[ad_1]
وبعد حوالي سبعة أشهر فقط على ظهور جائحة كـوفيد-19، بات الأطباء والعلماء يعرفون أكثر عن هذا المرض، أمر يعتبره د. أمجد الخولي، استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، إعجازا علميا وبشريا.
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أوضح د. الخولي أن سبعة أشهر في تاريخ أي مرض هو وقت مبكر لرسم صورة كاملة عنه، وكثير من الأمراض تم التوصل إلى معلومات عنها بعد سنوات من انتشارها ما بين البشر.
إلا أنه أضاف: “توصلنا إلى التشخيص المخبري بشكل سريع، وعمل دراسات على المستوى الثالث للقاحات في أقل من عام. في السابق كان اللقاح الواحد يستغرق عشر سنوات حتى يصل إلى المرحلة الثالثة الإكلينيكية. نحن وصلنا لها في حوالي سبعة شهور“.
وقد توصل العلماء حتى الآن لأكثر من عشرة لقاحات لكوفيد-19 وصلت إلى المرحلة الإكلينيكية الثالثة، وهي المرحلة المتقدمة. لكن د. الخولي شدد على أن ذلك لا يعني أن اللقاح سيتوفر خلال أيام أو أسابيع، ولكنه دليل على التقدم وكسب المزيد من المعلومات عن المرض.
وأضاف يقول: “جميع النتائج بالنسبة للعلاجات مبشرة، حتى وإن لم تر النور بعد، ولكن حتى بعض النتائج، وإن كانت سلبية، وحتى لو قلنا إنها غير فعّالة، فهذا في حدّ ذاته معلومة علمية قوية تحمي البشر“.
مناعة القطيع “كلفة بشرية وأخلاقية”
ردّا على سؤال حول ما يُسمّى بمناعة القطيع، وهو إصابة عدد كبير من الناس بالمرض لكي تصبح المناعة متوفرة، قال استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية إن مناعة القطيع تأتي بصورة من الاثنتين: إما عن طريق لقاح، أو من خلال الإصابة الطبيعية.
وأضاف: “مناعة القطيع من خلال المناعة الطبيعية كلفتها البشرية والأخلاقية عالية جدا، وتعني أنني سأضحي بملايين البشر، وخاصة كبار السن، حيث سيفقدون حياتهم، أو تحدث لهم مضاعفات خطيرة“.
نسبة الوفيات بسبب كوفيد-19 حتى الآن تتراوح بين 2% و5% وتختلف من دولة لأخرى، ولذلك فإن الوصول إلى مناعة القطيع في بلد فيه تعداد سكاني 100 مليون على سبيل المثال يعني أن 60 مليونا منهم سيُصابون بالمرض، وسيفقد 2% من المصابين حياتهم.
وقال د. أمجد الخولي: “مناعة القطيع هو عمل غير أخلاقي، ولا ندعو إليه إطلاقا من خلال الإصابة الطبيعية، ولكن نأمل أن يحدث من خلال اللقاح. فاللقاحات المضادة للأمراض آمنة، كما أن الآثار الجانبية والمضاعفات المترتبة عليها تكاد تكون معدومة تماما، تقريبا صفر، وهذا يعطي الأمل الوحيد في مناعة القطيع“.
ويشير د. أمجد الخولي أيضا إلى أن إصابة 60 مليون شخص في فترة زمنية قصيرة قد تكون مشكلة صعبة التخيّل: “أين سيتم علاجهم؟ أي دولة ستكون لديها الإمكانيات لذلك؟ رأينا دولا كبرى انهارت في البداية من عدّة مئات الآلاف من المصابين، لنا أن نتخيل كيف سيكون الوضع عندما تكون هذه الدول مطالبة برعاية عدّة ملايين“.
وقال إن مناعة القطيع الطبيعية أمر غير مقبول أخلاقيا وعلميا وسياسيا، ولا يتم النصح بها، ومناقشتها في مجال علمي يبدو أمرا مستبعدا بشكل كبير.
أما مناعة القطيع عن طريق التحصين، فتعني إمكانية حماية الأفراد من فيروس ما، بعد تحصين أعداد كبيرة من السكان باللقاح المضاد للفيروس. على سبيل المثال تتطلب مناعة القطيع ضد مرض الحصبة تحصين حوالي 95% من السكان ضد المرض، ليصبح الأفراد الذين يمثلون الـ5% المتبقية محميين لأن المرض لن ينتشر بين من تلقوا اللقاح.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن مناعة القطيع تتحقق بحماية الناس من الفيروس لا بتعريضهم له.
دعوة للتضامن في وجه الجائحة
ودعا د. أمجد الخولي إلى التضامن الدولي عند التعامل مع المرض: “لمنظمة الصحة العالمية دور في دعم التضامن الدولي والتعامل مع المرض كأن العالم قرية واحدة، في ظل قرارات فيها تعاون كبير إلى حدّ ما، هذا جزء كبير من التطور الذي حدث“.
حاليا، تشارك أكثر من 80 دولة في تجارب إكلينيكية عالمية لدحر المرض، تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، “لنا أن نتخيّل عدد وحجم العيّنة التي ستتم عليها هذه التجارب“، بحسب د. أمجد الخولي.
[ad_2]
Source link