الأمم المتحدة: ارتفاع مستوى سطح البحار يغرق المستقبل

الأمم المتحدة: ارتفاع مستوى سطح البحار يغرق المستقبل

[ad_1]

وقال السيد أنطونيو غوتيريش إن لمجلس الأمن دورا حاسما في بناء الإرادة السياسية اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية المدمرة الناشئة عن ارتفاع منسوب مياه البحار. وشدد على ضرورة العمل المشترك بشأن هذه القضية الحاسمة، ودعم حياة وسبل عيش ومجتمعات الأشخاص الذين يعيشون في الخطوط الأمامية لهذه الأزمة.

سيل من المشكلات

ارتفاع مستوى سطح البحر يسبب سيلا من المشكلات بالنسبة لمئات ملايين الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة النامية وغيرها من المناطق الساحلية المنخفضة حول العالم. ويهدد ارتفاع منسوب مياه البحارالأرواح والوصول إلى المياه والغذاء والرعاية الصحية.

ونبّه الأمين العام إلى أن تسرب المياه المالحة يمكن أن يتسبب في تدمير الوظائف والاقتصادات بأكملها في الصناعات الرئيسية مثل الزراعة ومصايد الأسماك والسياحة. ويمكن أن يتسبب هذا التسرب في تلف أو تدمير البنية التحتية الحيوية – بما في ذلك أنظمة النقل والمستشفيات والمدارس، خاصة عندما تقترن بظواهر الطقس المتطرفة المرتبطة بأزمة المناخ. ويهدد ارتفاع منسوب مياه البحار وجود بعض المجتمعات في الأماكن المنخفضة وحتى الدول.

 

دولة توفالو الجزرية في المحيط الهادئ تتعرض لخطر ارتفاع منسوب البحار الناجم عن تغير المناخ.

UNDP Tuvalu/Aurélia Rusek

 

القاهرة من بين المدن المهددة بالخطر

أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية للتو مجموعة جديدة من البيانات التي توضح الخطر الجسيم لارتفاع البحار، وفقا للأمين العام.

فقد ارتفع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر منذ عام 1900 بشكل أسرع من أي قرن سابق خلال الثلاثة آلاف عام الماضية. وارتفعت درجة حرارة المحيطات العالمية خلال القرن الماضي بشكل أسرع من أي وقت مضى خلال الأحد عشر ألف سنة الماضية.

في غضون ذلك، تخبرنا المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه- حتى وإن اقتصر ارتفاع درجة الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية- فسيظل هناك ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر. وإذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار درجتين، فسيتضاعف ارتفاع مستوى سطح البحر، ومع زيادة درجات الحرارة بشكل أكبر سيؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل هائل.

وحذر الأمين العام من أن دولا مثل بنغلاديش والصين والهند وهولندا كلها في خطر في ظل أي من هذه السيناريوهات.

“ستواجه المدن الكبرى في كل قارة تداعيات خطيرة- بما في ذلك القاهرة ولاغوس ومابوتو وبانكوك ودكا وجاكرتا ومومباي وشنغهاي وكوبنهاغن ولندن ولوس أنجلوس ونيويورك وبوينس آيريس وسانتياغو”.

وأشار الأمين العام إلى أن الخطر سيكون حادا بشكل خاص بالنسبة لما يقرب من 900 مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية على ارتفاعات منخفضة – أي شخص واحد من بين كل عشرة أشخاص يعيشون على وجه الأرض.

 

مشهد جوي لمدينة القاهرة، العاصمة المصرية. (أرشيف)

Dominic Chavez/World Bank

 

الدول الجزرية الصغيرة وأفريقيا

وشهدت بعض المناطق الساحلية بالفعل ارتفاعا في مستوى سطح البحر بمعدل ثلاثة أضعاف.

“لقد رأيت بأم عيني كيف يواجه الناس في الدول الجزرية الصغيرة النامية في غرب المحيط الهادئ مستويات ارتفاع لسطح البحر تصل إلى أربعة أضعاف المتوسط العالمي. في منطقة البحر الكاريبي، ساهم ارتفاع مستوى البحار في تدمير سبل العيش المحلية في قطاعي السياحة والزراعة. وقد أدى ارتفاع منسوب مياه البحار والتأثيرات المناخية الأخرى إلى بعض عمليات الانتقال الاضطرارية من مكان إلى آخر في فيجي وفانواتو وجزر سليمان وأماكن أخرى”.

وتتسبب الفيضانات وتآكل السواحل في غرب أفريقيا في إتلاف البنية التحتية والمجتمعات، وتقويض الزراعة وغالبا ما تؤدي إلى خسارة في الأرواح. في شمال أفريقيا، يؤدي تسرب المياه المالحة إلى تلويث الأرض وموارد المياه العذبة، ويدمر المحاصيل وسبل العيش على حد سواء. ويعاني الصومال أيضا من تسرب المياه المالحة، مما يساهم في التنافس على موارد المياه العذبة النادرة.

