوض الحروب المدمرة التي لم تميز بين العدو في الخارج والشعب في الداخل، بينما عاش المواطن الخليجي في أمن ورخاء واستقرار في ظل علاقة بحكامه واقعها الترابط والتواصل والتآلف !

باختصار.. بمعايير شعاراتهم نحمد الله على رجعيتنا فقد وجدنا فيها التقدم !