من الميدان في سوريا: قصص شعب صامد زُلزلت الأرض تحت أقدامه فيما يكابد مآسي وويلات الصراع

من الميدان في سوريا: قصص شعب صامد زُلزلت الأرض تحت أقدامه فيما يكابد مآسي وويلات الصراع

[ad_1]

وتقول السيدة ياسين إنها تعرفت خلال زيارتها على أمهات يكافحن لتأمين المأوى والغذاء والحماية لأطفالهن، وأطفال أصبحت ذروة أحلامهم أن يعيشوا حياة طبيعية، وأبطال يساهمون في تخفيف المعاناة على الرغم من الكارثة التي حلت عليهم هم أيضا.  

فيما يلي تتحدث شيرين ياسين عن القصص والأصوات التي حملتها معها:  

أطفال من مخيم الحمّام، وهو مركز الاستقبال للنازحين يضم حوالي 75 عائلة في جنديرس بمحافظة حلب

أطفال من مخيم الحمّام، وهو مركز الاستقبال للنازحين يضم حوالي 75 عائلة في جنديرس بمحافظة حلب

هنا مخيم الحمّام في جنديرس بمحافظة حلب. يضم مركز استقبال النازحين هذا حوالي 75 عائلة. 

في اليوم الذي زرنا فيه جنديرس كانت الظروف الجوية سيئة للغاية والرياح شديدة، مما تسبب بتطاير الخيمة التي تضم عيادة طبية متنقلة فيها أدوات بسيطة وإسعافات أولية.  

أحلام الأطفال في المخيم بسيطة. أخبرتني طفلة أنها تحتاج إلى نظارات طبية، وأخرى تطالب بحذاء لائق يساعدها على المشي في طرقات المخيم غير المعبّدة. 

الطفلة التي ترتدي الحجاب البني في الصورة المرفقة تدعى أحلام. قالت لي إنها لا تريد سوى العودة إلى المدرسة. 

رفعت إحدى الأمهات في المخيم مطلباً واحداً من الوفد الأممي، وهو تأمين كرسي متحرك لابنتها المقعدة والتي تبلغ من العمر 20 عاما. 

جنديرس هي من بين أكثر المناطق تضررا جراء الزلزال. 

السيدة يازي خالد العبد الله تعيش في هذه الخيمة بعدما أجبرها الزلزال على النزوح.

السيدة يازي خالد العبد الله تعيش في هذه الخيمة بعدما أجبرها الزلزال على النزوح.

ربما قصة السيدة يازي خالد العبد الله تحاكي المعاناة التي يشعر بها مئات آلاف المشردين جراء الزلزال. 

“نحن هنا منذ شهر تقريباً. كنت أصلي قيام الليل عند الساعة الرابعة صباحاً، وشعرت بشيء يهزني، فذهبت لإيقاظ أهل المنزل ولم أكن أعرف ما الذي يحدث. ركض أولادي نحوي يهوّنون علي، ويقولون لي لا تخافي، يبدو أنه زلزال. وقع من كان يركض نحوي أرضا مرتين أو ثلاث مرات. 

بعد أن خرجنا من المنزل، تهاوى المبنى. تساءلنا إلى أين نذهب. كان الجو ممطرا وباردا. كنا نرجف من البرد. 

حضرنا إلى هنا ونُصحنا بالتسجيل للحصول على مأوى. 

نحن ثلاث عائلات وكل عائلة منا في خيمة. والآن مرّ شهر، ولا أعرف ما الذي سيحدث، هل ستطول المدة؟ لا أعرف.  

لا توجد لدينا أوانٍ للطهو. نشتهي الطبخ ولا توجد لدينا جرة غاز. لدينا بطانيات وننام هنا، أحيانا يحضرون لنا الطعام المطهو، لكن معظم الطعام من الأرز، وأنا أعاني من مرض السكري. 

نرجو أن يقوموا بإيوائنا في بيوت. نرجو من الله أن نعود إلى منازلنا. سنأكل التربة هناك ونحن فرحون. 

كنا نزرع الأراضي وكانت لدينا أغنام، لكن قتلتهم الطائرة. غادرنا سنجار (في منطقة معرة النعمان) قبل ثماني سنوات، توجهنا إلى كل مكان، نقضي بعض الوقت هنا وهناك. لم نترك مكانا لم ننزح إليه. واستشهد ابني واستشهد الزوجي، لا أدري ماذا أقول أكثر من ذلك”. 

مزيد عبد المجيد الزايد، مدير مخيم أجنادين في جنديرس

مزيد عبد المجيد الزايد، مدير مخيم أجنادين في جنديرس

التقيت بالسيد مزيد عبد المجيد الزايد الذي يدير مخيم أجنادين في جنديرس. 

شرح لنا الأوضاع الصعبة التي يعيش فيها سكان المخيم حيث هناك نقص في كل شيء حتى في عدد الخيام. العيادات المتنقلة تعمل في المنطقة، لكنها تفتقر للدواء وتأتي بشكل متقطع. 

