[ad_1]
وقد ألقى القتال المستمر منذ عشرة أيام بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بتأثير مدمر على سكان البلاد.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من نقص الغذاء والماء والأدوية والوقود، والكهرباء، فيما ارتفعت أسعار المواد الأساسية ووسائل النقل بشكل كبير.
متحدثا إلى الصحفيين في جنيف اليوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم أوتشا، ينس لاركيه إن شعب السودان الذي كان يمر بأوضاع إنسانية صعبة، أصبح الآن “على شفير الهاوية”.
وأشار إلى تأثر العمليات الإنسانية فضلا عن التقارير التي تفيد بحدوث عمليات نهب واسعة النطاق للإمدادات الإنسانية والمخازن.
توزيع المساعدات في أي مكان ومتى سمحت الظروف
وفي أعقاب النقل المؤقت لمئات الموظفين الأمميين وعائلاتهم من العاصمة السودانية الخرطوم يوم الاثنين بسبب استمرار القتال، أكدت الأمم المتحدة أن فريقها القيادي سيبقى في السودان للإشراف على العمليات الإنسانية في المستقبل.
وأشار لاركيه إلى أنه يجري إنشاء مركز إنساني في مدينة بورتسودان الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
ومضى قائلا: “نواصل مع شركائنا تقديم المساعدة كلما وحيثما كان ذلك ممكنا”، مؤكدا على الجهود “البطولية” التي يقوم بها الشعب السوداني نفسه.
وقال إن شبكات المجتمع المدني تستجيب للاحتياجات الأكثر إلحاحا في مجتمعاتها، “بما في ذلك حشد المساعدة الطبية، وتوزيع الغذاء والماء، ومساعدة المدنيين”.
وحتى قبل اندلاع القتال، كان حوالي 15.8 مليون شخص – أي حوالي ثلث سكان السودان – بحاجة إلى المساعدة.
ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى
وأسفرت الاشتباكات المتفرقة حتى الآن عن مقتل 459 شخصا وإصابة أكثر من 4000 حتى يوم أمس الاثنين الموافق (24 نيسان/أبريل)، وفقا لإحصائيات وزارة الصحة السودانية التي نقلتها منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الأرقام الفعلية “من المرجح أن تكون أعلى” لأن ربع المرافق الصحية- على الأقل في الخرطوم حيث يدور معظم القتال- لا تعمل.
هجمات على الرعاية الصحية
وتحققت منظمة الصحة العالمية من وقوع 14 هجوما على مرافق الصحة منذ بدء العنف، مما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة اثنين آخرين.
وشددت المنظمة على ضرورة أن تتوقف الهجمات على مرافق الصحة لأنها تمنع المحتاجين من الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية.
كما أشارت المنظمة إلى تزايد المخاوف الصحية بسبب استمرار تفشي حمى الضنك والملاريا، فضلا عن التحذير من تفشي الكوليرا بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن إيصال المساعدات الإنسانية أصبح شبه مستحيل بسبب العنف، وأكدت أن لديها مخزونا من الأدوية الأساسية وأكياس الدم ومستلزمات الجراحة ورعاية الرضوح في انتظار تسليمها بمجرد ضمان الوصول الآمن.
متحدثا في مجلس الأمن يوم أمس الاثنين، أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأمم المتحدة ستبقى لتساعد الشعب السوداني وتقف إلى جانبه، بينما يواصل السعي نحو حكم مدني ومستقبل ديمقراطي جديد.
المختبر الطبي الوطني تحت التهديد
وفي حديثها للصحفيين من السودان يوم الثلاثاء، أعربت ممثلة منظمة الصحة العالمية في البلاد، الدكتورة نعمة سعيد عابد عن القلق من احتلال مسلحين المختبر الوطني للصحة العامة.
ومضت قائلة: “لم يعد بإمكان فنيي المختبرات المدربين الوصول إلى المختبر، لا يمكن إدارة المواد البيولوجية المخزنة في المختبر للأغراض الطبية بشكل مناسب في ظل انقطاع التيار الكهربائي”.
بالإضافة إلى المخاطر البيولوجية “العالية جدا”، هناك أيضا خطر تلف مخزون أكياس الدم التي تشتد الحاجة إليها، حيث إن المختبر هو أيضا موقع بنك الدم المركزي.
تصاعد النزوح
أسفر القتال بالفعل عن نزوح آلاف الأشخاص. وقال بول ديلون، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة إن الوكالة قامت بتنشيط أداة تتبع النزوح في 16 نقطة دخول في البلدان المجاورة لمراقبة التدفقات الواردة.
يتم تقسيم البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة الأداة حسب العمر والجنس والاحتياجات الصحية، ويتم توفيرها لجميع الجهات الفاعلة الإنسانية لإبلاغ استجابتهم.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن فرق المراقبة والإغاثة منخرطة في سباق مع الزمن حيث من المتوقع أن يؤدي حلول موسم الأمطار في أواخر أيار/مايو – أوائل حزيران/يونيو إلى قطع مساحات شاسعة من المنطقة الحدودية بين السودان وتشاد.
تحركات عبر الحدود
وأفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بفرار السودانيين إلى تشاد وعودة لاجئي جنوب السودان إلى بلدهم، مشيرة إلى تلقيها تقارير عن بدء وصول أشخاص إلى مصر، ولكن لا توجد أرقام عن ذلك.
وقالت المفوضية إنها “تعمل عن كثب” مع الشركاء والحكومات في المنطقة لتقييم احتياجات الوافدين الجدد والاستجابة لها.
كما شكرت الوكالة الدول المجاورة “على استمرارها في إبقاء حدودها مفتوحة أمام الفارين من السودان – سواء لطلب الحماية الدولية أو للعودة إلى بلدانهم الأصلية”.
اللجوء إلى تشاد
وقد فر “ما لا يقل عن 20 ألف لاجئ” إلى تشاد منذ بدء القتال ومن المتوقع وصول المزيد، وفقا لمفوضية اللاجئين.
متحدثة من أنجمينا، قالت ممثلة المفوضية في تشاد، لورا لو كاسترو للصحفيين في جنيف إنه في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يعبر ما يصل إلى 100 ألف شخص إلى البلاد.
وقالت إن التخطيط جار لنقل الوافدين الجدد إلى مخيم حالي للاجئين بعيدا عن الحدود، “بينما يتم تحديد موقع جديد لاستضافة الوافدين الإضافيين”. وتستضيف تشاد بالفعل أكثر من 400 ألف لاجئ سوداني.
عودة لاجئي جنوب السودان
متحدثة من جوبا، قالت ممثلة المفوضية في جنوب السودان، ماري هيلين فيرني إن المفوضية تمكنت من مقابلة وتسجيل حوالي 4000 عائد حتى الآن، في خضم وضع “صعب للغاية” على الحدود الشمالية للبلاد.
يفتقر العديد من الوافدين الجدد إلى الوسائل التي تعينهم على مواصلة رحلتهم، ولهذا السبب تساعد المفوضية في تسهيل سفرهم فيما بعد، وتوفير المياه النظيفة وإنشاء مراكز الاستقبال.
وفقا للمفوضية، هناك أكثر من 800 ألف لاجئ من جنوب السودان في السودان، ربعهم في الخرطوم وقد “تأثروا بشكل مباشر بالقتال”.
تأثير على المجتمعات المضيفة
وترجح المفوضية عودة حوالي 100 ألف لاجئ إلى جنوب السودان، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يلجأ نحو 45,000 سوداني إلى جنوب السودان.
وأعربت السيدة فيرني عن قلق المفوضية البالغ بشأن تأثير ذلك على المجتمعات المضيفة. يحتاج حوالي 75 في المائة من سكان جنوب السودان بالفعل إلى مساعدات إنسانية.
[ad_2]
Source link