[ad_1]
زلزال «الإكوادور» يكشف أخطاء نظرية المتنبئ الهولندي
لم تشمله توقعاته التي تحدثت عن 8 دول
الأحد – 27 شعبان 1444 هـ – 19 مارس 2023 مـ
زلزال الإكوادور أضعف منطق متنبئ الزلازل فرانك هوغيربيتس (تويتر)
القاهرة: حازم بدر
إذا كان الحظ قد ابتسم لأصحاب نظرية اصطفاف الكواكب وتأثيرها على حدوث الزلازل في حوادث أكسبت تلك النظرية بعضاً من الرواج والشهرة، فإن أحد أسباب الرفض العلمي لها، كان يستند إلى حقيقة أنها فشلت في تفسير لماذا تحدث الزلازل يومياً في أنحاء الكرة الأرضية دون حدوث اصطفاف للكواكب، وهي الحالة التي يرى عالمان استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهما، أنها تنطبق على الزلزال الذي شهدته الإكوادور أخيراً.
ويدعي أصحاب تلك النظرية أن جاذبية كواكب المجموعة الشمسية في وضع الاصطفاف، بإمكانها تغيير سرعة دوران الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى تغييرات في سرعة الصفائح التكتونية في القشرة الخارجية للأرض، وبالتالي حدوث الزلازل، وزعم أحد مروجيها وهو متنبئ الزلازل الهولندي «فرانك هوغيربيتس»، أنها تفسر وقوع زلزال تركيا وسوريا في السادس من فبراير (شباط) الماضي، غير أن هوغيربيتس، تجاهل في تغريداته زلزال الإكوادور، ما يدعم الاتجاه الرافض لتلك النظرية.
وضرب زلزال بقوة 6.8 درجة، على عمق 66.4 كيلومتر، منطقة ساحلية في الإكوادور وشمال بيرو يوم السبت، ما ألحق أضراراً بمبانٍ سكنية ومدارس ومراكز طبية، وتسبب في سقوط 14 قتيلاً على الأقل، وهو ما يعدّه منتقدو نظرية اصطفاف الكواكب خير دليل على فشل النظرية، التي يروج لها هوغيربيتس، لا سيما أنه توقع السبت حدوث زلازل في ثماني دول، لم يكن من بينها الإكوادور.
وتوقع هوغيربيتس على صفحته الرسمية بموقع «تويتر» حدوث نشاط زلزالي تصاحبه تقلبات في الغلاف الجوي، بثماني دول هي «العراق وإيران وليبيا، بالإضافة إلى كينيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي والهند»، وهو ما دفع شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إلى التساؤل بلهجة لا تخلو من السخرية: «وأين زلزال الإكوادور؟!».
يقول الهادي لـ«الشرق الأوسط»: «عدم قدرة هذه النظرية على تفسير أسباب وقوع الزلازل في أوقات ليست مرتبطة باصطفاف الكواكب، مثل زلزال (الإكوادور) يكفي لرفضها، ووضعها في حجمها الطبيعي، وهو أنها لا تعدو أن تكون (تنجيماً مبطناً بالعلم)».
ويضيف: «كل إنجازات هذه النظرية قائمة على مصادفة ليس أكثر، لكنها في أغلب الأحيان تعجز عن تفسير أسباب وقوع الزلازل في أماكن بعيدة عن التنبؤات، كما حدث في الإكوادور، وهو ما يقتضي من هذا المتنبئ الهولندي الاعتراف بفشله».
ولا تعتقد سوزان هوغ، العالمة في برنامج مخاطر الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن هوغيربيتس، سيملك الجرأة للاعتراف بالخطأ، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «أسلوبه، وغيره من المتنبئين يقوم على إطلاق الكثير من التنبؤات الغامضة، فإذا كان الحظ حليفهم، وصدقت إحداها يملأون الدنيا ضجيجاً بترديد أنهم نجحوا، وفي المقابل، هم لا يعترفون بأخطائهم عند الفشل».
وأعادت هوغ التأكيد على أن العلم لم يصل إلى طريقة تستطيع التنبؤ بموعد وقوع الزلازل، وذلك يعود بشكل أساسي إلى الأسباب التي تؤدي لوقوع الزلازل، وهي عملية معقدة ومركبة للغاية.
ووفقاً للموقع الرسمي لهيئة المسح الجيولوجي الأميركي، تحدث الزلازل لأن الحركات البطيئة والثابتة للصفائح التكتونية (صخور شديدة الصلابة) تتسبب في تراكم الضغوط على طول الصدوع في قشرة الأرض، وتمتد هذه الصدوع لأميال في الأرض، ويؤدي الاحتكاك الناجم عن الضغط الهائل من وزن كل الصخور الموجودة فوقها إلى تثبيت هذه الصفائح معاً.
ويبدأ الزلزال في بقعة صغيرة على الصدع؛ حيث يتغلب الضغط على الاحتكاك، وينزلق الجانبان أحدهما عن الآخر، ومع انتشار التمزق بسرعة ميل أو اثنين في الثانية، فإن طحن كلا الجانبين منهما ضد الآخر على مستوى الصدع يرسل موجات من حركة الصخور في كل اتجاه، ومثل التموجات في البركة بعد سقوط الحجر، فإن تلك الموجات هي التي تجعل الأرض تهتز.
[ad_2]
Source link