وفي جميع أنحاء العالم، يؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية.

وفقا لوكالة ناسا للفضاء، تفقد القارة القطبية الجنوبية(أنتاركتيكا) ما معدله 150 مليار طن من كتلة الجليد سنويا. يذوب الغطاء الجليدي في غرينلاند بشكل أسرع – مما يؤدي إلى فقدان 270 مليار طن سنويا.

وتطرق الأمين العام إلى الكيفية التي يسبب بها ذوبان الجليد في جبال الهيمالايا، تفاقم الفيضانات في باكستان. ولكن مع انحسار هذه الأنهار الجليدية خلال العقود المقبلة، ستتقلص أنهار السند والغانج وبراهمابوترا بمرور الوقت.

كما أن ارتفاع منسوب مياه البحر المقترن بالتسرب العميق للمياه المالحة سيجعل أجزاء كبيرة من دلتا هذه الأنهار غير صالحة للسكن.

“نرى تهديدات مماثلة في دلتا نهر ميكونغ وخارجها. ستلقي هذه التهديدات بعواقب لا يمكن تصورها. يمكن أن تختفي المجتمعات في الأماكن المنخفضة والبلدان بأكملها إلى الأبد. سنشهد هجرة جماعية لسكان مناطق بأكملها على نطاق هائل. وسنرى منافسة شرسة على المياه العذبة والأراضي والموارد الأخرى”.

نفق جبل الجليد تم تصويره قبالة بورتال بوينت في القارة القطبية الجنوبية>

 

ثلاثة مجالات رئيسية للعمل

وحذر الأمين العام من أن تداعيات ارتفاع منسوب مياه البحار بدأت بالفعل في خلق مصادر جديدة لعدم الاستقرار والصراع، داعيا إلى ضرورة العمل عبر ثلاثة مجالات في سبيل مواجهة هذا المد المتزايد من انعدام الأمن:

أولا- يجب أن نعالج السبب الجذري لارتفاع البحار، وهو أزمة المناخ.

نحن بحاجة ماسة إلى مزيد من العمل المتضافر للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وضمان العدالة المناخية. يجب أن تمتلك البلدان النامية الموارد اللازمة للتكيف وبناء المرونة في مواجهة الكوارث المناخية.

ثانيا- يجب أن نوسع فهمنا للأسباب الجذرية لانعدام الأمن. وهذا يعني تحديد ومعالجة مجموعة أوسع بكثير من العوامل التي تقوض الأمن – من الفقر والتمييز وعدم المساواة، إلى الكوارث البيئية مثل ارتفاع مستويات سطح البحر.

ثالثا- يجب علينا معالجة آثار ارتفاع مستوى البحار عبر الأطر القانونية وأطر حقوق الإنسان. ارتفاع مستويات سطح البحر يؤدي إلى تقلص مساحات اليابسة، وهو مدعاة للنزاعات المحتملة المتعلقة بالسلامة الإقليمية والمساحات البحرية. يجب أن يتطلع النظام القانوني الحالي إلى المستقبل ويعالج أي ثغرات في الأطر القائمة.

حالات الطوارئ المناخية تفتح نوافذ جديدة للتعاون

بدوره، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد تشابا كوروشي مخاطبا الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي: “سيتذكر الكثير منكم ممن يجلسون على هذه الطاولة عام 2012، عندما أجبر إعصار ساندي مقر الأمم المتحدة في نيويورك على الإغلاق لثلاثة أيام متتالية بصورة غير مسبوقة. كانت هناك أسماك تسبح في الطابق السفلي من مبنى الأمم المتحدة. في أعقاب ذلك، واجهت الأمم المتحدة انتقادات حادة بشأن الصمت وعدم الجهوزية. بعد أكثر من عقد من الزمان، أوجه السؤال إليكم اليوم: هل أنتم مستعدون؟ هل نحن جاهزون؟ هل قمت بدوركم لدعم المسؤولية الجماعية لإدارة المخاطر الأمنية المتعلقة بالمناخ؟”.

وقال رئيس الجمعية العام إن حالات الطوارئ المناخية تفتح نوافذ جديدة للتعاون والإدماج. “لذا دعونا نعزز شراكاتنا. دعونا نشجع الخبرة المحلية لتوجيه عزمنا”.
وقال إنه سيعمل على دعم الدول الأعضاء لضمان قيام الجمعية العامة بدورها في ذلك، مناشدا مجلس الأمن الاضطلاع بدوره في هذا الجهد الجماعي.
وفي الختام حذر قائلا: “إذا لم يكن الأمر كذلك، أخشى أن يمثل رئيس الجمعية العامة- في عام 2100 أو حتى في عام 2050- أقل من 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة”.

ويشير كوروشي بذلك إلى مخاطر اختفاء دول بأكملها، وخاصة الدول الجزرية الصغيرة، بسبب التغيرات المناخية. ويبلغ عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة 193 دولة.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply