[ad_1]
في القرن الأول من الإسلام تميزت الملابس بالترف والفخامة والعظمة وازداد إقبال الناس على الترف حيث اختلط العرب بغيرهم من الأمم، فظهر الوشي وارتداه الناس جميعاً جباباً وأردية وسراويل وعمائم وقلانس. وفي العصر الأموي زاد استخدام أصناف الحرير والصوف بين موشى ومطرز ومحاك بالذهب والفضة ومرصع بالأحجار الكريمة التي استخدمت في صناعة الأقبية والطيالسة والجيب والعمائم والأبراد والأرز والسراويل. «وورد في مروج الذهب للمسعودي أن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ورجال حاشيته كانوا يرتدون ملابس من الحرير المدبج (الموشى) منها الجبة، الرداء، السروال، والعمامة، والقلنسوة».
كره أغلب رجال الفقه والرواة مظاهر النعمة وإظهارها وذلك منذ العصر الإسلامي الأول فقد كانت ملابس بعض الشباب الملكي وطريقتهم في المشي محل استنكار التابعي طاووس بن كيسان، المتوفى عام 106 هجري. إن التأريخ الموثق الذي ينقل لنا أشكال الملابس وأنواع الأقمشة يظهر كيف حرم بعض الفقهاء ما أحله الله من زينة ونعمة. وكيف جعلت بعض الفرق الدينية من صوفية وغيرها الخشن من الملابس نوعاً من التقرب إلى المولى عز وجل، أو ما يظنه البعض من قدسية للعمامة أو العباءة وغيرها من ملابس مخرجي الملابس عن وظيفتها الأساسية التي وردت في القرآن، وجعلها رمزاً غير قابل للشك فيه مستندين إلى مفاهيم وتفاسير خارجة عن صريح النص القرآني وتأريخه الذي ارتبط به.
التأريخ يعلمنا أن هناك عقبات تقف أمام التطور والتغيير وأحد أهم الأسباب قيامهم بخلط الشكل بالموضوع مستخدمين قناعات رسخت في أذهان المجتمع ومفاهيم مغلوطة. وما أصاب المجتمعات الإسلامية من تخلف في جميع نواحي الحياة الاقتصادية والعلمية والطبية والفنية والإبداعية والأخلاقية يرجع لخلط الشكل بالموضوع والبعد عن الغاية والأهداف. وبالله التوفيق.
[ad_2]
Source link