[ad_1]
العيسى: شمولية رسالة الإسلام أسمى من أن تختزل في أهداف سياسية ومطامع مادية
رأس المؤتمر الأول للقيادات الدينية الإسلامية في أوروبا
الخميس – 24 شعبان 1444 هـ – 16 مارس 2023 مـ رقم العدد [
16179]
جانب من الحضور والمشاركين في المؤتمر الأول للقيادات الدينية الإسلامية في أوروبا (الشرق الأوسط)
لندن: «الشرق الأوسط»
احتضنت العاصمة البريطانية لندن، المؤتمر الأول للقيادات الدينية الإسلامية في أوروبا، بمشاركة أكثر من 300 شخصية بين مفتٍ وقائدٍ دينيٍّ، برئاسة الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، وبحضور برلمانيين وممثلين عن أتباع الأديان.
ويمثل المؤتمر تحوّلاً نوعيّاً في دعم تآلف القيادات الدينية الإسلامية الأوروبية وتوافقها، ويُسهم في توحيد الرأي في القضايا الكبرى للجالية الأوروبية المسلمة، ومعالجة أبرز قضاياها المُلحَّة.
وحقق المؤتمر في نسخته الأولى نجاحاً كبيراً، تجسّد في مخرجاته الاستثنائية بالغة الأهمية، أبرزها: إعلان إنشاء هيئة مستقلة للمجتمعات المسلمة الأوروبية مقرها لندن، تشتمل على لجنة للفتوى والإرشاد الديني، إضافة إلى اعتماد «وثيقة مكة المكرمة» لتدريب الأئمة في القارة الأوروبية، والتحذير من اختزال الدين في أهدافٍ سياسية ضيقة.
واستهلّ الدكتور العيسى كلمته الافتتاحية للمؤتمر بالترحيب بقادة الجاليات الإسلامية في أوروبا، مؤكِّداً أنَّ رابطة العالم الإسلامي تقوم بدورها العالمي ليتحقق من هذا اللقاء وأمثاله أهدافه المتطلع إليها، خصوصاً العمل على مساعي الخير في سبيل جمع الكلمة وإيجاد الحلول.
ونوَّه باستثنائية هذا الحدث العالمي الذي تحتضنه العاصمة البريطانية؛ نظراً لتميُّز حضوره، ولأهمية أهدافه المنصبَّة على توحيد الكلمة في القضايا الكبرى، مضيفاً أن «هذا المؤتمر استثنائيٌّ؛ نظراً لكونه جَمَعَ المذاهبَ الإسلامية كافة، فهو مؤتمرٌ جامعٌ حاضنٌ، يحتفي بالتنوُّع الإسلامي، لكنه يسعى لترشيده بحكمة الإسلام الرشيدة، ليكون ذلكم التنوعُ أكثرَ سلامة، ومن ثَمَّ أكثرَ عطاءً وتعاوناً لخدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء».
وأوضح أَنَّ دين الإسلام دينُ الرحمة والعطاء والإحسان، بكُلّ ما تَحْمِلُهُ هذه القيم من معانٍ، ولا تفريق في هذا؛ فالجميعُ مشمولون بهذا المبدأ الأخلاقي الإسلامي الذي لا تزدوج معاييرُهُ على اختلاف الأديان والأعراق والألوان.
ونوّه الدكتور العيسى برحابة الساحة الإسلامية، مؤكِّداً أن الاختلاف في الاجتهاد سعة في الدين، وإعجاز في التشريع؛ نجد أنموذجه في موسوعاتنا الفقهية؛ ولو قَصَرْنَا هذا التنوعَ الإسلامي على اجتهادٍ معينٍ لكان الفقه الإسلامي في كُرَّاسٍ واحدٍ لا يتجاوزه.
وتناول العيسى الشرورَ التي تنشأ عن الفُرْقة والتناحُر، مؤكداً أنها أساءت للإسلام ابتداءً وانتهاءً، وأساءت كذلك لأصحابها، فضلاً عن تردِّي نتائجها، وحذَّر من هذا السعي الباطل لتشويه الإسلام، وأنه ظُلمٌ له مهما تكن ذرائعه، فالعبرة بالمآلات، والعبرة بالنتائج، والإنسان يُحاسَب على خاتمته التي انتهى إليها أمرُه.
