[ad_1]
فرنسا ومن ورائها أوروبا تشعر بخيبة أمل كبيرة من الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض، خصوصاً بعد الصفعة التي وجهتها إلى باريس بعدما أقنعت أستراليا بالتخلي عن صفقة الغواصات التي كانت الأخيرة قد عقدتها مع باريس، هذا الأمر لم يعنِ فقط التخلي عن مليارات الدولارات وعدد هائل من فرص العمل، ولكنه أظهر فرنسا عارية تماماً على الصعيد العالمي لأنها ببساطة بلعت الإهانة ولم تستطع الرد سوى ببعض التصريحات الغاضبة فظهر ضعفها وقلة حيلتها. واستمرت الضربات الأمريكية الإستراتيجية ضد باريس عندما استبعدتها واشنطن من التحالفات التي نسجتها مع أستراليا والمملكة المتحدة في المحيط الهادي، مع أن فرنسا معنية بأمن تلك المنطقة باعتبار قواعدها العسكرية والجزر التابعة لها في أقاليم ما وراء البحار، ومع ذلك أصرت أمريكا على جعل التحالفات «نادي أنجلوساكسوني». وما أن بدأت الحرب الروسية في أوكرانيا حتى تحول القادة الأوروبيون تلاميذ عند العم سام، يرسم لها الإستراتيجية العسكرية ويحدد مجالات الدعم العسكري لكييف، وعندما حاول ماكرون أن يلعب دوراً في إيقاف الحرب وحل الأزمة وقفت واشنطن بقضها وقضيضها لإفشاله، ومع أن القارة العجوز هي التي دفعت الثمن الغالي للعقوبات الاقتصادية إلا أن واشنطن تعاملت معها كأي تاجر جشع ومستغل فقامت برفع أسعار الغاز لأربعة أضعاف مما جعل ماكرون يصيح (ما هكذا يكون الأصدقاء).
يمكننا أن نتفهم حالة الغضب التي تنتاب الرئيس الفرنسي أمام كل هذه السياسات الأمريكية، ويمكننا أن ننظر إلى تصريحاته باعتبارها أحلاماً مشروعة وأمنيات وردية ولكن الرئيس بحاجة إلى من يجود عليه ببيت شعر أحمد شوقي الذي يقول: ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، لأن الرغبة الفرنسية يقابلها واقع أن أوروبا عاجزة عن بناء نموذج سياسي فعّال، وهي عارية بدون الغطاء الأمني والعسكري لحلف الناتو. بل إن النموذج الفرنسي بدأ يفقد جاذبيته وبدأ يدخل في نفق العطالة، فهو غير فعّال على أكثر من مستوى كالتعليم والصناعة والتقنية الحديثة والذكاء الصناعي وغيرها. أوروبا كما فرنسا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة تعريف دورها وموقعها في عالم يمر بمخاض عسير.
[ad_2]
Source link