[ad_1]
وما يميز تلك المنصات، وهذا استطراد، قدرتها الفائقة على الوصول إلى قطاع عريض من الجمهور الذي أضحى جلُه يستقي معلوماته من هذه المنابر التي تشكّل أيضاً أفكاره وتسهم في صياغة مواقفه، وتلعب دوراً كبيراً (كيلا نقول خطيراً) في التأثير على الرأي العام، بما تبثه وتنشره من طروحات وآراء ومساجلات وتجاذبات متنوّعة في مضامينها وحقولها وأجنداتها.
إنه أمر يقتضي التيقّظ ويستوجب الحذر، خصوصاً في ظل التطور المذهل لهذه الشبكات التقنيّة، لما له من أبعاد خطيرة من حيث المحتوى والمضمون فكراً وأسلوباً وتأثيراً، وما ينجم عن ذلك من تبعات تكون في أغلبها مفارقة للحقائق.
في هذا الإعلام الذي يتوخّى أغلبه الإثارة أكثر من المصداقيّة تبرز أنماط من الدعاية المغرضة والتجاذبات السياسية الرامية لخلق التوترات، وافتعال الأزمات غير المبررة، ودس السمّ في العسل. ولا ريب في أنّ ارتدادات ذلك والتأثير السلبيّ لإفرازات مثل هذا الإعلام الجديد وتجلياته في شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة ذات نتائج سلبية، وربما وخيمة.
في غمرة ذلك، يلاحظ المراقب مدى الشطط لدى بعض الصحافيين والكتّاب في الوطن العربي في استخدام هذه الوسائل الإعلاميّة الحديثة لإثارة النعرات ونشر المفاهيم الخاطئة. ومع أنّ ما يطرح يمثل آراءهم المغرضة، لكنه يثير البلبلة والمهاترات، ويؤثر على عواطف الشعوب، ويمس مكانة الدول العربية، خصوصاً أنّ بعض هؤلاء لهم مواقع مؤثرة في صنع الرأي العام، وربما صنع القرار السياسي لدولهم.
ولعل مقاربة هؤلاء الكتّاب، التي تجافي الحقيقة والمنطق معاً، تهدف إلى بلورة ظلال من الشك حول مصداقية وواقع العلاقات المتعافية بين الدول العربية، ومحاولة إعاقة ديناميكية التقدّم والنمو، في ظل التطور المشهود لبعض الدول العربية، ورؤى قياداتها الشابة الطموحة التي تتفاعل مع المتغيّرات والتحوّلات التي تفرزها الساحة الدولية بفعالية ونجاح باهر، وهو إنجاز للعرب كافة.
فعلى سبيل المثال، وفي ضوء التفكير الجديد، كرّست المملكة اهتمامها، وسخّرت كامل طاقاتها في سبيل رفعة ورفاهية المواطن السعودي، وتلبية طموحه لكي يعيش بكرامة وعزّة وجودة حياة، في ظل اقتصاد متطور مزدهر. وإذ تتبنى هذه المقومات داخلياً وفق معايير خلاقة، فهي تتعامل مع كل ما ينشره الفضاء الإلكتروني العربي بالتعقّل وبالنظرة الموضوعية التي تضبطها قواعد الأخوّة.
وما فتئت المملكة تؤكد على الثوابت الدولية، والالتزام بحسن النية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة. كما أنها في الوقت نفسه لم تغفل أهمية التعاون والتكاتف مع أشقائها في الدول العربية، فهي تؤمن بجمع كلمة العرب، وبوحدة المصير، ورصّ الصفوف، وتوحيد الرؤية العربية المشتركة، وضرورة تفعيل العمل العروبي المشترك، ودعم القضايا العربية، وخصوصاً الدفاع عن قضية العرب الأولى؛ قضية فلسطين.
هذه السياسات الحكيمة تعكس عمق وعي قادة بلدنا وإدراكهم لضرورة الوقوف مع الدول العربية، وتمكينها من تجاوز مكامن الخطر ومصادر التهديد، والتكاتف معها أمام التحديات الجديدة التي تواجهها على مختلف الأصعدة.
في ضوء ذلك، فإنّ مصيره التلاشي ما يثيره غبار الاشتباكات في ساحة الفضاء الإلكتروني من قبل بعض النخب الثقافية، والترويج لشعارات جوفاء، والهجوم الرقميّ الذي يعمل على نشر الفرقة وتثبيط الهمم، ويعكس النظرة الضيّقة والتصرفات الشخصية التي تفتقر إلى الحسّ بالمسؤولية والمعرفة والرزانة والإدراك من قبل أصحابها لمجريات الأمور. وكل ذي بصيرة يدرك أنْ ليس كل ما ينشر خبراً صحيحاً بالضرورة، فثمة صنّاع للفبركة والتزييف، فليس كل ما يلمع ذهباً.
تجّار أو مقاولو الاشتباك الافتراضي يحاولون النيْل من التعاون العربي، عبر سجالات غير مبررة ولا موفّقة. ومع ذلك فقافلة الدول العربية تمضي وفق مسارات جديدة، وتواجه التحديات بثقة وطموح واقتدار يعكس الإرادة الصلبة الواعية لقياداتها وشعوبها، والرغبة الجمعية التوّاقة إلى بناء مجتمعات تنعم بالأمن والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة.
[ad_2]
Source link