وقال الدكتور العيسى: «إن العالم الشرعي الراسخ والمفكر الإسلامي بحقٍّ هو داعية سلام ومحبة ووئام، يستوعب سنة الله تعالى في الاختلاف والتنوُّع بين البشر، ويحرصُ على سُمعة دينه وعلى سمعته كعالم، وسمعة المُكوِّن الديني الذي يشارك من خلاله غيره من أتباع الأديان والمذاهب والأفكار»، مضيفاً: «لا بد أن نؤكِّد – في جمعنا هذا – على أننا أمّة تدعو لمحبة الخير للجميع وأننا أمّة تحترم عهودها ومواثيقها».
وجدد التأكيد على أن «وثيقة مكة المكرمة» التي تعدّ أهمَّ وثيقة إسلامية في العصر الحديث، حملت في مضامينها رسائل الوعي لعموم الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن الدول الإسلامية أقرتها بالإجماع، ودعت إلى الإفادة منها في المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية.
وتوالت كلمات المتحدثين في المؤتمر، أبرزها كلمة عضو البرلمان البريطاني الوزير والمبعوث الخاص لحرية الأديان رحمن شيشتي، الذي أثنى على الجهود التي تقدِّمها رابطة العالم الإسلامي لإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين، ليصلَ للعالم أجمع الإسلام الحقيقي الذي يدعو للعدالة واحترام الإنسان، مُشيداً بما حملته «وثيقة مكة المكرمة» حيث اهتمَّت بالتعايُش ودحضت الظلم ورفضت انتهاك حقوق الإنسان وغيرها من العناصر التي اقتبست من الإسلام الصحيح.
وأكَّد أن «وثيقة مكة المكرمة» حرصت على إيضاح حقيقة أن اختلاف الثقافات بين العالم لا يجب أن يكون سبباً للنزاعات، بل يجب أن يجمعَهم ويقوي وحدتَهم وكلمتَهم، ولم تكتفِ بذلك، بل نصَّتْ أيضاً على أنَّ التعليمَ حقٌّ من حقوق الإنسان، صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى.
فيما شدَّدَ عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ على الأهمية الكبيرة التي تحملها «وثيقة مكة المكرمة»، إذ إنها تتحدث عن دورنا في صميم المواجهة لتحديات عالمنا اليوم، كاشِفاً عن أنه سيتم استخدام بنودِ الوثيقة كافة في مسجد باريس الكبير.
وأكَّد أن خطابَ المسجد الكبير بباريس نفسه منذ تدشينه في 1926م، وعلى اختلاف عُمدائه، يدور حول نشر الإسلام والإخاء الإنساني والتلاحم والحوار بين الأديان، فالإسلام يحتِّم علينا السلام، ويمنحنا الفرصة لرفع وعي الآخرين بأفعالِ الخير والعدالة التي يأمرنا الله تعالى بها.
من جانبها، ألقت ناز شاه البريطانية – المصنَّفة بأنها من بين الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيراً في العالم – كلمةً، قالت فيها إن «وثيقة مكة المكرمة» تمثّل حقيقة الإسلام، فقد اتفق علماء الأمة على أن تكون وثيقة للسلام والانسجام والمحبة بين كلِّ البشر، وهذه هي رسالة ديننا الحنيف الحقيقية، مؤكِّدة أن هذه الوثيقة استلهت محتوياتها من وثيقة المدينة المنورة التي أصدرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أول وثيقة في التاريخ تؤكِّد على الحقوق الأساسية لجميع البشر من دون تمييز.
وأضافت أن «وثيقة مكة تحارب أفكار التطرُّف والكراهية، وتدعو إلى كلمةٍ سواءٍ بين جميع البشر، وتعزِّز كل القيم والمبادئ التي نتمنى أن نراها في عالمنا اليوم، لكنّ هذا لا يعفينا من العمل الجاد، لجعل بنود تلك الوثيقة حقيقة ماثلة في مجتمعاتنا».
المملكة المتحدة
السعودية
ديانات
[ad_2]
Source link