فيما وصفت بأنها بادرة انفراج وسط جحيم الحرب، خرجت الدفعة الأولى من الأجانب والفلسطينيين حملة الجنسيات المزدوجة، اليوم (الأربعاء) من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي. وتعد هذه المرة الأولى التي يُفتح فيها المعبر لهؤلاء منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية التي فرضت حصارا مطبقا على غزة في أعقاب هجوم حماس.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر مطلع، تأكيده وجود مباحثات عربية أمريكية حول السماح بعمليات إجلاء من قطاع غزة.

وبموجب الاتفاق الذي لم تعلن أية جهة رسمية عنه، سيُسمح لحاملي جوازات السفر الأجنبية وبعض المصابين بجروح خطيرة بالمغادرة عبر معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة.

وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن المجموعة الأولى من المصابين الذين تم إجلاؤهم من غزة، وعددهم أكثر من 80 جريحا، دخلت مصر اليوم، عبر سيارات الإسعاف من خلال معبر رفح.

وأظهرت لقطات مصورة من المكان توجه العشرات إلى الجانب المصري، فضلا عن خروج عدد من سيارات الإسعاف أيضا.

وكشفت هيئة المعابر في غزة السماح لنحو 500 أجنبي بمغادرة القطاع المحاصر، وفق ما أظهرت قوائم بالأسماء نشرتها على حسابها الرسمي في فيسبوك. وشملت اللوائح أسماء مواطنين من أستراليا والنمسا وبلغاريا وإندونيسيا والأردن وفنلندا وجمهورية التشيك واليابان.

وسيسمح لموظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعدد من المنظمات غير الحكومية العاملة في القطاع بمغادرة غزة، إلا أن الهيئة لم تحدد بالضبط المنظمات غير الحكومية المعنية، لكنها دعت كل من ورد اسمه في القوائم إلى التواجد في الصالة الخارجية للمعبر في الساعة الـ07:00 (08:00 بتوقيت موسكو) لتسهيل سفرهم.

في المقابل، لم يصدر أي موقف رسمي علني من السلطات المصرية حول مسألة خروج الأجانب، علماً أن القاهرة كانت أعلنت سابقا موافقتها على الإجلاء.. إلا أن مصدراً مطلعاً أوضح أن هذا الاتفاق الإقليمي تم بوساطة، وسيسمح لحاملي جوازات السفر الأجنبية وبعض المدنيين المصابين بجروح خطيرة بالخروج من غزة.

كما أكد أن هذا الاتفاق غير مرتبط بأمور أخرى قيد التفاوض مثل إطلاق سراح الأسرى أو الهدنة الإنسانية. فيما رجح مصدر أمني مصري لوكالة أنباء العالم العربي أن يُسمح بمرور 520 أجنبيا إلى مصر، ومن الممكن أن يسمح بمرورهم على مرحلتين اليوم وغدا.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، كشف أمس، أن الإدارة الأمريكية أحرزت تقدما حقيقيا في الساعات القليلة الماضية في المفاوضات لتأمين ممر آمن للأمريكيين وغيرهم من الأجانب الراغبين في مغادرة غزة.