[ad_1]
«الحرب النفسية»… سلاح قوي في معارك السودان
الجيش و«الدعم السريع» يلجآن للدعاية الإعلامية المنظمة
الاثنين – 26 شهر رمضان 1444 هـ – 17 أبريل 2023 مـ رقم العدد [
16211]
دخان المعارك يغطي سماء الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
الخرطوم: محمد أمين ياسين
صاحبت المعارك الطاحنة، التي تدور رحاها حالياً بين الجيش السوداني، وقوات «الدعم السريع»، في العاصمة الخرطوم وأطرافها، دعاية إعلامية كبيرة، ولجأ قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي»، باكراً لممارسة التأثير النفسي على خصمه، وبعد أقل من ساعتين من انطلاق الاشتباكات الأولى، صباح الأمس، سارع إلى إصدار بيان يعلن سيطرته الكاملة على مقر القيادة العامة للجيش والقصر الجمهوري الرئاسي، لتبدأ حرب نفسية وإعلامية منظمة بين العدوّين.
وبدا أن هدف حميدتي من هجومه الخاطف والسريع ميدانياً شلُّ تحرك الجيش، وخفض الروح المعنوية وسط ضباطه وجنوده، ودخولهم ساحة المعركة منهزمين نفسياً، فالإعلان عن السيطرة على هذين المقرَّين الرئيسيين يعني فعلياً انتهاء المعركة وسقوط النظام في يده. إلا أن رد الجيش جاء سريعاً بتنفيذه ضربة قصف جوي ضد المقر الرئيسي لقوات «الدعم السريع» الواقع في قلب الخرطوم، وبدا تصوير لحظة الضربة بشكل محترف، دعاية إعلامية الهدف منها التأثير على الخصم، من خلال إظهار تفوق الجيش بسلاح الجو، والفرق الذي يمكن أن يُحدثه خلال المعارك.
ووفق خبير في الإنترنت تحدَّث، لــ«الشرق الأوسط»، وفضَّل حجب هويته، فإن مثل هذه الحملات الإعلامية المنظمة بشأن المواجهات الجارية حالياً بين الجيش و«الدعم السريع»، يُدار من غرف إعلامية مغلقة، تعمل على توجيه الرسائل عبر حسابات وهمية ضخمة العدد؛ للتأثير على الرأي العام، وتوجيهه أو تضليله في حدث معين. ويضيف الخبير الرقمي أن هذه الغرف، والتي غالباً ما تكشف عن هويتها، تلقى مساعدة من مجموعة شبكات مستفيدة من هذا الأمر، وهو ما يطلق عليه «الجداد الإلكتروني».
ومع اشتداد الاشتباكات العسكرية بحلول النهار، كثَّف قادة الجيش و«الدعم السريع» من الظهور الإعلامي في الفضائيات وإصدار بيانات صحافية متتالية على منصاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، يتهم فيها كل طرفٍ الآخر ببدء الهجوم، وفي الوقت نفسه يحاول كل طرف تأكيد موقفه وتقدمه على الأرض، وانهزام الآخر ميدانياً.
وفي تلك الأثناء، عمد الجيش إلى تسريب فيديو مصور يُظهر قائده عبد الفتاح البرهان، ورفيقه شمس الدين كباشي، يديران العملية العسكرية، من خلال جدار تلفزيوني مقسم إلى شاشات، بدا واضحاً أنها تغطي، بالصورة والصوت، المناطق التي تدور فيها المواجهات مع «الدعم السريع» في الخرطوم والولايات الأخرى. في المقابل، نشطت منصات قوات «الدعم السريع» على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك وتويتر»، في نشر معلومات وبيانات، على رأس كل ساعة، توضح فيها موقفها، مدعمة بفيديوهات وصور لانتصاراتها والأهداف التي حققتها على الأرض، وفي الوقت نفسه تدحض ما يصدر عن الجيش.
وتسابقت القوتان إلى الاستفادة القصوى من وسائل التواصل الاجتماعي، وتوظيفها لخدمة أغراضها، وأصبحت صفحات «فيسبوك»، التابعة للجيش و«الدعم السريع»، المصدر الأول والرئيسي لمعلومات وسائل الإعلام ومخاطبة الرأي العام، وفي الوقت نفسه صارت منصة للحرب النفسية على الخصم. وعمدت الصفحات التابعة للجيش إلى بث ومشاركة فيديوهات وصور لاستيلائها على سيارات تابعة لـ«الدعم السريع»، بعد فرار أصحابها، ومن ناحية ثانية قامت الصفحة الرسمية لقوات «الدعم السريع» على «فيسبوك»، بنشر فيديوهات تتحدث فيها عن سيطرتها على بعض المواقع العسكرية، مثل مطار مروي شمال السودان، وقاعدة «جبل أوليا» الجوية جنوب الخرطوم.
وتركزت الحرب النفسية والدعاية الإعلامية في محاولة كل طرف إظهار سيطرته الكاملة على المواقع الاستراتيجية، ففي الوقت الذي يتحدث فيه قائد «الدعم السريع» عن استيلائه على القصر الرئاسي وقيادة الجيش، ومواقع أخرى حساسة في الخرطوم، يخرج الجيش لتكذيب ونفي هذه المعلومات، ويؤكد، بدوره، سيطرته الكاملة على تلك المواقع، وحسم المعركة لصالحه. ويأتي حديث الطرفين في وقت تُسمع فيه أصوات الرصاص ودويّ القنابل على مقربة من تلك المواقع.
في هذا الوقت، تنشط حسابات كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في المشاركة، بشكل مباشر أو غير مباشر، في نشر وتداول فيديوهات وصور لجثث القتلى والأسرى من الجيش و«الدعم السريع».
السودان
أخبار السودان
[ad_2]
Source link