[ad_1]
في الذكرى السادسة لتولي الأمير الشاب ولاية العهد تناولت الكثير من الأقلام والبرامج الإنجازات التي تحققت خلال مسيرة السنوات الماضية، غير أنني هنا لن أعيد تكرار ما تم سرده بل سأقوم بالربط بين المنهج الذي ترتكز عليه رؤية الأمير وبين الواقع العملي -والذي تحقق فعلياً- من خلال استعراض سريع لأهم مقولات الأمير، والتي تمثل المفتاح لفهم ما تم تحقيقه حتى الآن من نجاحات مبهرة، والمدخل لما سيتم تحقيقه مستقبلاً من إنجازات تمس كل مواطن.
من أحد أشهر مقولات الأمير قوله بأننا لن نسمح لتيار الصحوة بأن يعيدنا للماضي «ولن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة»، وهذا التصريح من الحصافة بمكان لأن يعتبر المدخل لتطوير المملكة وإبعادها عن شبح التطرف والانغلاق، فتيار الصحوة الذي انتشر في نهاية سبعينات القرن الماضي كان هو أهم الأسباب الجوهرية للكثير من المشكلات التي واجهتها المملكة من قبل كضعف القطاع الاستثماري والسياحي، كما أنه المسؤول عن تكوين صورة مغلوطة عن المملكة وشعبها أمام الكثير من دول العالم.
ولتصريح الأمير بهذا الشأن العديد من الدلالات لعل أهمها هو تشديده على أن هناك سلطة واحدة فقط هي الدولة، وهو ما يعني أنه لا توجد سلطة أخرى موازية لها تعمل في الظل لفرض هيمنتها على مناحي الحياة الاجتماعية للمواطنين، وهو ما يعني بدوره أن التيار الذي كان يتدخل في مناحي الحياة فارضاً سطوته على الجميع انتهى بلا رجعة، ولعل أكبر دليل على ذلك هو هروب الكثير من رموزه لبلاد الغرب لتحريض الشعب في محاولة يائسة لتشويه الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع.
من التصريحات اللافتة أيضاً للأمير -وذات العلاقة العميقة والوطيدة مع التصريح السابق- تصريحه عن قضايا الفساد بأنه «لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد سواء كان أميراً أو وزيراً أو أياً كان.. كل من تتوفر عليه الأدلة الكافية سيُحاسب»، وهذا التصريح في واقع الأمر يعكس وجهاً جديداً وحاسماً للمملكة، والتي شكلت قضايا الفساد أحد أهم المشكلات التي واجهتها من قبل، وكانت تحتاج لمثل هذا المنهج الحاسم والقوي لتستأصل ظاهرة متأصلة في المجتمع لم يكن من السهل القضاء عليها إلا بعد بلورتها على هذا النحو الواضح والحازم، فالجميع سواسية أمام القضاء، ولن تشفع لأي مواطن مكانته طالما تورط في قضية فساد، فالفساد هو مستنقع آسن ينهش في جسد الدولة ومؤسساتها لحساب فئة معينة، وفي مجتمع المؤسسات يتم التعامل مع الجميع بعدالة.
خلال ست سنوات تمكنت السعودية من أن تتغير وتكمل مسيرتها التنموية على نحو مختلف تماماً، فقد غدت المملكة قطباً استثمارياً وسياحياً إقليمياً ووجهة أساسية لمجال ريادة الأعمال في المنطقة، وبنظرة عجلى لأي مجال يمكننا استيضاح مقدار التغيرات التي حدثت في المملكة خلال تلك الفترة الوجيزة للغاية، فعلى سبيل المثال تعددت القنوات الإعلامية السعودية وتصدرت الفضاء العربي بمحتواها الهادف والجذاب، وأصبحت قبلة العرب في مجال الأعمال الفنية والبرامج بفتح باب الاستثمارات في هذا القطاع الثقافي الواعد، كما أنها نشطت على نحو متسارع في مجال السياحة الداخلية وتمكنت من توفير مليارات الريالات التي كانت تذهب مباشرة لخزائن العديد من الدول الأخرى.
لا شك لدينا في أن مسيرة الإنجازات الضخمة والحاسمة لم تكن لتنجح لو لم يتولى زمامها قائد يتمتع ببصيرة بعيدة ورؤية نافذة ومتكاملة، لديه قدرة على تنفيذ أفكاره بحسم كافٍ وإرادة لا تلين، فمن المؤكد أن كل هذه الإنجازات لابد وأن تزعج بعض من فرضوا أنفسهم أوصياء على المجتمع، ممن يقاومون تقليص نفوذهم وسحب البساط من تحت أقدامهم، فلكل إصلاح عدد من الأعداء الذين لن يدخروا وسعاً في إشعال الحرائق والسعي للصيد في الماء العكر، غير أن القائد الناجح لا يسمح لرياح الشر بأن تعرقل مسيرة سفينته الطموحة، فالرياح المعاكسة قد تكبح سرعة الأجسام المندفعة للأمام، غير أن كلمة السر في المثابرة وعدم الخضوع للرياح المعاكسة الحاقدة هي الإصرار والحسم والعمل الدؤوب وامتلاك رؤية ثاقبة، فجميع الرياح القوية المعاكسة التي واجهتها المملكة خلال تلك السنوات الست لم تتمكن من تثبيط عزيمة الأمير بأي صورة من الصور.
يتساءل الكثير من المتابعين عن قدرة المملكة على تحقيق إنجازات ضخمة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية بل والسياسية أيضاً، وقد يستغربون من قدرتها على تحقيق تلك الإنجازات خلال بضع سنوات فقط مستفسرين عن كلمة السر للولوج لعالم يعج بالإنجازات المتتالية والمتزايدة يوماً بعد يوم، غير أن كلمة السر ليست بهذا الغموض؛ إنها «محمد بن سلمان».
[ad_2]
Source link