أوضح مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – أن أفضل التهجد ما يكون بإحدى عشرة أو ثلاث عشرة، إذ كان النبي ﷺ في الغالب يوتر بإحدى عشرة أو بثلاث عشرة، وربما أوتر بسبع وبخمس وبثلاث، وأقل شيء ركعة واحدة عقب صلاة العشاء والراتبة، وإن أوتر بثلاث كفى أو بخمس كفى أو بسبع كفى، إلا أن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة يسلم من كل اثنتين، كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام، كان يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة مفردة، ويقول ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى – يعني: اثنتين اثنتين – فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى، يعني: يوتر بواحدة النهاية.

وعن تأخير التهجد، قال رحمه الله: الأفضل آخر الليل إذا تيسر ذلك؛ لقول النبي ﷺ: من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل؛ لما رواه مسلم في الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، فهذا التنزل الإلهي فرصة عظيمة للدعاء والعبادة للمؤمن يدعو ربه؛ لأنه يقول سبحانه: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، فإذا تيسر للمؤمن والمؤمنة أن يكون التهجد في آخر الليل في الثلث الأخير كان أفضل حتى يوافق هذا النزول الإلهي وهذا الجود من الرب والتفضل منه سبحانه وتعالى.

وعن الوتر قال: إذا أوتر في أول الليل كفى ذلك، ولو صلى عشرين وأوتر بواحدة أو بثلاث، أو صلى أربعين وأوتر بواحدة أو بثلاث، أو صلى أكثر فلا بأس، كله واسع بحمد الله؛ لأن الرسول ﷺ ما حدد عدداً معلوماً من الركعات، أطلق قال: صلاة الليل مثنى مثنى، ولم يحدد، فدل على التوسعة والحمد لله، لكن أفضل ذلك إحدى عشرة أو ثلاث عشرة تأسياً به عليه الصلاة والسلام، واقتداءً في رمضان وفي غيره.