“الظروف في المخيم مزرية. لم أجلب عائلتي إلى هنا، فزوجتي وأطفالي في مكان آخر. لن أحتمل أن أراهم يعيشون في مثل هذه الظروف”. 

عيادات متنقلة تم وضعها مقابل "مشفى الرفاه التخصصي" في جنديرس.

عيادات متنقلة تم وضعها مقابل “مشفى الرفاه التخصصي” في جنديرس.

قمنا بزيارة خيام أُقيمت مقابل “مشفى الرفاه التخصصي” في جنديرس وتضم عيادات متنقلة، من بينها عيادة لرعاية الأطفال وأخرى نسائية.  

يتم استقبال المرضى والمراجعين يومياً في هذه العيادات التي أقيمت بعد عدة أيام من الزلزال. 

المستشفى محاط بمبانٍ مدمرة، وحال الكوادر الطبية كحال الناس الذين يقدمون إليهم الرعاية الضرورية.  

الأطباء يقيمون في هذه الخيام أيضاً، وبعض العاملين الصحيين خسروا أفراداً من أسرهم. أحد الممرضين موجود في العناية المركزة حالياً، وهو مهدد ببتر ساقه. لم ينج من عائلته سوى ابنته بيسان. 

أخبرنا أحمد الجربان، الإعلامي في منظمة “سوريا للإغاثة والتنمية” غير الربحية، بأن هذه العيادات تُعتبر النقطة الصحية الوحيدة في هذه المنطقة. 

كان القطاع الطبي مثقلاً حتى قبل الزلزال، والآن فقد أنهِك الكادر الطبي واستنفدت المعدات بشكل شبه كامل. 

سيدة أم أحمد* (الاسم مستعار) نزحت مع عائلتها إلى مخيم الكمونة في سرمدا بريف إدلب.

سيدة أم أحمد* (الاسم مستعار) نزحت مع عائلتها إلى مخيم الكمونة في سرمدا بريف إدلب.

عدد لا يحصى من المتضررين من الزلزال كانوا قد لجئوا إلى هذه المناطق بحثاً عن الأمان من تداعيات الحرب المستعرة منذ 12 عاماً. أم أحمد (الاسم مستعار) وصلت في نهاية المطاف إلى مخيم الكمونة في سرمدا بريف إدلب، وبالنسبة لها فإن المستقبل يبدو غامضاً. 

“إذا أخرجونا من هنا فلن يكون أمامنا مكان آخر نتوجه إليه. نزحت من سراقب إلى عفرين ثم جنديرس. أمضينا السنوات الخمس الماضية نتنقل من مكان لآخر. في الفترة الأخيرة انتقلنا من مناطق التماس في عفرين عندما تعرضنا إلى القصف. 

والآن جاء الزلزال، وهو أمر ربّاني. خرجت مع زوجي وأولادي من المنزل، أما الرجل الذي كنا قد استأجرنا منه المنزل، فلم ينجُ من الزلزال”. 

مركز منظمة "بيت الطفل" في سرمدا بريف إدلب.

مركز منظمة “بيت الطفل” في سرمدا بريف إدلب.

هنا مركز منظمة “بيت الطفل” في سرمدا بريف إدلب، والتي تدعمها اليونيسف. 

تعمل المنظمة على إيجاد بيوت آمنة للأطفال المنفصلين عن ذويهم وغير المصحوبين، وقد اشتدت الحاجة لخدماتها في أعقاب الزلزال المدمر. فهناك أعداد هائلة من الأطفال الناجين الذين فقدوا أسرهم ولم يعد لديهم من يؤمّن لهم الرعاية والعناية. 

تقوم منظمة “بيت الطفل” بتقديم ما يُسمّى بالرعاية البديلة لهؤلاء الأطفال وتعقّب عائلاتهم. في الفترة الأولى تعمل المنظمة على تتبع عائلات الأطفال ثماني مرات شهرياً، بعد ذلك تكون المتابعات دورية لمدة عام، من ثم مرة واحدة كل سنة.  

تحدثت مع السيدة غادة التي تقوم بحضانة الطفل عبد الملك محمد آدم منذ أكثر من تسعة أشهر، أي قبل الزلزال. أخبرتني عن أشخاص احتضنوا أطفالاً رضّعاً تم إخراجهم من تحت الأنقاض، وعندما اصطحبوهم إلى المركز، وجد البعض أقرباءهم. 

أكدت السيدة غادة أن المنظمة تتابع وضع عبد الملك، وأنها ترسل الصور ومقاطع الفيديو لطمأنة المنظمة بأنه يحظى بمنزل دافئ وأسرة محبّة. 

وقد ضرب الزلزال المدمر، الذي تبعته عدة زلازل وهزات ارتدادية، جنوبي تركيا وشمال غرب سوريا في الساعات الأولى من صباح السادس من شباط/فبراير.

ولتكثيف الدعم العاجل للمتضررين من الزلزال في سوريا، أطلقت الأمم المتحدة نداء إنسانيا بقيمة 400 مليون دولار وواصلت قوافلها الإنسانية في التدفق عبر الحدود محملة بالمساعدات المنقذة للحياة عبر كل المعابر الممكنة.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply