[ad_1]
استخدام الرئيس الفرنسي للمادة 49.3 جعل المعادلة بينه وبين المعارضين للقانون هي معادلة صفرية ومن الصعب أن يخرج أي طرف بنتيجة لا غالب ولا مغلوب، وبما أن المؤسسات الفرنسية فشلت أن تكون حكماً يلوذ به من يشعر بالظلم، فالصوت الوحيد المتاح أمام النقابات واليسار الفرنسي وهو الشارع وهذا ما وعد به زعيم تجمع أقصى اليسار جاك ميلانشون عندما دعا إلى إسقاط الحكومة في الشارع. هناك وسيلتان ما تزالان متاحتين ولكن من المستبعد أن تؤديا إلى نتيجة ترضي المعارضين للقانون؛ الأولى هي المحكمة الدستورية العليا التي تنظر عادة في دستورية القوانين، وهذه تحتاج إلى شهر من أجل أن تصدر حكمها ومن المستبعد أن تبطل القانون، أما الثانية فهي الاستفتاء العام ولكن الإجراءات تحتاج إلى عام من إجل تطبيقه بعد ذلك موافقة الرئيس وعند ذلك يصبح القانون سارياً منذ عام ومن غير القانوني إسقاطه بعد هذه المدة. إذا نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تتعمق الحركة الاحتجاجية وتزيد الإضرابات، وتشمل قطاعات حيوية، وهذا بالفعل بدأ يحدث حيث أصبحت العاصمة الفرنسية مليئة بالقمامة بسبب إضراب عمال النظافة، ويمكن أن ينضم إليهم عمال النقل سواء البري أو الجوي، وكذلك الطلبة والمعلمون وغيرها من القطاعات، أو الخيار الثاني أن تخفت هذه الحركة الاحتجاجية مع مرور الوقت وتفقد الزخم الشعبي وهذا ما يراهن عليه الرئيس ماكرون. المؤكد أن التوتر الموجود في الشارع الفرنسي يؤدي إلى ظهور المتطرفين من أقصى اليمين وأقصى اليسار وهؤلاء يعمدون إلى الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، وقد باتوا جزءاً من المشهد الفرنسي اليومي.
فرنسا تدخل مرحلة من الأزمة السياسية التي تقترب من حالة الفوضى، وهذا يجعل الرئيس الفرنسي فيما بقي له من فترة رئاسية كالبطة العرجاء إذا استعرنا التعبير الأمريكي ولكن بنكهة فرنسية حادة.
[ad_2]
Source link